محمد إبراهيم يكتب: الطلاق.. متى يكون حلًا؟ وكيف نتفاداه؟

في مصر كل دقيقتين ونصف بتحصل حالة طلاق, هل ده وحش؟

مش لازم, في شخصين قرروا إنهم مش مناسبين لبعض وإن حظ أوفر المرة القادمة, هل الموضوع بسيط كده ؟

بصراحة لأ, في الغالب بيكونوا اتنين ناويين يقطعوا هدوم بعض ويتربصوا لبعض طول العمر, وهل بيكون في حظ أوفر فعلا المرة القادمة ، غالبا بيكون عقل وتفهم أكبر, لكن الحظ واحد, ده لو راحوا برجليهم لقدرهم تاني.

في الإسلام أبغض الحلال عند الله الطلاق, وفي المسيحيَّة الأرثوذكس مثلا لا يوجد طلاق أصلا إلا في حالت مُحددة طبقا للعبارة الشهيرة ” ما جمعه الله لا يفرقه إنسان”.

لكن في كل الأحوال نهاية زيجات عدة بتكون الطلاق, أو الإنفصال الكامل لو الطلاق مش متاح.

في مجتمع شرقي زي مجتمعنا, الرجل بيتمتع بحرية وإستقلالية أكثر من المرأة, فالضغط في الغالب بيكون أكتر على المُطلقة, أما لو في أطفال فالضغط بيكون أكبر على الجميع, وكذلك على الأطفال اللي في الغالب بيعيشوا حياة غير طبيعية.

هل الأمور بتكون تستحق إننا ناخد قرار صعب زي كده ؟

مش دايما, لكن في قاعدة مهمة

أيّاً كان نوع الزواج, سواء عن حب أو إستلطاف أو زواج صالونات, فما قبل الزواج حمادة وما بعد الزواج حمادة تاني خالص,

* أول مُشكلة بتخلي الناس تتصدم هو رفع مستوى التوقعات بناءً على الشخصية الرومانسية الحالمة في فترة الخطوبة أو ما قبلها, وبعدين يتفاجئوا إن في شخص تاني اتجوزوه ! بالرغم من إنه نفس الشخص في الحقيقة لكن ماخدناش بالنا.

الشاب / الفتاة بيتعاملوا في الخطوبة مع شيء جديد نفسهم فيه وماجربهوش قبل كده, الشاب على سبيل المثال شوية الإهتمام اللي ماحصلش على زيهم من الجنس الآخر قبل كده بيخلوه عصفور كناريا, والفتاة اللي متنشيَّة على شوية كلام حب ومفاجآت رومانسية بيخلوها متوقعة إن حياتها كلها هتبقى ورد ودباديب وعزومات في كل مطاعم مصر.

طبعا ده ما بيحصلش أول ما الهرومونات بتهدى والحياة الطبيعية المعتادة بتطل علي الثنائي الجميل من الشباك,

أحيانا بيكون تعاملهم في محله ومفيش مشاكل كبيرة, لكن إرتفاع سقف التوقعات بيخلي في شعور ما بالنقص, اللي هو ليه الوضع اختلف عن الخطوبة ؟ كان بيخدعني فالبتالي هو شخص كذاب, أم بطَّل يحبني؟ وبيتبع ده عيَّاط غالبا من الفتاة أو طفشان من البيت من الشاب.

طيب إزاي ما انخدعش بالطاقة الزايدة في الخطوبة ؟

تقدَّر تقيَّم بشكل عملي استقرار شخصية الطرف التاني من تقييمك لشخصيته في التعامل مع أهله, يعني لو الشاب ما بيساعدش في البيت أبدا, وحياته كلها مع أصحابه على القهوة ليل نهار, وفي نفس الوقت بيعامل والدته مثلا بشكل سيء وبيعتمد عليها في كل حاجة زي الأطفال,

يبقى ما تتوقعيش منه إنه هيقعد معاكي ويسيب القهوة, أول ما يبدأ يعتاد على وجودك كل يوم هيعاملك معاملته لأهله, وكذلك روح التعاون اللي كنتي متوقعاها منه هتتبخر, وكذلك الفتاة مع صديقاتها وحكاويها عنهم, وعن أهلها, هتبقى مثال واضح إن إزاي لما حالة اللعبة الجديدة تنتهي هتبقى شخصيتها الثابتة عاملة إزاي.

* النقطة التانية إختفاء المساحات, أي شخص لو مالوش مساحة خاصة يتحرك فيها ويتحرر من المتابعة والقيود, هيضايق, سواء الشخص ده شاب أو فتاة.. إبداء الإهتمام مهم, وإننا نركز في حياة بعض اللي أصبحت حياة واحدة حاجة جميلة, لكن مش لازم نتدخل في كل تفصيلة في حياة بعض, وأكونتات بعض على السوشيال ميديا, واختيار الثياب والأكل والأصحاب وإمتى تكلم أخوها وإمتى ماتكلمش أختها.

شوية حريَّة وبراح مهمين عشات نعرف نتنفس.

* النقطة الثالثة, التوافق المادي

من بدري لازم الطرفين يتفقوا إزاي هيتعاملوا ماديا مع بعض, ماينفعش إتنين مهما كانت علاقتهم ما يتفقوش على التعامل المادي هيمشي إزاي,

سواء أصبحوا ذمة مالية واحدة والفلوس بتاعتهم موجودة في خزنة واحدة وبيتصرفوا على هذا الأساس بأريحية والباقي ملكهم الإتنين, أو يتفقوا إنهم هيضعوا رقم مُعين نسبة لدخلهم ومناسب لمصاريفهم.

فكرة إن الرجل يصرف على البيت بشكل كامل بالرغم من إن الست طول اليوم بره في شغل, فكرة وإن كانت أحيانا بتعدي, لكن في النهاية بتخلي الإختلافات تبدأ, خاصة لو الرجل لقى نفسه مش عارف يحوِّش مليم, بينما زوجته ما بتشاركش في حاجة وحسابها في البنك مليان,

الواقع بيقول إن خلاص الست مادام بتشتغل لازم تكون هي وزوجها مشاركين في البيت, والخجل من الحديث في الموضوع ده مُبكرا بيعمل إختلافات كبيرة لاحقا.

أما عن رأيي الشخصي فالأنسب إن الماديات تبقى مش عائق عن أي حاجة, وإن التعامل يكون بطريقة إن دخلنا واحد وبنتحرك بيه بحريَّة وبنتفق لو هنصرف مبلغ كبير على حاجة وبنناقش الموضوع برويَّة.

لو مرينا من الشد العصبي المُتعلق بالإتفاق المادي دي هتكون خطوة مهمة.

*النقطة الرابعة, إحنا ممكن نتخانق, عادي والله.

مفيش ناس ما بتتخانقش, أعز الأصحاب بيقطعوا هدوم بعض وبعدين بيتصالحوا ويسهروا سوا في نفس الليلة, والإخوات كذلك, فليه بنستثني الزواج من القصة دي ؟

مش معنى إنكم اتخانقتم إن ده يعني بالضرورة إننا ما ننفعش نعيش مع بعض, ولا يعني إننا نسيب البيت أو نطفش, مش منطقي إن المشكلة اللي ممكن تحصل بين رجل ومراته تاخد مُنحنى أكبر من لو كانت بينه وبين صاحبه, أو العكس !

مش منطقي إننا نقدر نتصافى مع الآخرين ونجد صعوبة في التصافي مع شريكي في الزواج, أو نستمر في تذكيره بالمشكلة اللي حصلت كل ما يكون في فرصة.

المشكلة اللي بتحصل مش نهاية العالم, المشكلة بتحصل عشان تتحل لو بنتعامل بطريقة طبيعية.

* النقطة الخامسة, بر والدتك, بس ما تحكيلهاش عن حياتكم.

مفيش حد بيحبَك/ بيجبِك زي والدتك, ده غالبا حقيقي, لكن إنت سيد العارفين إن من الحب ما قتل, العلاقة الشخصية بينكم في الغالب تدخل الأم فيها بيبقى كارثي, الحميَّة عند الأم لحماية أطفالها اللي عمرهم ما هيكبروا في عينيها بتبقى أحيانا مضرة, والموضوع البسيط بينكم غالبا بيكبر بناءً على تحفيز الأم اللي صعبان عليها ضناها اللي اتبهدل من الطرف الثاني, بالرغم من إن الأم لو رجعت بالشريط للخلف وبصت على حياتها هتلاقي إن مشاكل كده وأكبر حصلت ليها وعدت على خير.

ما تحكيش لوالدتك غير لو الموضوع خلاص بقى رايح للطلاق بنسبة مرتفعة, وقتها اديها فرصة يا تساعد في إصلاح الأمور, يا ترمي القنبلة ونخلص.

* النقطة السادسة, الحياة على السوشيال ميديا كذَابة.

في تقارير كتير اتكتبت عن إن إزاي السوشيال ميديا بتصيب الناس بالإكتئاب, لإنهم بيقارنوا بين حياتهم والحياة البرَّاقة اللي شايفين غيرهم بيعيشوها, واستمرار الضغط عليهم في السكة دي بيخليهم مصابين بالحزن ومكتئبين في النهاية, كذلك الزوجين بيتأثروا أحيانا بالسوشيال ميديا, البنت اللي شايفه شخص ما بيكتب طول الوقت أشعار في مراته, والراجل اللي بيشوف ست مهتمة بزوجها إزاي, والفسح اللي رايحة جاية بلا إنقطاع !

لكن لو ركزت هتلاقي إن أحيانا بيكون الطرفان قاعدين يحبوا بعض على الفيس بوك, وبعدين تفاجئ إنهم اطلقوا !

مُجرد راسمين حياة إجتماعية مزيفة على السوشيال ميديا لأسباب إجتماعية, والفسح اللي بتشوفيها ممكن بتبقى على سبيل التعويض عن معاملة سيئة كل يوم وطول اليوم, والهدايا بتبقى بعد كل خيانة, ابعدوا عن المقارنة, وابعدوا عن النظر للآخرين فخلف الأبواب حياة مختلفة, وكمان خلوا علاقتكم لنفسكم ولو عايز تقول لمراتك إنك بتحبها حرك لسانك وقولها, مش حاجة طبيعية انها تبقى قاعدة جنبك وتروح تكتبلها على الفيس بوك !

ولو اتخانقتوا مش لازم تروحي تكتبي على تويتر عن غدر الحبيب, اقعدي معاه يعني في الصالة واتكلموا.

**

الطلاق أحيانا بيكون حل مثالي لحياة بائسة, لكن الطلاق اللي بيتم بناءً على معطيات تافهة وباستعجال غريب لازم نحاول تجاوزه, والجواز مشروع لازم الإعداد ليه يكون جيد وإلا ممكن مانعرفش نعمل ده بعد ما الفأس تقع في الرأس.

ومش كل ما تحصل مشكلة تقوليله طلَّقني, ولا تقولها عليَّا الطلاق.

استهدوا بالله,, ده حتى الصلح خير

—————————————————————————————

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *