في أعقاب توترات الاتفاق بين إثيوبيا و”أرض الصومال”.. الاتحاد الإفريقي يدعو إلى التهدئة والامتناع عن أي سلوك يؤدي لتدهور العلاقات بين أديس أبابا ومقديشو

كتب – أحمد سلامة

دعا الاتحاد الإفريقي، الخميس، إلى التهدئة في أعقاب التوترات المتصاعدة على خلفية الاتفاق المثير للجدل بين إثيوبيا و “أرض الصومال” الانفصالية.. والتي تمنح ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان منفذا على البحر الأحمر عن طريق ميناء بربرة.

وأصدر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، بيانًا دعا فيه إلى “الهدوء والاحترام المتبادل لخفض منسوب التوتر المتصاعد” بين إثيوبيا والصومال. كما دعا البلدين للانخراط في عملية تفاوض “من دون تأخير” لتسوية خلافاتهما.

وحض موسى فكي الجانبين على “الامتناع عن أي سلوك يمكن أن يؤدي بشكل غير مقصود إلى تدهور العلاقات الجيدة بين الدولتين الجارتين في شرق إفريقيا”.. مشددًا على “ضرورة احترام وحدة وسيادة الأراضي والسيادة الكاملة لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي”، وفق البيان.

وفي خطوة أحادية الجانب، أعلنت أرض الصومال (صوماليلاند)، المحمية البريطانية السابقة البالغ عدد سكانها 4,5 ملايين نسمة، استقلالها عن الصومال عام 1991. لكنها لم تنل اعتراف الأسرة الدولية وتواجه معارضة شرسة من مقديشو.

وتعهدت الصومال بالدفاع عن وحدة أراضيها عقب الاتفاق الموقع، الإثنين، والذي اعتبرته “عدوانا واعتداء صارخا” على سيادتها، من قبل إثيوبيا المجاورة.

وكانت مصر، قد أكدت على لسان وزارة الخارجية، ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على كامل أراضيها، مشددة على معارضتها لأية إجراءات من شأنها الافتئات على السيادة الصومالية، ومؤكدة في الوقت ذاته على حق الصومال وشعبه دون غيره في الانتفاع بموارده.

‏‎وقدرت مصر، حسب بيان أصدرته الخارجية، خطورة تزايد التحركات والإجراءات والتصريحات الرسمية الصادرة عن دول في المنطقة وخارجها، التى تقوض من عوامل الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وتزيد من حدة التوترات بين دولها، في الوقت الذي تشهد فيه القارة الإفريقية زيادةً في الصراعات والنزاعات التي تقتضي تكاتف الجهود من أجل احتوائها والتعامل مع تداعياتها، بدلاً من تأجيجها على نحو غير مسئول.

‏‎وشدد البيان على ضرورة احترام أهداف القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي ومنها الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها واستقلالها، ومبادئ الاتحاد التي تنص على ضرورة احترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال وعدم تدخل أي دولة عضو في الشئون الداخلية لدولة أخرى.

وطالبت مصر بإعلاء قيم ومباديء التعاون والعمل المشترك من أجل تحقيق مصالح شعوب المنطقة، والامتناع عن الانخراط في إجراءات أحادية تزيد من حدة التوتر وتعرض مصالح دول المنطقة وأمنها القومى للمخاطر والتهديدات.

وكانت الحكومة الصومالية قد استدعت سفيرها في أديس أبابا بعد الاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال “صومالاند” لاستخدام ميناء بربرة على البحر الأحمر.

وتعهد رئيس وزراء الصومال حمزة عبدي بري، بالدفاع عن أراضي بلاده “بشتى السبل القانونية”، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلنت وكالة الأنباء الصومالية (صونا)، أن مجلس الوزراء سيعقد اجتماعا طارئا لاتخاذ قرار بشأن توقيع مذكرة تفاهم بين حكومة إثيوبيا وإدارة منطقة أرض الصومال الانفصالية لاستخدام ميناء بربرة في البحر الأحمر (تعتمد إثيوبيا، الدولة الحبيسة، على جيبوتي المجاورة في معظم تجارتها البحرية).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *