شقيقة شادية التي بدأت مشوارها من المسرح وعملت بتليفزيون السودان وتزوجت كمال الشناوي ودفنت بأمريكا.. محطات بحياة الفنانة عفاف شاكر

كتبت: كاميليا السيد  

الفنانة عفاف شاكرالشقيقة الكبرى لدلوعة الشاشة الفنانة الراحلة شادية، واحدة من الوجوه الفنية التي ابتعدت عن الفن وتركت فيه بصمة مميزة، بدأت عفاف مشوارها الفني من المسرح في منتصف الأربعينات واعتزلت في نهاية الستينيات، ورغم عملها قبل شقيقتها إلا أنّها لم تنل الشهرة مثلها. 

الفنانة المعتزلة الراحلة عفاف شاكر، وقفت على المسرح بجانب كبار النجوم وعاشت لفترة بالسودان ثم استقرّت في أمريكا حتى دفنت فيها. 

في التقرير التالي نتعرف على أبرز المعلومات عن الراحلة عفاف شاكر، وأهم المحطات التي مرّت بها، حسبما جاء في حواراتها مع مجلتي “الموعد” و”الكواكب” بجانب ما دوّنته عدّة مواقع صحفيّة. 

عفاف شاكر 

اسمها الحقيقي “نور الحياة علي آغا”، واشتهرت فنيًّا باسم “عفاف شاكر”، هي ممثلة مصرية تركية معتزلة، وهي الشقيقة الكبرى للفنانة الراحلة “شادية” من ناحية الأم فقط. 

ولدت عفاف شاكر، في 15 يونيو 1929 في تركيا، لأم مصرية تدعى “خديجة” وأب تركي يدعى “علي آغا”، ينتمي لعائلة تركية ثرية وكان أميرًا في الأسطول البحري التركي. 

ورحلت عفاف شاكر، عن عالمنا في 30 مايو 2020 بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث دفنت هناك بمقابر المركز الإسلامي، فهي حاصلة على الجنسيّة الأمريكية لاستقرارها هناك لسنواتٍ طويلة. 

من ناحية الأم.. عفاف شاكر شقيقة الفنانة شادية 

ما لا يعرفه الكثيرون أن للفنانة الراحلة شادية، شقيقة كبرى سبقتها بمجال الفن، ألا وهي الفنانة الراحلة عفاف شاكر، الأخت غير الشقيقة من ناحية الأم فقط (خديجة)، والدة شادية. 

فقد ولدت “نور الحياة” التي غيّرت اسمها إلى “عفاف شاكر”، في تركيا لأم مصرية تدعى “خديجة”، التي تزوّجت من التركي “علي آغا”، ينتمي لعائلة تركية ثرية، فقد كان أدميرال في الأسطول البحري التركي. 

وأنجبت خديجة من علي آغا، ابنتين هن “سعاد” و”نور الحياة” التي عرفت فيما بعد باسم “عفاف شاكر”، وبعد وفاة زوجها علي آغا، عادت خديجة إلى مصر برفقة ابنتيها. 

وتزوّجت السيدة خديجة للمرّة الثانية من “أحمد كمال الدين شاكر”، وأنجبت منه “محمد” و”طاهر”، و”فاطمة” التي أصبح اسمها الفني “شادية”، وهذا يعني أن شادية هي شقيقة عفاف من الأم كما ذكرنا. 

أحدهم فنان شهير.. عفاف شاكر وأزواجها 

أما عن حياتها الخاصّة، فقد دوّنت موسوعة “ويكيبيديا” الحرّة، أنّ عدد أزواج الفنانة الراحلة عفاف شاكر وصل إلى 3 أزواج، في حين ذكرت عدّة مواقع صحفيّة أنّها تزوّجت 4 مرات. 

فقد تزوّجت عفاف شاكر من “أحمد عزام”، وأنجبت منه ولدان هم “عاطف” و”عادل”، ثم انفصلت عنه وتزوّجت من الفنان كمال الشناوي بعد قصّة حب نشأت بينهما في كواليس فيلم “غني حرب” عام 1947. 

وظلّت عفاف شاكر، على ذمّة الفنان كمال الشناوي لمدة 3 سنوات فقط، ثم انفصلا، ويقال إنها تزوّجت للمرة الثالثة من عازف التشيلو “محمود رمزي”. 

أما عن زوجها الأخير، فكان طبيبًا سودانيًّا يدعى “رؤوف عزيز” تعرّفت عليه خلال مشاركتها في إحدى العروض المسرحية في السودان خلال عملها بفرقة يوسف وهبي، وأنجبت منه ولد يدعى “شريف”.  

وتحدّثت الفنانة الراحلة عفاف شاكر، في حوار نادر لها مع مجلة “الموعد” اللبنانية عام 1964، عن قصّة حبها وزواجها من الطبيب السوداني، الذي عاشت معه بالسودان ثم هاجرت برفقته إلى أمريكا حيث دفنت. 

إذ قالت عفاف: “تعرّفت على زوجي رؤوف عزيز خلال رحلة فنيّة لي مع فرقة يوسف وهبي إلى السودان، تحدث إلى ولحق بي إلى الخرطوم وأم درمان، وكان يرسل باقة من الورود كل يوم إلى غرفتي بالفندق”.  

وتابعت عفاف: “حتى حان وقت الرحيل والعودة إلى مصر، وعندما وصلت اكتشفت أنني تركت قلبي في الخرطوم، وكنت اعتقد أنه سينساني بمجرّد إقلاع الطائرة إلا أنني فوجئت به على سماعة التليفون”.  

واستكملت الفنانة الراحلة حوارها: “وطلب يدي فوافقت، وفي اليوم التالي كان يقف على باب المنزل وقلت له إنني موافقة على الزواج منه بشرط أن يقبل الفن غريمًا له فوافق بسرعة، وتزوّجنا وأنجبت منه أشرف”.   

من المسرح.. عفاف شاكر وأولى خطواتها بالفن    

عملت الفنانة المعتزلة عفاف شاكر، بمجال التمثيل قبل شقيقتها الفنانة شادية، حيث بدأت أولى خطواتها بالفن من خلال خشبة المسرح، في منتصف الأربعينات حيث تنقّلت بين الفرق المسرحية. 

فبدأت الفنانة الراحلة عفاف شاكر، مشوارها الفني بالانضمام إلى فرقة رمسيس، وفرقة أضواء المسرح، كما عملت بالمسرح القومي لسنواتِ بجانب عملها مع فرقة الفنان الراحل يوسف وهبي. 

حتى قابلت زوجها الأخير الطبيب السوداني رؤوف عزيز، خلال مشاركتها في إحدى المسرحيات بفرقة يوسف وهبي التي عرضت في السودان، وبعد زواجها انتقلت إلى فرقة إسماعيل ياسين المسرحية. 

وبجانب المسرح، فقد ظهرت الفنانة الراحلة عفاف شاكر على شاشة السينما، بداية من عام 1946 حيث شاركت لأوّل مرّة في فيلمي “ملاك الرحمة” و”أحمر شفايف”.  

ومن بعدها توالت عليها العروض الفنيّة في مصر، فشاركت في أعمال سينمائية ومسرحية عديدة، حتى جاء عام 1964، وقررت الاعتزال خاصّة وكان آخر أعمالها مسرحية “كل الرجالة كده” مع إسماعيل ياسين. 

وخلال عملها بالتمثيل، شاركت عفاف شاكر، شقيقتها الفنانة الراحلة شادية، في عدد من الأفلام، أبرزها: “عيون سهرانة”، لا تذكريني”، “آمال”، “ألحقوني بالمأذون”، “الدنيا حلوة”.  

ووفقًا لما ذكره موقع” السينما. كوم”، فقد قامت الفنانة الراحلة عفاف شاكر بعدد من اﻹعلانات التجارية، منها إعلان شهير لسجائر كوتاريللي التي توقف تصنيعها. 

عملت بالتليفزيون السوداني.. عفاف تعتزل مؤقتًا بعد الزواج 

لم تكتفِ عفاف شاكر بعملها الفني في مصر، فبعد زواجها من الطبيب السوداني، عاش معها في مصر وافتتح عيادة لأمراض الأطفال بالقاهرة ولكن مع حنينه إلى وطنه قررت هي الابتعاد عن الفن في مصر. 

وسافرت عفاف شاكر مع زوجها إلى السودان، وهناك قررت إرضاء ميولها وحبّها للفن فعملت بالتليفزيون السوداني، حيث قدّمت برنامجًا بعنوان “ألوان” وتعلّمت اللهجة السودانية. 

وبعد فترة من العيش بالسودان، جاء لزوجها فرصة للعمل بالكويت، وهنا قررت عفاف العودة لمصر برفقة نجلها “أشرف” وفي هذا الوقت عادت للمسرح مرّة أخرى، وبعد فترة هاجرت إلى أمريكا وظلّت هناك. 

وتحدّثت عفاف شاكر عن فترة ما بعد زواجها بالطبيب السوداني، في نفس الحوار مع مجلة “الموعد” اللبنانية، إذ قالت: “بعد زواجي من رؤوف عزيز، افتتح هو عيادة لأمراض الأطفال بالقاهرة”.  

وتابعت عفاف: “وأنا التحقت بفرقة إسماعيل ياسين، ومع مرور الأيام اكتشفت أن رؤوف بات يحن إلى بلاده، وأنّه لا يعرف كيف يفاتحني بأمر الانتقال معه إلى السودان”.  

واستكملت عفاف: “وكانت فرحته لا توصف ساعة رآني أهم بحزم الحقائب لأطير معه إلى السودان، وكان الحنين إلى الفن يبعث في نفسي الضيق، ولم يكن انقطاعي عن العمل تنفيذًا لطلب زوجي”.  

وواصلت: “بل لأنني لم أجد هناك مسارح أعمل بها، وفي هذا الوقت أنجبت ابني (أشرف) فانشغلت به مدة من الزمن، ثم عثرت أخيرًا على القطاع الفني الذي استطيع بواسطته إرضاء ميولي”. 

وأضافت: “فعملت بالتليفزيون السوداني في برنامج أعد خصيصًا لي اسمه (ألوان) يقدّم على شكل حلقات أسبوعية، وكان عليّا تعلم اللهجة السودانية، لاستطيع أداء أدواري بالتليفزيون، وقام رؤوف بهذه المهمّة”. 

أما عن عودتها إلى مصر رغم ابتعادها عن العمل الفني بمصر، قالت عفاف: “جاءت لزوجي فرصة طبية للعمل في مستشفيات الكويت، فاتفقنا أن اسافر أنا وابني لقضاء الشتاء بالقاهرة ونلحق به في الصيف”.  

وخلال تلك الفترة التي عاشتها عفاف شاكر في مصر، أكّدت في حوارها أنّها عادت للتمثيل بالتليفزيون العربي، كما عادت للعمل في الفرقة القومية. 

عاشت بأمريكا.. عفاف شاكر تضحي بالفن من أجل أسرتها 

ومن المحطات المهمّة والأخيرة في حياة الفنانة عفاف شاكر، أنّها قررت أن تضحي بالفن وتترك خشبة المسرح نهائيّا وبلا رجعة وأن تسافر مع زوجها ونجلها بل وأحفادها إلى أمريكا حيث دفنت هناك. 

وبالفعل عاشت عفاف شاكر سنواتٍ طويلة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وغابت عن الساحة الفنيّة والأضواء، وقبل وفاتها بعامين، أجرت آخر حوار لها مع مجلة “الكواكب” عام 2018. 

وتحدّثت عفاف شاكر، عن حياتها بأمريكا إذ قالت: “ظروفي الخاصة جعلتني أضحي بالفن من أجل أسرتي، خاصّة وأن وجودي في أمريكا منحني الجنسية الأمريكية”.  

وعن آخر أعمالها في مصر، قالت عفاف في نفس الحوار: “آخر مسرحية شاركت فيها كانت بعنوان (كل الرجالة كده) على مسرح ميامي مع إسماعيل ياسين ومحمود المليجي”.  

وتابعت عفاف: “كنت أسكن في شارع عدلي في عمارة المقاولين العرب وبيني وبين المسرح 5 دقائق سيرًا على الأقدام، وكان ابني في ذلك الوقت عمره شهور”.  

واختتمت عفاف: “وكنت انتهز فرصة فترات الاستراحة وأذهب إلى بيتي لإرضاعه ثم أعود إلى المسرح مرّة أخرى، وبعد انتهاء تلك المسرحية قررت ألا استمر في التمثيل والتفرّغ لبيتي”.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *