على متن طائرة إماراتية.. قائد ميليشيات الدعم السريع يزور إثيوبيا في أول ظهور له خارج السودان منذ الحرب 

وكالات 

زار قائد ميليشيات الدعم السريع السودانية الفريق أول محمد حمدان دقلو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم الخميس في المحطة الثانية من جولة خارجية نادرة. 

وفي أول ظهور مؤكد له خارج السودان منذ اندلاع الحرب بين ميليشيات الدعم السريع والجيش السوداني في منتصف أبريل، اجتمع دقلو بالرئيس الأوغندي يوويري موسيفينفي في منزله الريفي يوم الأربعاء. 

وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية على فيسبوك إن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي دمقي مكونين التقى بدقلو، المعروف باسم حميدتي، في مطار بولي الدولي بإثيوبيا يوم الخميس، ونشر دقلو صورا لوصوله واجتماعه مع دمقي على منصة التواصل الاجتماعي إكس. 

وأظهرت المنشورات دقلو وهو ينزل من طائرة تابعة لشركة رويال جيت، وهي شركة طيران إماراتية، والتي تظهر سجلات الطيران أنها أقلعت من أبو ظبي إلى مطار عنتيبي في أوغندا صباح يوم الأربعاء، ولم يتسن لرويترز التحقق مما إذا كان دقلو كان على متن الرحلة السابقة للطائرة. 

والإمارات، التي لها مصالح استراتيجية في القرن الأفريقي، وتسعى لاستثمارات في السودان بما في ذلك ميناء على البحر الأحمر، أهم حليف خارجي لدقلو حتى قبل اندلاع الصراع الحالي. 

وفي الشهر الماضي، اتهم قائد عسكري سوداني كبير الإمارات بدعم المجهود الحربي لقوات الدعم السريع، ونقل إمدادات عبر دول من بينها أوغندا. وقالت الإمارات ردا على ذلك إنها تدعم الحوار الدبلوماسي ووقف التصعيد في السودان في حين أكدت أوغندا أن هذه الادعاءات غير صحيحة. 

ودمرت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع العاصمة الخرطوم وأجبرت أكثر من سبعة ملايين شخص على الفرار من منازلهم وفجرت موجات من أعمال القتل العرقية في إقليم دارفور. 

وأحرزت قوات الدعم السريع مؤخرا تقدما ملحوظا بما في ذلك السيطرة على ود مدني، إحدى المدن الكبرى في السودان. 

ولم تحقق الجهود الدبلوماسية، بما في ذلك محادثات قادتها السعودية والولايات المتحدة في جدة، تقدما ملموسا في وقف القتال. 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيجاد) إنها توصلت إلى اتفاق لعقد اجتماع بين دقلو وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان والالتزام بوقف لإطلاق النار، لكن نأي الجانبان بنفسيهما عن هذا الاعلان. 

في سياق متصل، تتصاعد الدعوات الى تسليح المدنيين في السودان مع تقدم قوات الدعم السريع في اتجاه الجنوب ويلوح شبح الحرب الأهلية في البلاد بعد ثمانية أشهر من النزاع الدامي على السلطة بين تلك القوات وبين الجيش. 

فبعد أن استولت قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من ولاية الجزيرة وسيطرت على العاصمة ود مدني، واصلت تقدمها في اتجاه الجنوب وسيطرت على عدة مناطق في ولاية سنار المجاورة. 

ويشكو مواطنون سودانيون من “انتهاكات” ارتكبتها قوات الدعم في مناطق الجزيرة ويخشون تكرارها. 

وأطلقت مجموعات تسمي نفسها “المقاومة الشعبية المسلحة” دعوات لتسليح المدنيين في ولايات النيل الابيض ونهر النيل والقضارف الشمالية وكسلا والبحر الاحمر وهي كلها مناطق خاضعة لسيطرة الجيش. 

أما قوات الدعم السريع فتدعو من يشاء من سكان المناطق التي يسيطر عليها الى التطوع لديها لتسلحيهم مؤكدا أن الهدف من ذلك هو أن يحمي هؤلاء مناطقهم. 

في مدينة شندي بولاية نهر النيل، على بعد 150 كيلو متر شمال الخرطوم، قال محمد بدوي والي الولاية وهو يتحدث الاسبوع الماضي امام آلاف من السكان “سندرب الشباب علي حمل السلاح والدفاع عن الارض والعرض وحماية اهلهم من التمرد”، في اشارة الى قوات الدعم السريع. 

وفيما تؤكد مجموعة الأبحاث “سمول ارمز سرفاي” أن 6،6% من السودانيين يملكون سلاحا ناريا، قال محمد الأمين زعيم قائل البجا أمام حشد من ابناء قبيلته الاثنين في مدينة سواكن بولاية البحر الاحمر (شرق) “نحن جاهزون لحمل السلاح لدحر” قوات الدعم السريع. 

وفي احدى قرى شرق الجزيرة قال مواطن طلب عدم الافصاح عن هويته لأسباب امنية إن “قوات الدعم السريع تسلح من كل قرية عددا من الشباب باسم حماية قريتهم وتسلمهم بنادق كلاشينكوف وعربة أو اكثر بحسب حجم القرية”. 

وتثير هذه الدعوات والتحركات مخاوف من توسع دائرة الصراع ومن أن يتحول الى حرب أهلية. 

وقال مسؤول أمني طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول الحديث الي الاعلام “هذه خطوات كارثية في بلد أصلا يعاني من انتشار السلاح فكأنما تزيد النار حطبا”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *