محاكمة شرطي بلجيكي أطلق النار على شاحنة محملة بالمهاجرين: قتل رضيعة لم تتجاوز عامها الثاني

تنظر محكمة في مدينة مونس البلجيكية محاكمة شرطي أطلق النار على شاحنة محملة بالمهاجرين في مايو 2018، ما أدى لمقتل طفلة رضيعة لم تتجاوز عامها الثاني كانت في الشاحنة.

وفي ليلة 16 مايو 2018، انطلقت شاحنة من منطقة غراند سانت شمال فرنسا باتجاه بريطانيا، وعلى متنها نحو 30 مهاجرا، بعد وصول الشاحنة إلى الطريق السريع في مدينة والونيا جنوب العاصمة البلجيكية بروكسل، بدأ سائقها يقود بسرعة جنونية، بعد أن رصدتها سيارة شرطة وانطلقت خلفها لاعتراضها.

لم تتوقف شاحنة المهاجرين على الرغم من التحذيرات، ما دفع أحد الشرطيين إلى إخراج مسدسه من النافذة ومحاولة إطلاق النار على أحد عجلات الشاحنة وفق قوله، لكن سيارة الشرطة انحرفت عن مسارها وكذلك الرصاصة،  وبدلا من إصابة إطار الشاحنة المسرعة، استقرت في جسد مودة شوري، طفلة كردية لم تكن قد تجاوزت عامها الثاني، كانت خلف السائق، وقتلت، بحسب موقع “مهاجر نيوز”.

الشرطي متهم بالقتل غير العمد، وهي جريمة تقابل بالسجن مدة 5 سنوات، ومثل للمحاكمة أمس، إلى جانب سائق الشاحنة والمشتبه بترتيبه عملية التهريب، ومن المقرر استمرار جلسة المحاكمة حتى اليوم الثلاثاء، لتأخذ بعدها المحكمة مدة للتشاور من أجل البت في الحكم.

واعترف الشرطي الأربعيني بإطلاق النار على الشاحنة، لكنه أكد عدم معرفته بوجود مهاجرين داخلها، وأن مقتل الفتاة كان مدمرا بالنسبة إليه. وأضاف محاميه أنه من الصعب على موكله تحمل المسؤولية كاملة، “إنه يشعر أن كل شيء قد وقع عليه، وأن عليه تحمل أخطاء المدعين العامين وسياسة الهجرة”.

وأعلن مثقفون وفنانون ومدنيون دعمهم لوالدي الفتاة ولقضية المهاجرين، مطالبين السلطات بعدم التساهل إزاء ارتكاب جرائم بحق المهاجرين.

المخرج البريطاني كين لوتش اختصر الحديث عن الأمر بسؤال نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، “ما هي الظروف التي تبرر إطلاق النار على شاحنة مليئة بالناس؟”،  فيما أكد نشطاء حقوقيون بلجيكيون أن مثل هذه الحوادث تعد محاولة لتجريد المهاجرين من إنسانيتهم وتجريم الهجرة.

وغادر والدا مودة العراق عام 2015 بنية التوجه إلى بريطانيا، لكن بعد وفاة طفلتهم بقوا في بلجيكا التي منحتهم إقامة إنسانية، وسيمثلّهم أثناء المحاكمة 3 محامين.

كانت السلطات الفرنسية وضعت جهاز تعقب على الشاحنة قبل انطلاقها، وفق الإذاعة الفرنسية RFI لكن الشرطة البلجيكية لم تكن تعلم أن الشاحنة تحت المراقبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *