شخصيات العام.. رسائل حب| المحامون.. فريق الدفاع عن السجناء والمعتقلين.. رسل حماية الحقوق في ظروف استثنائية عصيبة

شكرا للمحامين الذين يدافعون عن حقوقنا في مجتمع حر والذين دفعوا الثمن فصاروا متهمين في نفس قضايا موكليهم

كتب- درب

ربما لا تعرفهم بشكل شخصي ولكنك حتما ستجدهم عندما تضييق بك الامور، ستجدهم على سلالم المحاكم وفي غرف التحقيق، وأبواب النيابات، كل همهم الدفاع عن حقنا في مجتمع بلا معتقلين وبلا سجناء رأي، ستجدهم مع الجميع لا تفرقة بين أحد طالما يدفع ثمن رأيه ومبادئه ولو اختلفنا.

أنهم كتيبة المحامين المدافعين عن المحبوسين وسجناء الرأي، كل باسمه ووسمه ورسمه والثمن الذي يدفعه من عمره ووقته من أجل حريتنا وحرية أبنائنا.

استحق كل المحامين من المدافعين عن السجناء والمعتقلين، اختيارهم ضمن شخصيات العام 2020، لدورهم البارز في الدفاع عن سجناء الرأي، وفتح ملفات الحريات العامة والخاصة، والحقوق الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى قضايا الأقليات والمهمشين. حتى أن بعضهم من فرط ايمانهم بواجبهم انطبقت عليه مقولة نجم والشيخ امام قلعوه توب المحامي لبسوه توب الاتهام، وصل الأمر إلى أن بعضهم أصبح متهما في قضايا كان يدافع فيها عن سجناء آخرين.

القصة لم تقف عن حد تقديمهم الدعم الكامل والمستمر والممتد إلى المعتقلين، ولكن وصل إلى أن تحول المحامي في بعض القضايا إلى متهم، في نفس القضية التي كان يدافع فيها عن سجناء أخرين.

ولدينا هنا نماذج، ماهينور المصري المحامية الحقوقية التي ألقت قوات الأمن القبض عليها من أمام مقر نيابة أمن الدولة بعد تقديمها الدعم القانوني لمعتقلين أخرين، لتظهر في اليوم التالي متهمة بنفس الاتهامات التي كانت تدافع فيها عن آخرين.

وأيضا المحامي الحقوقي محمد الباقر، الذي تحول في ليلة وضحاها إلى متهم إلى جانب موكله. كان الباقر يستعد يوم 28 سبتمبر 2019 للترافع عن علاء عبد الفتاح، قبل أن يتم توقيفه داخل النيابة، ويدرج متهما على ذمة القضية التي كان سيترافع فيها دفاعا عن علاء عبد الفتاح.

نماذج كثيرة ومتعددة للمحامي البطل الذي لم يتوقف لحظة عن دعم ومساندة الجميع، توج هذا النضال بجائزة جمعية المحامين الأوروبيين، والتي كانت من نصيب 7 محامين في السجون، زياد العليمي ومحمد رمضان عبد الباسط وهيثم محمدين ومحمد الباقر وإبراهيم متولي وماهينور المصري وهدى عبد المنعم.

لم يقف الأمر عند ذلك الحين، ولكن إلى جانب ظروف صعبة واستثنائية يعمل فيها المحامون لتقديم هذا الدعم، يصل الأمر إلى الوقوف ساعات طويلة في طوابير لتقديم دعم لمعتقل، أو النوم على سلالم المحاكم والنيابات لساعات طويلة لا لشيء سوى مساندة مظلم.

وكانت أحداث 20 سبتمبر في العامين 2019 و2020، شاهدة على العطاء الذي قدمه المحامون كل في موقعه، رصدوا الحالات التي تعرضت للقبض وقدموا الدعم في التحقيقات وتواصلوا مع الأسر لطمأنة ذويهم ورصدوا الانتهاكات التي تعرضوا لها، وتحولوا من محامي إلى شبكة كبيرة من الدعم والمساندة وتقديم المساعدة.

ونتذكر تدوينة المحامي الحقوقي والسياسي البارز أحمد فوزي، والذي قدم فيها الشكر والدعم والتقدير لكل المحامين، على دورهم في أحداث 20 سبتمبر. وقال “أنا مع كم الاحباط والقرف، وشعوري بالذنب تجاه زملائي المحامي، عايز ابوس على دماغ كل واحد فيهم، بيجري ورا المتهمين، سايب بيته وعياله واللي لسة ربنا مكرموش بعيال اهله قلقانين عليه، كل الشكر يا زملاء انتم الى عملتوه ده اتسطر فى التاريخ بجد، كل الشكر للمنظمات الى اشتغلت والمحامين الى فيها و المحامين الى عندهم مكاتب، وتحمل الناس دى بره مشقة الاعصاب والارهاق البدني كلفة مالية”.

بدوره، رصد المحامي الحقوقي البارز نجاد البرعي، أشكال متعددة للظروف الصعبة وغير الصحية التي يمارس فيها المحامي عمله، ومع ذلك لم تكن يكون عائقا أمام إصرارهم على القيام بدورهم وتقديم كل سبل الدعم والمساندة المطلوبة.

وقال البرعي في تدوينة مطولة له، إن من بين المشاهد التي تتعلق بسوء أوضاع عمل المحامين أمام نيابة أمن الدولة، أنه “غير مسموح للمحامين بالدخول، ويصطفون طوابير في الشارع ويقوم حراس المبني بإبعادهم عن البوابات المغلقة حين وصول اي شخص من السادة الوكلاء الي المبني”.

وعن أماكن انتظار المحامين في النيابة، يقول البرعي “غرفة ضيقة وبائسة وفقيرة التأثيث، كان مكتوب عليها (استراحة المحامين)، ولكن تم نزع تلك اللافتة لتكون استراحة لأمناء الشرطة وضباط الحراسات الذين يتوافدون على المبني صحبه المتهمين”.

وتحدث البرعي عن نوع أخر من الظروف الصعبة، والمتعلقة بأصل عملهم القانوني نفسه، قائلا “أثناء التحقيق لا يجوز لك كمحامي أن تتكلم أو تنصح موكلك أو تطلب وقتا مستقطعا لمناقشته، فهذا سيؤدي إلى طردك من غرفة التحقيق، ولا يستطيع المحامي هناك أن يقدم طلب – مجرد طلب – مكتوب إلى السادة وكلاء النيابة أو حتى سكرتارية النيابة”.

كل هذه التفاصيل والظروف الصعبة جعلت من المحامين “شخصية العام”. إلى كل المحامين الحقوقيين الذين يحاولون في أوضاع بائسة وصعبة التمسك بالحدود الدنيا من تحسين أوضاع العدالة في ظروف بائسة ونظام عدالة مختل إلى كبار وشباب المحامين السند الحقيقي وقت أن يغيب السند نقدم لكم التحية فردا فردا بأسمائكم وبشيمكم ونحي بطولتكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *