عالم متعدد الأقطاب وتسويات بالعملات الوطنية وفتح الأسواق الإفريقية.. ماذا تحمل “بريكس” في قمتها بجنوب إفريقيا؟ 

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أن المجموعة تقف مع فكرة عالم متعدد الأقطاب، مؤكدا أن هذا التكتل يكافح ضد الدول الاستعمارية التي تسعى للحفاظ على هيمنتها على الساحة الدولية والتي تسببت بالأزمة الأوكرانية. 

وقال الرئيس فلاديمير بوتين في قمة “بريكس”: “مجموعة بريكس تؤيد تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب يعتمد على القانون الدولي، بما في ذلك حق الشعوب في التنمية”، وتابع بوتين: “تعارض دول بريكس الهيمنة والسياسات الاستعمارية الجديدة”. 

وقال بوتين: “روسيا مستعدة للعمل مع دول البريكس في المنتديات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة”، ودعا الرئيس الروسي دول “بريكس” إلى توسيع التسويات بالعملات الوطنية والتعاون بين البنوك. 

وأضاف: “تصرفات روسيا في أوكرانيا يمليها أمر واحد، وهو وضع حد للحرب التي شنها نظام كييف المدعوم من الغرب ضد المواطنين المسالمين”، وواصل: “ندعو لتشكيل لجنة للنقل تعنى بمسألة اللوجستيات، وفي حال الاتفاق على ذلك ترؤس روسيا اللجنة العام المقبل”. 

وشدد الرئيس الروسي على ضرورة تعزيز دور العملات الوطنية في التعاملات التجارية، والتحول إلى العملات الرقمية. 

وصرّح الرئيس الصيني، شي جين بينج، اليوم الأربعاء، في الجلسة العامة لقمة “بريكس” بأنه يحب على دول البريكس الوقوف ضد الإكراه الاقتصادي والتركيز على التعاون التجاري. 

وقال الرئيس الصيني: “العالم يعاني من إعادة البناء والتغيرات، ونحن في “بريكس” يجب ألا ننسى هدفنا الأساسي، الاتحاد وتعزيز التعاون الدولي وتطوير وتوفير الاستقرار”. 

وتابع: “نحن بحاجة إلى تعزيز التعاون في المجال الاقتصادي، فالتنمية والنمو حق لجميع الدول”. 

وأضاف جين بينغ: “يجب علينا أن نعمل معا لتطوير وتأمين سلاسل التوريد، ولتعزيز الاقتصاد الرقمي والتصنيع والصناعة الخضراء، وتعزيز التجارة والتبادل المالي”. 

ووفقا له، ينبغي على دول البريكس توسيع التعاون السياسي والأمني، والحفاظ على السلام والهدوء. 

وقال: “يجب على دول “البريكس” الالتزام بالتنمية السلمية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية فيما بينها”. 

وتابع جين بينغ: “علينا تعزيز التعاون بيننا في ظل الانقسامات التي يشهدها العالم”. 

وأشار إلى أن هناك تحديات تواجه الدول النامية وعلينا في المجموعة أن نكون أصدقاء لهذه الدول في رحلة تعافيها، وأضاف: “الصين مستعدة للتعاون مع جميع الأطراف لإنشاء آلية للتبادل والتعاون الصناعي المستدام في دول البريكس”. 

وقال الرئيس الصيني: “ننظر في إمكانية تشكيل منصة للتعاون في مجال الأقمار الصناعية والفضاء لدول بريكس”. 

وأضاف: “عقلية الحرب الباردة لا تزال قائمة حتى اليوم، والوضع الجيوسياسي قاتم”. 

وقال: “يجب علينا أن ندعم العدالة والمساواة، وتعزيز الإدارة الدولية. فإذا إردات مجتمعاتنا أن تمضي في طريق التنمية، يتعين الالتزام بالقوانين الدولية وخاصة ميثاق الأمم المتحدة، دون إملاءات من القوى العالمية، وتشكيل تحالفات مغلقة، وهو أمر غير مقبول”. 

وصرّح رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، أن دول مجموعة بريكس تشكل ربع حجم الاقتصاد العالمي حيث وصل حجم التجارة البينية للمجموعة 162 مليار دولار خلال العام الماضي. 

وقال رامافوزا خلال الكلمة الافتتاحية لقمة “بريكس” المنعقدة في جوهانسبرغ، أمس الثلاثاء: “دول بريكس تشكل ربع حجم الاقتصاد العالمي وخمس التجارة العالمية”. 

وأضاف رامافوزا: “حجم التبادل التجاري بين دول “بريكس” وصل إلى 162 مليار دولار خلال العام الماضي”. 

وأشار رامافوزا إلى أن مجموعة “بريكس” تعمل على تقوية العلاقات الاقتصادية بين دولها وأن النمو الاقتصادي يجب أن تسوده الشفافية والاندماج ضمن معايير منظمة التجارة العالمية”، وواصل: ” قلقون من استخدام المؤسسات الاقتصادية في المنافسات الجيوسياسية، نحن نرى إمكانية فتح الأسواق الإفريقية وخلق الإمكانيات للدول الإفريقية وكذلك دول مجموعة “بريكس”، نحن نمثل مصالح دول الجنوب، وعلى هذا الأساس على استعداد للتعامل مع جميع دول العالم لخدمة مصالح هذه الدول”. 

ودعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا للمساواة في شروط إقراض الدول، ويجب ألا تحصل الدول النامية على قروض تمثل 7 أضعاف الفوائد التي تحصل عليها الدول الأخرى. 

وأضاف: “حينما اتخذنا القرار بانضمام جنوب إفريقيا إلى “بريكس” استطعنا أن نعكس تمثيل العالم، “بريكس” تشكل 41% من سكان العالم، والجميع يعاني من تداعيات الحروب والصراعات لا سيما سكان الدول النامية التي تعاني أكثر ما يمكن”. 

ولفت إلى أن الحرب في أوكرانيا تثبت عدم القدرة على حل المشكلات على مستوى مجلس الأمن. “بريكس” هي الساحة التي يمكن فيها مناقشة الأمن والسلام، وشدد على أن تقليص الدور الإداري في العالم يعد مشكلة، وأنه عندما أصبحت رئيسا للبرازيل مرة أخرى، رأيت أن أجندة العمل حتى 2030 مهددة حول العالم. 

وتابع: “من الصعب علينا مواجهة التغيرات المناخية بينما نرى كثير من الدول تعاني من الفقر والعنف، ومشكلة الانبعاثات تمثل مشكلة كبرى تتحملها الدول الاستعمارية سابقا، وهي مسؤولة أمام المجتمع الدولي والبشرية”. 

واستطرد: “يجب الالتزام باتفاقية باريس، ولا يجب تحميل المسؤولية للجنوب العالمي، ونتعاون مع بفائدة الدول النامية، حيث تلعب الغابات الاستوائية دورا كبيرا وأساسيا”. 

وأردف دا سيلفا: “يتعين على الدول أن تفي بوعودها، نحن بحاجة إلى نظام مالي عالمي يتخلص من عدم المساواة، ويتعين عدم السماح بأن تحصل الدول النامية على قروض بفائدة تمثل 7 أضعاف الفوائد التي تحصل بها الدول الأخرى على القروض”. 

ودعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في قمة مجموعة “بريكس” إلى تعاون الدول الأعضاء، في مجالات الفضاء والتعليم والتكنولوجيا، وأضاف: “اقترحنا تشكيل نظام أقمار صناعية لمجموعة “بريكس”، واستحداث مركز لأبحاث الفضاء، ما سيعود بالفائدة على البشرية جمعاء”. 

كما شدد مودي على “ضرورة التعاون في مجال التعليم وتنمية المهارات والتكنولوجيا لجعل بريكس منظمة مستعدة للمستقبل، يجب علينا إعداد مجتمعاتنا للمستقبل”، مقترحا منح العضوية الكاملة للدول الإفريقية في مجموعة العشرين. 

وبدأت فعاليات الاجتماع الدولي للقمة الخامسة عشر “بريكس 2023″، اليوم الثلاثاء، في مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا. 

ويشارك قادة 4 دول في القمة بصورة شخصية وهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، بينما يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو، في حين يرأس الوفد الروسي المشارك في القمة وزير الخارجية سيرغي لافروف. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *