مطالب عادل إمام بفيلم «الإرهاب والكباب»: مش عايز أتهان بالبيت ولا في شغلي ولا الشارع.. أنا مش طالب غير إنسانيتي (فيديو)

كتبت- ليلى فريد  

“أنا مش طالب غير إنسانيتي، مش عايز أتهان، مش عايز أتهان في البيت ولا في شغلي ولا في الشارع”، بهذه الكلمات لخص أحمد فتح الباب (عادل إمام) مطالبه حين وجد نفسه متورطًا في احتجاز رهائن بمجمع التحرير خلال أحداث فيلم (الإرهاب والكباب) الذي كتبه وحيد حامد وأخرجه شريف عفه عام 1992.  

في مشهد مؤثر يتحدث أحمد فتح الباب، قائلا: “أنا ماليش مطالب .. أنا أصلي كنت جاي علشان أختم ورق ولادي .. كنت عايز أنقلهم من مدرسة بعيدة عن البيت لمدرسة جنب البيت، لكن مادام المسائل وصلت لغاية قطع الرقبه .. فإحنا كمان مطالبنا لازم توصل لمستوى قطع الرقبة”.  

ويضيف: “أنا طول عمري بأسمع كلام الحكومة، الحكومة ديه واللي قبليها واللي قبليها والحكومة اللي جاية كمان هأسمع كلامها، أصل إفرض ماسمعتش كلام الحكومه هايحصل إيه؟ ولا حاجة، هأشرب من البحر”.  

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

ويواصل عادل إمام على لسان الشخصية: “بأروح شغلي محشور .. وبأرجع منه محشور .. بأركب الأتوبيس بأبقى فرحان .. بأقول سبحان الذي سخر لنا هذا، الأسعار نار؟، وماله ! .. ما العالم كله مولع نار، ماعنديش عيال كتير، بأسمع كلام الحكومة في تنظيم الأسرة،  ماعنديش غير ولد وبنت والحمد لله كويسين، متفوقين، أينعم الفصل فيه 84 تلميذ، والعيال بييجوا مفرهدين من المدرسة، مدروخين ووشهم أصفر من الكتمه والهوا الفاسد الموجودين في الفصل، لكن الحمد لله كويسين مافيش حاجة تعباني غير رغيف العيش بأقف في صف طول عريض بأتعذب لغاية ما ألاقيه وبأتعذب كمان وأنا بأكله، أنا زايي زيكم بالظبط  ماشي جنب الحيط .. راضي و قانع”. 

يختتم عادل إمام وقد بلغ قمة التأثر: “أنا مش طالب غير إنسانيتي، مش عايز أتهان، مش عايز أتهان في البيت ولا في شغلي ولا في الشارع .. متهيألي ديه مطالب لا يمكن أتعاقب عليها .. ولا أوبخ، ولا ألام”. 

يذكر أنه تصدر الفيلم تريندات مواقع التواصل الاجتماعي، وأعاد نشطاء على مواقع التواصل نشر مقاطع فيديو من الفيلم، بعد هجوم الرئيس عبد الفتاح السيسي عليه بالأمس.  

الإرهاب والكباب هو فيلم الصدفة الذي التقطه شقيق عادل إمام من مقالات وحيد حامد يعد ثاني المشروعات المشتركة بين حامد والمخرج شريف عرفة وتم عرضه عام 1992، وقام ببطولته عادل إمام ويسرا وكمال الشناوي وأحمد راتب وشرف عبد الباقي وعلاء ولي الدين وإنعام سالوسة، وتدور أحداثه بمجمع التحرير.  

ويروي الفيلم قصة مواطن حاول إنهاء إجراءات نقل ابنه من مدرسة إلى أخرى من خلال الذهاب إلى مجمع التحرير، الذي أغلقته الحكومة في السنوات الأخيرة وعادة ما كان يشار إليه بأنه أحد قلاع البيروقراطية في مصر.  

في الفيلم، عندما اصطدم البطل (عادل إمام) بعقبات إدارية لاستخراج أوراق ابنه وجد نفسه حاملا السلاح وأخذ بعض الرهائن، الذين انضم إليه بعضهم لاحقا في مواجهة قوات الشرطة. وخلال ذلك يدور الحوار حول شكاوى المواطنين البسيطة التي يقابلها تقاعس الموظفين وإهمال المسوؤلين الحكوميين.  

تحاصر الشرطة المكان، وتتم المفاوضات بوجود وزير الداخلية الذي يتابع الموقف، ويفاجأ بأن مطالبهم شخصية، فيأمر الوزير الخاطفين بإطلاق الرهائن وإلا سيهاجم المكان بكل من فيه، بما في ذلك الرهائن، فيترك أحمد الرهائن ولكنهم يأبون تركه وراءهم ليواجه الموت، فيطلبون منه الخروج معهم هو بعد أن شعروا بأن مطلبه كان يمثل مطالبهم جميعا في البحث عن الوطن العادل.  

الفيلم في بدايته كان عبارة عن ثلاث مقالات كان من المفترض أن ينشرها في مجلة روزاليوسف تحت عنوان “لا تراجع ولا استسلام” إلا أن المقالات تحولت لسيناريو فيلم سينمائي.  

وحيد حامد كان يفضل الجلوس في كافيتيريا أحد الفنادق على كورنيش النيل بمنطقة جاردن سيتي، ويذهب له كثير من أصدقاءه للجلوس معه أو يتواصل معهم واستدعائهم للمشاركة في قضاء بعض الوقت، وكان المنتج عصام إمام من المقربين له.   

وفي أحد المرات ذهب عصام إمام لحامد خلال كتابه ثلاث مقالات لمجلة روزاليوسف، وحين قرأ الجزئين الأول والثاني من المقالات قال للكاتب وحيد حامد أن هذه المقالات هي سيناريو لعمل فني، وأنه سيشتريه منه في الحال، وذهب بالفكرة إلى الفنان عادل إمام وتحمس أيضًا للفكرة ووافق على بطولة العمل.  

وبالفعل اقتنع وحيد حامد بالفكرة وتحولت المقالات إلى سيناريو فيلم ولكنه ظل يحمل نفس العنوان السابق للمقالات وهي “لا تراجع ولا استسلام”، ووفقَا لما رواه محمود سعد فقد استدعاه وحيد حامد عقب الانتهاء من كتابة المشاهد النهائية للفيلم، ولم يكن يتوقع هو أو المنتج عصام أمام أن النهاية ستكون بخروج بطل الفيلم من المجمع مع جموع الناس.  

يذكر أن السيسي، انتقد فيلم “الإرهاب والكباب” أحد أيقونات السينما المصرية في حقبة التسعينات، وألقى باللائمة عليه في تحويل “البلد إلى خصم” حتى “هدوها في 2011″، في إشارة إلى ثورة 25 يناير ضد حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.  

عُرض فيلم “الإرهاب والكباب” للمرة الأولى في يونيو 1992. وكان من تأليف الكاتب الشهير الراحل وحيد حامد.  

وقال السيسي، في تصريحات تليفزيونية، الاثنين: “بدل ما تجيب فيلم الإرهاب والكباب وتجيب المواطن يشتكي، (الفيلم) خلى البلد خصم، لم يجعل السلبية خصمًا، أنت مفروض تخلي السلبية خصم”.  

وأضاف: “المواطن الذي لا يعمل هو الخصم وليس البلد. لما حولتها (في الفيلم) لخصم في 2011 هدوها. خلوها إيه؟ هدوها. لولا فضل الله علينا وكرمه لكانت البلد دي زي كل البلاد اللي أنتم شايفينها مقامتش تاني ولا ترجع تاني خلاص. اللي يروح يروح مايرجعش، لكن هو أفاض علينا، طيب بعد ما أفاض علينا هنفضل زي ما إحنا كده”.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *