مقعد خال على الافطار| فيديوهات.. رسائل إبنة وزوجة والدة المدون القرآني رضا عبدالرحمن مع بداية رمضان: محتاجينك قوي

شمس رضا: كل ثانية أتخيله بيفتح الباب وأعيط لما ميجيش.. رجعوا لي بابا .. ووالدته: أنت معملتش حاجة يا ابني.. ربنا يحنن عليك القلوب القاسية

شمس لوالدها: أتمنى من كل قلبي تطلع وتفطر معانا ونرجع نتبسط تاني.. كل الأسر مجتمعة على الفطار وأنا وماما بس اللي هنبقى على الصينية

زوجة رضا: أول رمضان يعدي علينا من 11 سنة وأنت مش معانا.. هفضل أدعي ربنا يخرجك بالسلامة ويصبرنا على البلاء

كتب- محمود هاشم:

الانتظار هو الحياة والموت، لكن ما أصعبه على أهالي المحبوسين، الذين يعيشون على أمل انتظار ذويهم بعد أشهر من المعاناة من غيابهم، يأتي شهر رمضان وتتوق مقاعدهم الفارغة على موائد أسرهم إلى عودتهم، لتعود معها البهجة الغائبة منذ دخولهم الزنازين.

“كل سنة وأنت طيب يا بابا، وحشتني قوي، مش عارفة رمضان ده هيعدي من غيرك إزاي، وهنفطر من غيرك إزاي، أنت عندك عرض بعد بكرة، وأتمنى من كل قلبي، تطلع وتفطر معانا، ونرجع نتبسط تاني”.

كلمات بسيطة خرجت من الطفلة الصغيرة شمس، ابنة المدون القرآني رضا عبدالرحمن، المحبوس منذ ما يقارب 8 أشهر، كشفت عن حجم معاناتها ووالدتها في غيابه، آملة في صدور قرار بالإفراج عنه قريبا وعودته إلى أحضان أسرته في شهر رمضان.

تضيف شمس، في فيديو عبر “درب”: “بابا دلوقتي داخل على 8 شهور في الحبس، من تجديد صغير إلى تجديد كبير، من 15 يوما في الحبس الاحتياطي، إلى 45 يوما، قالوا لنا في الأول إن الحبس الاحتياطي 6 أشهر بس، لكن الشهور الـ6 انتهت وتم التجديد له، بقالي فترة طويلة مشفتهوش، وهو وحشني، رمضان داخل علينا، وكل الأسر مجتمعة على مائدة الإفطار، لكن بالنسبة لأسرتنا أنا وماما بس اللي هنبقى على الصينية”.

لا تتمالك الطفلة الصغير نفسها لتبدأ في البكاء، مستكملة: “بابا معملش حاجة وحشة في حد أو أذى حد، رمضان داخل والعيد داخل، كل الأسر مع بعضها إلا إحنا، أنا وماما اللي في البيت بس، أنا بترجاكم ترجعوا لي بابا، علشان هو وحشنا كلنا وإحنا وحشناه، كل ثانية بنزعل أكتر وبنعيط أكتر في غيابه، كل يوم بتخيل أن رجع وبيفتح الباب وأنا حضنته وقاعدة معاه”.

سهام محمود علي زوجة المدون القرآني، وجهت له أيضا رسالة عبر “درب”، قائلة: “إلى زوجي رضا عبدالرحمن على المظلوم البرئ كل سنة وأنت طيب، ده أول رمضان يعدي علينا من 11 سنة وأنت مش موجود معانا، مش عارفة هيعدي إزاي علينا”.

وأضافت: “إحساس صعب جدا وصفه، وإزاي الأيام هتمر وتعدي علينا، أتمنى من الله أن يتم إخلاء سبيلك يوم الأربعاء 14 أبريل – موعد نظر تجديد الحبس – وإذا لم يتم اخلاء سبيلك أتمني ربنا يقوينا ويصبرنا على هذا البلاء”.

ما تزال سهام متمسكة بأمل خروج زوجها من الحبس قريبا، مؤكدة ثقتها في عودته للم شمل أسرته مجددا: “هفضل أدعي ربنا أنه يفك كربك وكرب كل المظلومين، ربنا معاك يحفظك ويحميك ويخرجك لينا بالسلامة في أقرب وقت، كل سنة وأنت طيب يا حبيبي”.

يغيب رضا عن أسرته، بينما تعيش والدته المريضة على أمل قريب بخروجه في وثت قريب، حيث بعثت إليه برسالة، قائلة: ” كل سنة وأنت طيب يا ابني، يا رب ترجع تقضي رمضان والعيد في بيتك، إحنا محتاجينك قوي يا رضا، ربنا يوقف لك أولاد الحلال، ويحنن عليك القلوب القاسية”.

وواصلت، بينما لم تستطع التقاط أنفاسها من شدة المرض: “أنت معملتش حاجة يا ابني، ربنا ترجع لنا سالم غانم، كل سنة وأنت طيب”.

كانت سهام نشرت رسالة من رضا من داخل محبسه، موجهة إلى أسرته، بمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك، الذي ينتظر قدومه من داخل زنزانته، بعيدا عنهم، تاركا مقعده خاليا قسرا على مائدة الإفطار.

وقال رضا في رسالته، المكتوبة بتاريخ الثالث من أبريل الحالي، وتلقتها أسرته مؤخرا: “رمضان على الأبواب بس أنا ليه مش فرحان وسعيد، وإزاي هنصوم ونفطر والأحبة عن بعضهم بعيد، نفسي أشوفهم وأطمن عليهم حتى لو من بعيد لبعيد، ده البعد عنهم زاد وكل يوم العداد عمال يزيد”.

وأضاف: “زوجتي وبناتي ساكنين في قلبي، وحبهم مش محتاج تأكيد، أهلي وعائلتي هم حياتي، وألمي عليهم يزيد، مين يشتري لشمس فانوس، ومين هيجيب لبس العيد، دايما بتبلس على ذوقي، وتقول لي ذوقك يا بابا شيء فريد”.

وتابع: “نفسي أهزر وألعب معاها، ونتمشى وإحنا إيد في إيد، وأشرح لها دروسها، تفهم بكل هدوء دون تعقيد، وتقول لي وصلني لسريري، وأقعد جنبها وأبقى سعيد، تعبوا معايا كتير عروض وجلسات، نتقابل بدون مواعيد، بيكون عندنا أمل كل جلسة، بس القرار بيكون تجديد”.

يمني رضا نفسه بصدور قرار الإفراج عنه في وقت قريب، ليعود مجددا إلى أحضان ابنته وزوجته وأحبابه: “بكرة لما أروح شمس هتفرح وتغني أحلى الأناشيد، والبيت يتملي بأهلنا من تاني، ونسمع أحلى الزغاريد، ده ربنا وحده هو العدل، وما ربك بظلام للعبيد”.

يذكر أن عبد الرحمن تكرر احتجازه بدون توجيه أي تهم إليه عدة مرات بسبب تعبيره عن أفكاره على مدونته، وبعد آخر احتجاز له عام 2016 أمرته أجهزة الأمن بوقف نشاطه تمامًا وقطع اتصالاته مع أحمد صبحي منصور، وأضافت المصادر أنه بالفعل أغلق مدونته وتوقف تمامًا عن أي نشاط وقطع اتصالاته مع منصور منذ ذلك الوقت.

وكانت شقيقة رضا عبد الرحمن، قد كشفت ظروف القبض عليه في مقطع فيديو، قائلة: “في 22 أغسطس الماضي، تم القبض على رضا و5 من أعمامي وأقربائي من عائلة الدكتور أحمد صبحي – الأستاذ السابق بجامعة الأزهر، وتم التحقيق معهم من ضابط أمن دولة في مركز شرطة كفر صقر، وسألوهم عن علاقتهم بصبحي، فأوضحوا أنه أحد أقربائهم، لاحقا تم الإفراج عن المقبوض عليهم ما عدا شقيقي، مطالبة بالإفراج عنه”.

وأضافت: “سألنا عن رضا في المركز والنيابة وتوجهنا إلى جميع الأماكن، وكل ما استطعنا معرفته بعد 47 يوما من الواقعة، أنه تم عرضه على النيابة بتاريخ 6 أكتوبر الماضي دون استدعاء محام أو أي من أسرته لحضور التحقيق معه، وفي أول زيارة من زوجته له أخبرها بأنه قضى جزءا من فترة حبسه في كفر صقر وجزء آخر في الزقازيق”.

وتابعت: “رضا يتلقى أوراق تجديد حبسه من المحامي العام في فاقوس، للتوقيع عليها وهو داخل محبسه”، وواصلت: “نحن نطالب الحرية لعبدالرحمن، ووقف الاضطهاد المستمر لعائلة الدكتور أحمد صبحي منصور، لأنهم لم يرتكبوا أي جريمة، لا يصح أن يؤخذ مواطن كرهينة للحصول منه على معلومات لا يعلم عنها شيئا”.

واستكملت: “رضا ليست له علاقة بالسياسة، وكل مشكلته أنه أحد أقرباء الدكتور أحمد صبحي منصور، لديه ما يدينه في أي واقعة تدينه بتهمة الإرهاب، فهو محسوب على القرآنيين، وهو معروف للجميع بمدونته الحرية والعدل والسلامة، فهو إنسان متصالح مع نفسه وغير متشدد، الدستور والقانون المصري يكفلان حرية الفكر والعقيدة لجميع المواطنين، والرئيس عبدالفتاح السيسي ذاته طالب بتجديد الخطاب الديني، وتقبل الآخر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *