«صحفيون بانتظار نيل حريتهم»| الصحفي أحمد سبيع يُكمل سنتين ونصف في الحبس الاحتياطي دون زيارات.. الصحافة ليست جريمة (6)

لا يملك الصحفيون سوى أقلامهم وكاميراتهم لتنوير المجتمع وتسليط الضوء على قضاياه؛ ومع ذلك يقبع ما يقرب من 25 صحفيا مصريا في السجون رهن الحبس الاحتياطي بسبب ممارسة عملهم الصحفي.. هؤلاء الصحفيون يجب أن يكونوا أحرارا ليتمكنوا من أداء واجبات مهنتهم.

عبر سلسلة “صحفيون بانتظار نيل حريتهم” يرصد لكم “درب” صحفيين يقبعون خلف القضبان ويتوقون إلى نسيم الحرية.. وفي هذه الحلقة نسلط الضوء على الصحفي أحمد سبيع.

في 28 أغسطس الجاري، يكمل سبيع، سنتين ونصف السنة رهن الحبس الاحتياطي في آخر قضاياه، التي بدأ الحبس على ذمتها منذ القبض عليه 28 فبراير 2020 واتهامه بنشر أخبار كاذبة من نيابة أمن الدولة العليا، بعد توقيفه أثناء مشاركته في تشييع جثمان المفكر الإسلامي الراحل محمد عمارة.  

ويواجه الصحفي المحبوس في القضية رقم 1360 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها مع العلم والترويج لأغراضها.

وهذه ثاني قضايا حبس سبيع، بعد تبرئته في الاتهامات الموجهة إليه في القضية المعروفة إعلاميا باسم “غرفة عمليات اعتصام رابعة العدوية” في 2013، قبل أن يجري القبض عليه لاحقا.  

وجددت إيمان محروس، زوجة سبيع، في وقت سابق مطالبتها بسرعة الإفراج عن زوجها، وقالت: “نقترب من الـ1000 يوم اعتقال وحرمان من أحمد ومن زيارة أحمد، قرابة 1000 يوم لا نعلم عنه شيئا، وحالته الصحية تسوء كما يخبرنا المحامي بعد الجلسات التجديدية”.

وتساءلت زوجة سبيع: “هل الـ1000 يوم شيء هيّن حتى يُحرم أولادي من حضن أبيهم في أكتر وقت يحتاجون فيه لقُربه؟، ألم تكف الأربعة سنوات السابقة من الحرمان والفقد؟”.

وتابعت: “7 سنوات رقم مُرعب، كم 7 سنوات في عُمرنا وعُمر أولادنا، العداد شغّال بيزيد، وبتزيد معاه كل يوم آلامنا وأحزاننا وحرماننا، لكن لم يخترقنا اليأس أبداً، فظننا بالله أنه لن يضيّعنا، وأنه دوماً بعد العسر يُسرين، وأنّ جَبْر الله عظيم وكرمه كبير، لو تعلمون”.

ونشرت السيدة إيمان محروس، زوجة الصحفي المحبوس أحمد سبيع، رسالة من طفلته الصغيرة التي تطالب برؤية والدها، وتنهي رسالتها بـ”يا رب هات بابا بالسلامة، يا رب هات بابا”.

وقالت الزوجة: “قرابة العامين والنصف من الفقد والحرمان والمعاناة، وأول ما تعلمت سيرين كيف تتكلم عبّرت عن شوق وحنين لباباها لكن لم تجد من يرحم ضعفها وصِغر سنها”.

وأضافت: لم تجد من يفهم حاجتها لقُرب والدها منها ووجوده معها، ألا يكفي ما مضي؟، ألم يحن بعد أن نطوي صفحته؟، بالماضي القريب سيف وسلمي كانوا بنفس المعاناة ولا يزال نتيجتها وأثرها باقيٍ في نفوسهم 4 سنوات كاملة”.

وفي المقطع الصوتي لزوجة سبيع وطفلته، تقول الطفلة “أنا بحب بابا، بابا ماشفنيش وأنا بتصور، يا رب هات بابا بالسلامة”.

لمشاهدة الفيديو من هنا:  https://bit.ly/3lTJbY0 

كانت قوات الأمن قد ألقت القبض على أحمد سبيع، في 2013، وجرى محاكمته في القضية التي عرفت باسم “غرفة عمليات اعتصام رابعة العدوية” والتي انتهت بالحكم عليه بالبراءة بعد أن قضى في السجن 4 سنوات.

وجرى إطلاق سراح سبيع عقب حكم البراءة الصادر في مايو من العام 2017، حيث ظل حرا حتى فبراير 2020 وقرار قوات الأمن إلقاء القبض عليه وإدراجه على القضية المحبوس على ذمتها حاليا، حيث أوقفته قوات الأمن أثناء مشاركته في تشييع جثمان المفكر الإسلامي الراحل محمد عمارة.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *