في الذكرى الـ37 لرحيل فيلسوف الشعر.. حكاية قصيدة كتبها أحمد فؤاد نجم داخل محبسه وأبكت صلاح جاهين: شوف قد إيه يا صاحبي حكم التاريخ رهيب (فيديو) 

كتبت: ليلى فريد 

تمر اليوم ذكرى 37 عامًا على رحيل الشاعر الكبير صلاح جاهين، فيلسوف الشعر، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 21 أبريل من عام 1986 بعد رحلة عطاء قدم فيها العديد من الأعمال المميزة.  

كان صلاح جاهين متعدد المواهب حيث كتب العديد من القصائد والأغانى وكان من أكبر رسامى الكاريكاتير كما عمل بالعديد من الصحف، كتب سيناريو فيلم خلي بالك من زوزو والذي يعد أحد أكثر الأفلام رواجاً في السبعينيات، كما كتب أيضاً أفلام أميرة حبي أنا، شفيقة ومتولي والمتوحشة، وقام بالتمثيل في عدد من الأفلام.  

علاقة صلاح جاهين بالراحل الكير أحمد فؤاد نجم، مرت بالعديد من المواقف، فرغم أن نجم هاجمه بعد فيلم (خلي بالك من زوزو)، إلا أنه كتب قصيدة مؤثرة عند عودة جاهين من رحلة علاج وكذلك بعد رحيله.   

يحكي نجم في لقاء تليفزيوني قديم مع الإعلامية ليلى الأطرش قصة القصيدة التي كتبها لصلاح جاهين، قائلا: “كنت في السجن وبنقرأ الأهرام، وقالوا صلاح رجع من أمريكا من رحلة علاج”. 

وتابع: “طالب صغير قالي هو مش عايز يموت ليه، الكلمة دي وجعتني قوي، كما لو إنه بيدعي عليا أنا، ودخلت زنزانتي وكتبت القصيدة”. 

وأكد نجم أن ابنه الشاعر الراحل أخبرته أن صلاح جاهين بكى ومات من العياط، وابنته أمينة قالتلي أنت قتلت أبويا لما قرأ القصيدة.  

بحرقة عند سماع القصيدة.   

تقول كلمات القصيدة:   

حمد الله على السلامة .. وسلامتك يا جميل   

ياريته كان في قلبي شريانك العليل   

نفسي أكتبلك قصيدة زيك ملهاش مثيل  

حراقة وبنت نكتة أزعة وبلسان طويل  

وتكون بعيون كحيلة فيها حزن الأصيل  

على الشاعر اللي ولى والشعر السلسبيل  

الله يرحم زمانك يا شاعر يا علم   

حمد الله على السلامة وسلامتك من الألم  

امبارح كنت سابح في بحورك الزلال  

اشرب واطرب واصحصح من خمرك الحلال  

قابلتني موجة شاردة من موال الكلام  

وتراب دخان وصورة للسد وللرجال  

قال وأنت في شكل غنوة بتحمس للنضال  

فزيت من حلمي صاحي عاوز اسألك سؤال  

قلبي انخطف وراحلك على جناح المحيط  

شوف قد إيه بحبك   

شوف قلبي البسيط.  

في السجن بيسألوني رفاقة صغيرين ..  

زي الربيع نضارة و الشمس مصحصحين ..  

عن شاعر لما ينشد يحشد فيا الحنين ..  

ويحرك المراجع من دون المنشدين ..  

قلت اللي كان يمينه وحياة عرق الجبين ..  

قالوا اللي كان ده ولي .. عايزين الموجودين ..  

حسيت في القلب طعنة يحتار فيها الطبيب ..  

شوف قد إيه يا صاحبي حكم التاريخ رهيب..!!.  

وبعد وفاة صلاح جاهين كتب: أحمد فؤاد نجم قصيدة رثاء لصلاح جاهين قال فيها:  

تحت السواهي أمير الدواهي ..  

الطفل الالهي العجيب السمين ..  

شبيه البسين او مصانع ياسين ..  

مزوق ف قلبه عروسة لأمينة ..  

وراسم في عقله أمينة لأمين ..  

وبيحب وردة وبيشم فلة ..  

ويفطر فلافل ويشرب في قلة ..  

وممكن يدوب جوا منظر طبيعي ..  

وممكن يباكس حيطان المجلة ..  

مع انه بن باشا وراضع بغاشة ..  

ومتربي جدا وعيب يا نداشة ..  

وماذا وإلا لكين لكين صلاح جاهين ..  

الطفل الالهي الخبيث اللعين ..  

اختار يبات الخريف على الرصيف بردان ..  

عشان ما ياخد شعاع الفجر بالاحضان ..  

ويبوس دموع الندا فوق الصباح هله ..  

ويشوف عيون البلد من الجحور طله ..  

ويطمن الخايفين بالضحكة و التفانين ..  

ويغني للعاشقين ع الطبلة والبيانولا“..!!