عودة هجمات السامسونج| حملة تشويه ضد مدحت الزاهد بعد تصريحاته عن مناقشات لتجميد المشاركة في الحوار بسبب القرارات الاقتصادية

الزاهد انتقد ما وصفه بتفكيك الأصول الانتاجية للاقتصاد والمرافق الحيوية للبلاد وعوائدها ومبادلتها بالديون فبدأوا الهجوم عليه

مواقع: لا يمكن أن يعترف من يريدون بمصر شرًا بالإنجازات وألا تغفل أعين الخونة قبل أن يشككوا في الهدف الأسمى من مبادرة الحوار الوطني

حملة الهجوم: أين الحركة المدنية ومقترحاتها للحكومة المصرية للمساندة في ذلك الوقت العصيب أين ندوات التوعية في القرى والنجوع

كتب – أحمد سلامة

عادت ” حملات السامسونج” مرة أخرى لمجرد خلاف في الرؤى ومحاولة لفت الانظار لمخاطر ما يحدث بسبب القرارات الاقتصادية.. الحملة هذه المرة كانت من نصيب مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، حيث اتهمت عدة مواقع رئيس التحالف بأنه ممن “يريدون شرًا بمصر” ولا يعترفون بـ”الإنجازات” ومحاولة “زعزعة الاستقرار” والسعي إلى “الشو الإعلامي”.

حملة “السامسونج” الاخيرة جاءت في أعقاب تصريحات مدحت الزاهد التي اعلن  خلالها أن هناك اتجاها متصاعدا من التحالف وأحزاب الحركة المدنية عموما لتجميد المشاركة في الحوار الوطني في ظل اندفاع مؤسسات الحكم في اتخاذ قرارات اقتصادية بالغة الخطورة خاصة بتفكيك الأصول الانتاجية للاقتصاد والمرافق الحيوية للبلاد وعوائدها ومبادلتها بالديون مما يضاعف أزمة الاقتصاد ولا يوفر لها حلا بفقدانه لموارد حيوية كانت تحقق عائدا للموازنة العامة وتسهم فى دعم قطاعات الإنتاج فى الصناعة والزراعة.

والزاهد أضاف في تصريحاته أن الموجة الراهنة طالت قناة السويس ومصنع الألمنيوم وموانئ وحصص في بنوك وفنادق، بعد أن مست في مراحل سابقة، مصانع الحديد والصلب والكوك والأسمدة وغيرها من القطاعات الحيوية، مع رفض البحث في أي بدائل أخرى، خاصة بإعادة جدولة مشروعات باهظة التكاليف، ولا تمثل أولوية لبلد يعاني أزمة مديونية خانقة وغيرها من الاقتراحات الموضوعية لطرح بدائل أخرى، للخروج من الأزمة بدعم قطاعات الإنتاج، وترشيد الإنفاق ومكافحة الفساد، وتعزيز الرقابة ودمج الصناديق في الموازنة العامة وإدخال تغييرات جوهرية لصالح الفقراء ومحدودي الدخل وغيرها من الخطوات.

وأوضح الزاهد أن مؤسسات الحكم التي دعت للحوار كان من المفترض أن تستمع لرأي المعارضة، قبل أن تندفع في هذا الاتجاه، ولكنها على العكس من ذلك دعت لمؤتمر اقتصادي حددت بإرادة منفردة أجندته وأهدافه والمشاركين فيه، بينما إجراءات التحضير للحوار مستمرة، وأنها لم تترك -بعد ما أقدمت عليه- شيئا لحوار لم يبدأ في قضايا الاقتصاد، بينما الإصلاح السياسي بعد شهور طويلة لم يزل محلك سر.

في أعقاب تصريحات الزاهد، انهالت الاتهامات من عدد من المواقع هجومًا عليه ودفاعًا عن السلطة، فقد نشر موقع “المواطن، تقريرًا جاء فيه “في إطار حرص الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، نحو مستقبل أفضل يشارك في اتخاذ قراراته جموع الشعب بكل فئاته عن طريق مشاركة الأحزاب والمتخصصين في المجالات المختلفة ضمن مبادرة الرئيس للدعوة للحوار الوطني وطرح جميع القضايا والمناقشة فيها من أجل التوصل لحلول من شأنها أن ترتقي بالدولة المصرية.. ولكن لا يمكن أن يعترف من يريدون بمصر شرًا بتلك الإنجازات، فتزامنًا مع تلك المبادرة كان من البديهي أن لا تغفل أعين الخونه، قبل أن يشككوا في الهدف الأسمى التي طُرحت من أجله المبادرة، فوجدنا، وبعد انتهاء مجلس الأمناء من التجهيزات النهائية لعرض أولى جلسات الحوار الوطني، والمقرر بدءه منتصف يناير الجاري، مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي يصف هذا الإنجاز العظيم بأنه مسرحية منفردة الجانب ولا يوجد هناك ما يسمى بالمعارضة”.

ويضيف الموقع في تقرير آخر “من خلال تلك المبادرات التي من شأنها أن تصلح الأحوال داخل الدولة كان لمدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي رأي الهدف الأسمى منه هو زعزعة الاستقرار، حيث دعا إلى تجميد المشاركة في الحوار الوطني مخاطبًا كافة الأحزاب والفئات المجتمعية”.

وادعى الموقع أن الزاهد وصف الدولة المصرية بالعزبة التي تدار من قبل المسئولية، مضيفا أنه “تناسى كافة الإنجازات التي قدمتها الحكومة منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم”

أما موقع “بلدنا اليوم”، فكتب “يبدو أن المهندس مدحت الزاهد، رئيس الحركة المدنية، أصبح يعاني مُجددًا من المراهقة السياسية وهي العرض لداء أصيب به بعض المعارضين السياسيين المحسوبين على الحركة المدنية، وهو الاستعراض والسعي إلى الشو الإعلامي على «حس الوطن».

ويضيف الموقع “عزيزي مدحت لم ينس أحد وجودك في جبهة الإنقاذ التي ساهمت بقدر كبير في كشف وفضح ألاعيب جماعة الإخوان الإرهابية وسقوطها إلى الأبد من تاريخ مصر الحديث، ولكن لا يعني ذلك استغلال المواقف المأزومة التي تمر بها البلاد من أزمة اقتصادية صعبة يعاني منها كافة دول العالم؛ لاستعراض القوة السياسية ومباغتة الدولة تارة بالموافقة والترحاب للدعوة للحوار الوطني، وتارة بالتلويح بالرفض والمقاطعة”.

واستكمل الموقع “عند الحديث عن مصطلحات التوازن والقوى والتأثير في عالم السياسة، يصمت الجميع ليتحدث المواطن، ولا أدري ما الذي يمكن أن يقوله الشعب في حق الحركة المدنية التي ببساطة لم يشعر بها أحد على الإطلاق.. أين الحركة المدنية من تحركاتها ومقترحاتها للحكومة المصرية للمساندة في ذلك الوقت العصيب، أين هي من ندوات التوعية في القرى والنجوع ونحن نخوض المعركة الأكبر «الوعي»، إذا ارتضى النظام السياسي بمبدأ المساومة والابتزاز السياسي، واستغلال الحركة الوطنية فكرة المشاركة في الحوار الوطني من عدمه كورقة ضغط على الحكومة، فالشعب لن يقبل بذلك”.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن قيادات حزب التحالف الشعبي الاشتراكي والحركة المدنية أكدوا مرارًا وتكرارًا أنهم تقدموا بعدة مقترحات بديلة للسياسيات الحالية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، غير أن مقترحاتهم قوبلت بالتجاهل التام، حسبما صرح إلهامي الميرغني الخبير الاقتصادي والدكتور زهدي الشامي عضوا المكتب السياسي بالتحالف.

وفي الختام يتساءل الموقع “لماذا لا يغامر مدحت الزاهد ورفاقه بالمشاركة في الحوار؟ هل خوفًا من كشف الستار عن أفكارهم السياسية المترهلة العتيقة؟ أم لعدم وجود مشروع حقيقي تتبناه الحركة وأحزابها لتقديمه باسم المعارضة خلال جلسات الحوار؟ في النهاية عزيزي مدحت ورفاق عمرك، اتركوا القناة لأهل القناة، فلا أعتقد أن الشعب المصري بأجهزته رفيعة المستوى، سيتنازلون طواعية وبكل بساطة عن مقدرات الأمن القومي المصري، ويهدرون دماء أبناء المحروسة الذكية التي راحت فداء لبناء الممر الملاحي الأهم في تاريخنا الحديث”.نغمة التخوين والاتهام بالسعي لـ زعزعة الاستقرار ليست جديدة، فمع كل خلاف في الرأي أو موقف معارض تتخذه الشخصيات العامة تتجدد الاتهامات.. ليبقى السؤال: هل الاتهامات الموجهة للمعارضين ستحل الأزمات الحالية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *