مقعد شاغر على مائدة الإفطار| سيد عبداللاه.. أكثر من 22 ألف ساعة غياب بتهمة “ممارسة الصحافة”.. وزوجته: كفاية 3 رمضانات

أمنية فوزي: مسؤول السجن رفضوا دخول “الياميش” والمشروبات و”التفتيش” أتلف ما تبقى من طعام الزيارة.. تركت أطفالي وحيدين لإيصالها   

أمنية: والد زوجي أحد أبطال أكتوبر.. فهل حبس نجله هو التقدير والمكافأة التي يحصل عليها بعد كل ما قدمه للوطن؟ 

إدارة السجن ترفض السماح للصحفي المحبوس بمصافحة أطفاله.. وعبداللاه: أنا متبهدل وبموت حرفيا وقررت اعتزال الصحافة  

كتب- محمود هاشم

ما أصعب الانتظار على السجناء والمحبوسين، وما أقساه على ذويهم الذين يعيشون على أمل خروج ذويهم بعد أشهر وسنوات من المعاناة في غيابهم، بينما يأتي شهر رمضان وتتوق إليهم مقاعدهم الفارغة على موائد أسرهم، لتعود معها البهجة الغائبة، في الوقت الذي تنشغل الأيدي بالابتهال لعودتهم، وإعداد وجبات الإفطار لتسليمها لهم بوجوه تكسوها الحسرة، في أقرب زيارة لها خلف القضبان. 

“خلال زيارتي له في أول أيام رمضان الحالي، أرجع مسؤولو السجن ما يقارب ثلاث أرباع الطعام الذي أرسلته إليه، حتى أنهم رفضوا دخول الياميش والمشروبات، واكتفوا بدخول نوع واحد من الجبن له، ووجبة ساخنة، بينما تسببت عمليات التفتيش التعسفية في إتلاف ما تبقى من الزيارة”، تحكي الزميلة أمنية فوزي، جانبا من معاناتها وزوجها الصحفي سيد عبد اللاه، خلال زيارتها الأخيرة له في محبسه بسجن مزرعة طرة. 

ألقي القبض على عبداللاه، في أحداث 20 سبتمبر 2019، وهو محبوس منذ ذلك الحين، بواقع أكثر من سنتين و6 أشهر، تعادل 931 يوما، أو 22344 ساعة من الغياب عن أسرته وحريته وأحبابه. 

تضيف أمنية لـ”درب”: “انتظرت طويلا حتى تم السماح لي بمقابلته، خلال أسلاك ضيقة بالكاد أستطيع من ورائها رؤيته وسماع صوته، كانت حالة النفسية تزداد سوءا، بعد مرور رمضان الثالث عليه في ظل هذا الوضع، وأبلغني رسالة يؤكد فيها نيته عدم العمل في الصحافة مجددا بعد خروجه من محبسه، بسبب ما عانته أسرته بعد القبض عليه لمجرد ممارسته المهنة”. 

يضيف عبداللاه في رسالته، حسب ما نقلت زوجته: “سأعمل في أي وظيفة أخرى، حتى إن رآها البعض دون المستوى، لكنني لن أسمح أن تعيش أسرتي وأبنائي المعاناة نفسها مجددا، أنا متبهدل وبموت حرفيا”. 

تواصل أمنية مناشدة السلطات سرعة الإفراج عن زوجها، قائلة: “كفاية 3 رمضانات وأولاد متيتمين رغم وجود والدهم، في زيارتي الأخيرة لسيد اضطررت لتركهم وحيدين في المنزل، على الرغم من صيامهم وصغر سنهم، من أجل إيصال الزيارة لزوجي متنقلة من محافظة السويس إلى القاهرة، وعدت إليهم بعد انتهاء وقت الإفطار”. 

وتتابع: “في 28 فبراير الماضي، أخذت أطفالي لزيارة والدهم في محبسه، حينها طلبوا مصافحته، لكنه لم يكن أمامه إلا أن يخبرهم بضرورة “الاستئذان” للسماح له بذلك، كان الأطفال يتحايلون على حراس السجن للسماح لهم بمصافحته، إلا أنهم واجهوا رفضا شديدا، على الرغم من أن آخر زيارة لهم معه كانت منذ ما يقارب 10 أشهر، خلال عيد الأضحى الماضي”. 

“لكم أن تتخيلوا قدر الوجع والذل الذي يتعرض له أب بات مضطرا لأخذ الإذن لمجرد مصافحة أطفاله، الأطفال عادوا إلى المنزل في انهيار شديد، لقد منعنا أنفسنا من الاحتفال بأي مناسبة في ظل استمرار غيابه، باتت زيارات أبنائنا لوالدهم هي كل ما تحمله ذاكراتهم”، تواصل أمنية. 

وتستطرد: “لدينا 3 أطفال جميعهم في مراحل تعليمية مختلفة ويحتاجون لوجود والدهم بجانبهم، حيث يمرون بحالة نفسية شديدة السوء، فأحدهم بات يعاني من عصبية شديدة، والثاني أصبح انطوائيا بشكل كبير، بعد ما حدث لوالدهما، كما أن ابني الصغير لا يعرف شكل والده حتى الآن إلا عن طريق الصور، حيث تم القبض على سيد وكان الطفل حينها في الشهر الرابع من عمره، الأمر بات مرهقا عليهم، وعليَّ كزوجة وأم وأب في الوقت نفسه”. 

“القضية المحبوس عبد اللاه على ذمتها لم يتبق من قائمة المتهمين فيها سواه وشخصين آخرين، لم يخرج أي منهم حتى الآن، بينما تواصل محاميته الأستاذة هدى عبدالوهاب بذل ما في وسعها لمحاولة الإفراج عنه، لكن الأمر ليس بإيدينا”، تكشف زوجة الصحفي المحبوس. 

وتستكمل: “والد سيد أحد أبطال أكتوبر، وتعرض للأسر لمدة عام على أيدي العدوان، حتى أنه تم استخراج شهادة وفاة له، فهل حبس نجله هو التقدير والمكافأة التي يحصل عليها بعد كل ما قدمه للوطن”. 

يذكر أن سيد عبد اللاه مخلى سبيله على ذمة القضية رقم 1338 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، والمعروفة إعلاميا باسم (قضية أحداث 20 سبتمبر 2019)، بينما جرى تدويره على ذمة قضية جديدة تحمل رقم 1106 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، وهو محبوس على ذمتها حتى الآن. 

ويواجه عبد اللاه في القضية الثانية اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية. 

وجرى التحقيق مع عبد اللاه وإدراجه على القضية رقم 1338 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، وظل رهن الحبس الاحتياطي على ذمتها حتى قرار المحكمة بإخلاء سبيله دون تنفيذ. 

وفوجئ محاميه أثناء احتجازه بقسم الشرطة التابع له في السويس لاستكمال إجراءات إخلاء سبيله، قبل أن يظهر في نيابة أمن الدولة على ذمة القضية الجديدة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *