مقعد شاغر على مائدة الإفطار.. الباحث السياسي عبده فايد يقضي رمضان الثاني في الحبس الاحتياطي بسبب منشور على فيسبوك عن «كورونا»

ما أصعب الانتظار على أهالي السجناء والمحبوسين، الذين يعيشون على أمل خروج ذويهم بعد أشهر وسنوات من المعاناة في غيابهم، بينما يأتي شهر رمضان وتتوق إليهم مقاعدهم الفارغة على موائد أسرهم، لتعود معها البهجة الغائبة، في الوقت الذي تنشغل الأيدي بالابتهال لعودتهم، وإعداد وجبات الإفطار لتسليمها لهم بوجوه تكسوها الحسرة، في أقرب زيارة لها خلف القضبان.  

نحو 700 يوم مروا على احتجاز عبده فايد، الباحث السياسي وطالب الماجستير في كلية العلوم السياسية في جامعة دويسبورج–ايس الألمانية، الحاصل على بكالوريوس علوم سياسية من جامعة القاهرة، والمحبوس احتياطيا منذ مايو من العام 2020 على ذمة القضية رقم ٥٣٥ لسنة ٢٠٢٠، والذي يعد رمضان الجاري ثاني رمضان له في الحبس.

ولا تنقطع مناشدات المهندس أحمد فايد، والد عبده إلى جميع السلطات من أجل إخلاء سبيله، مؤكدا أن نجله الذي يتم في مايو المقبل سنتين في الحبس الاحتياطي لا ينتمي لأي جماعة سياسية أو حزبية، وهو ما تستطيع جهات التحقيق التثبت منه بسهولة، متسائلا عن السبب الذي دفع الجهات الأمنية لاحتجازه، رغم أن معظم كتاباته عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» كانت منصبّة على الشأن الدولي.

في تصريحات سابقة، قال والد فايد لـ«درب»، إن أسرته تعيش في حالة حزن دائمة منذ القبض على نجله، ويتابع: «في كل مناسبة أو عيد ننتظر خروجه ضمن قوائم الإفراج، ومع استمرار حبسه يزداد حزننا يوما بعد الآخر. لكن أملنا في الله كبير».

وأضاف: «أرسلنا مناشدات إلى جميع الجهات، ومن المقرر أن نتقدم بالتماس جديد لإخلاء سبيل نجلي، ونأمل عودته إلى حضن أسرته وإلى عمله في أقرب وقت».

فايد، الباحث في شؤون الاتحاد الأوروبي والذي كان يكتب – قبل القبض عليه – في مجال تخصصه بالعلاقات الدولية على موقع «المنصة»، وقبلها عبر موقع «إضاءات» وموقع «الشروق»  لم يكن يملك سوى قلمه وأفكاره، بحسب أصدقاءه، الذين يطالبون السلطات بالإفراج عنه.

في فجر 25 مايو من العام 2020، اقتحمت قوات من الأمن منزل فايد، في حي الهرم بمحافظة الجيزة، وألقت القبض عليه على خلفية نشره تدوينة عبر موقع «فيسبوك» انتقد فيها أداء السلطات المصرية تجاه تفشي وباء كورونا، حيث ظل مختفيا لمدة خمسة أيام.

قبل ظهور الباحث السياسي، قال والده في تصريحات لموقع «درب» إنه لا يعلم بجهة أو سبب احتجاز ابنه منذ إعلامهم بالقبض عليه، لافتا إلى أنه تلقى اتصالا هاتفيا من أحد جيران نجله لإعلامه بالقبض عليه من مسكنه في حي الهرم بالجيزة عند الساعة الوحدة والنصف من فجر الثلاثاء (25 مايو 2020).

وأرسل والد فايد، تلغرافات إلى النائب العام ووزير الداخلية للمطالبة بالكشف عن مكان نجله، وأشار إلى أنه ينتظر ظهوره أمام النيابة بعد انتهاء عطلة عيد الفطر.

ظهر فايد في 31 مايو من العام 2020 في نيابة أمن الدولة العليا، حيث وجهت النيابة إلى فايد عدة اتهامات منها الانضمام إلى جماعة محظورة (لم يتم تحديدها) ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وقررت حبسه على ذمة القضية رقم ٥٣٥ لسنة ٢٠٢٠ حصر أمن دولة عليا، وراحت تجدد حبسه مرة بعد مرة.

وقال المحامي ياسر سعد عضو اللجنة القانونية بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في تصريحات سابقة، إن تجديد حبس عبده فايد مستمر «دون سند أو دليل»، لافتا إلى أن فايد طلب في أول تحقيق أُجري معه «إن الناس متنسهوش». وقال: «اتكلموا عن عبده فايد».

وقال أحد أصدقاء فايد، والذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الباحث المحبوس “عبده” لم يكن يكتب في الشأن المصري، وكانت معظم كتاباته في الشأن الدولي، لافتا إلى أنه كان يكتب عن ألمانيا وفنزويلا وكوريا الشمالية وتركيا وسريلانكا والصين، وكان يناقش قضايا دولية مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وامتداد النفوذ الإسرائيلي في إفريقيا.

وأضاف أن أفكار عبده فايد مناهضة لجماعات الإسلام السياسي، وكتاباته لا تشكل خطرا على أمن مصر، مؤكدا أن كتاباته كانت عن الشأن الدولي وناديه المفضل الزمالك، مطالبا السلطات المصرية بالإفراج عن الباحث الشاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *