سيرة لا يغيبها الموت.. رحيل الفنان اللبناني حسين منذر مطرب الثورة الفلسطينية وقائد فرقة العاشقين  

وكالات  

رحل عن عالمنا مساء أمس الأحد، 17 سبتمبر 2023، مطرب الثورة الفلسطينية وقائد فرقة العاشقين التي اشتهرت بالأغاني الوطنية الفلسطينية والتراثية، الفنان اللبناني حسين منذر” أبو علي”. 

ولد الفنان الراحل حسين المنذر في مدينة بعلبك، ويُكنى بـ(أبو علي) وهو فنان لبناني، وقائد فرقة أغاني العاشقين الفلسطينية والتي اشتهرت بالأغاني الوطنية الفلسطينية والتراثية.  

وغنى الراحل حسين منذر، لفلسطين واضعا بصماته الصوتية على ما يزيد عن 300 أغنية وطنية، ومن أشهر اغانيه: “من سجن عكا وطلعت جنازة”، و”يا طالع ع جبال النار”، و”اشهد يا عالم علينا وعبيروت”، و”هبت النار”، بالإضافة إلى عدد كبير جدا من الأغاني”. 

ويعد حسين منذر يعد “فنانا وفدائيا، تشرَّب في أحاسيسه ووجدانه، روح الانتماء لفلسطين، وهو اللبناني البعلبكي، ابن حركة فتح والمقاومة الفلسطينية، وملك الأغنية الوطنية، وخاصة أغاني المرحلة التي سبقت والتي تلت معركة بيروت، ولا تزال أغانيه تحظى بحضورها، وستبقى باعتبارها تلخص تاريخا وطنيا، وحكاية فلسطين والثورة منذ الشاعر الشهيد نوح إبراهيم .. وشهداء الثلاثاء الحمراء وحتى الآن”. 

وكان الفنان الراحل أحد المؤسسين لفرقة العاشقين عام 1978 بإشراف دائرة الثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية، وبشخص رئيسها في تلك الفترة الراحل عبد الله الحوراني (أبو منيف). 

وفي عام 2018، منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الفنان حسين منذر، وسام الثقافة والعلوم والفنون “مستوى الابتكار”، تقديرا لمسيرته الفنية النضالية المشرفة، وتثمينا لعطائه وإنشاده الملتزم في فرقة العاشقين الوطنية، وإيصاله بصوته رسالة فلسطين الى العالم. 

قبل أربعين عاماً، وقف حسين منذر “أبو علي” على منصة سينما “بلقيس” في مدينة كريتر بمحافظة عدن اليمنية، في الذكرى الـ18 لانطلاقة الثورة الفلسطينية، صادحا بكلمات أغنية “شوارع المخيم”: 

شوارع المخيم تغص بالصور .. شهيدا تكلم فأنطق الحجر 

في كل بيت عرس ودمعتان .. ميعادنا في القدس مهما نعاني 

لا تلبسُ السواد أم المكارم .. فموته ميلاد والفجر قادم 

لا نقبل العزاء ولا نزايد .. إبن الشهيد جاء يا شعبي عاهد 

الوطن البعيد نحن فداه .. من يكرم الشهيد يتبع خطاه 

متابعا بعدها موال 

غريب الليل عن سجني .. والأغرب إنه النسر يبقى في سجن الأغراب 

غريب الليل عن شمسي .. والأغرب إنه النسر يبقى في سجن الأغراب 

يا شعبي وديرتي ثوروا عالأغراب .. تيرجع هالنسر زين الفضا 

بنص الليل .. نجم سهيل أسرى .. يبلغ كل بيت وكل أسرى 

بإنه بعد في أبطال أسرى .. وحتما يكسروا قيد العدا 

في القاعة التي احتشد فيها الآلاف إلى جانب الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، والرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، وصلاح خلف “أبو إياد”، غنى حسين منذر مع العاشقين، أغاني ألهبت حماس الحاضرين الذين وقفوا مطوّلا بعد انتهاء الفقرات الفنية تحية للعاشقين وسط تصفيق حار، وكانت أبرز الأناشيد المغناة: “جمع الأسرى”.. وهي أغنية خاصة بأسرى سجن أنصار، و”ما في ثمرة”، و”مغناة ظريف الطول”، و”يا شوفات النسر”، و”قيدي يا نار الثورة”، و”يما مويل الهوى”، و”قامت القيامة بصور”، و”غالي الثمن”، و”أنقاض شاتيلا مرت بنا فجرا” و”وردة لجريح الثورة”. 

حسين منذر هو ذاكرة الصوت المقاوم، والفن الملتزم، والكلمات التي ترددها الأجيال منذ نهايات السبعينيات حين وقف مع العاشقين في “عود اللوز الأخضر” انطلاقا من مخيم اليرموك، عاصمة الشتات الفلسطيني، وألبوم “القسام”، مرورا بأكثر من ستين عاصمة ومدينة حول العالم، مزغردين للثورة بأكثر من 200 أغنية وطنية. 

هناك في مخيمات اللجوء والشتات، في الميادين والمعارك والمنافي، التقى صوت حسين منذر، بقصائد أحمد دحبور، وتوفيق زياد، وسميح القاسم، وأبو الصادق الحسيني، ونوح إبراهيم، ويوسف الحسون، وميخائيل عيد “سوري”، وخالد أبو خالد، ومحمد عارف لوباني، ونزار قباني، وطلعت سقيرق، وإبراهيم العلي، وسليمان العيسى “سوري”، وحسين حمزة “سوري”، وأبو عرب. 

في كل مناسبة وطنية، تشتعل الأجواء بأغانٍ تتعمق مع مرور الزمن في الحالة النضالية، أمثال: “من سجن عكا”، و”يا طالع ع جبال النار”، و”هبت النار والبارود غنى”، و”اشهد يا عالم علينا وع بيروت”. 

الأغنية الأخيرة التي صدحت به حنجرة حسين منذر، كانت “رصاصة العز” والمهداة لجنين: 

إحنا وقفنا بوجه الموت .. يوم الوطن نادنا 

جنين بتقلب بيروت .. بساح الوغى شجعانا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *