زياد العليمي يروي كواليس علاقته مع د.حازم حسني في السجن: هدد بقطع علاقته بأي حد يقدم طلبات عفو عنه.. وغادر دنيانا وهو رافع رأسه 

كتب: عبد الرحمن بدر 

علق زياد العليمي، البرلماني السابق، على وفاة الدكتور حازم حسني الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. 

وقال العليمي في تدوينة له، الأحد: “من حظي السيء إني ماعرفتش الدكتور حازم غير من لقاءاته الصحفية والتليفزيونية بعد ٢٠١٤، ولفت نظري جدا بشجاعته وقدرته على إنه يقول الحق بشكل واضح وصريح بدون مواربة، وكان مذهل بالنسبة لي إزاي راجل زي دة ماعرفناهوش قبل كدة كسياسي شجاع قادر على التحليل الصحيح ولا يخشى إعلان رأيه رغم خطر ده”.  

وتابع: “عرفته شخصياً في سويعات قليلة في السجن شفنا بعض فيهم في ساعة الشمس لأننا كان ممنوع نخرج مع باقي المساجين فكنا أحيانا بنطلع لوحدنا، وشفت فيهم إنسان من أجمل ما يكون، ثابت رغم الظلم اللي بيتعرض له، لا يتراجع عن آراءه وأفكاره ومابيسيبش الباب موارب للتراجع والموائمات”.  

وأضاف: “د. حازم كان تعبان وعيان في السجن، وكان عنده صعوبة في الحفاظ على اتزانه بتخليه يبقى هيقع لما بيقوم من مكانه، وأحيانا وهو رايح يدخل التواليت بيدخل في الحيطة اللي جنب الباب، ورغم دة رفض يطلب نقله للمستشفى ورفض تقديم طلبات عفو لحالته الصحية وهدّد بقطع علاقته بأي حد يقدم على دة باسمه”.  

وقال العليمي: “بعد سوء حالته الصحية والخشية من وفاته في زنزانته تم الإفراج عنه بعد تدويره في قضيتين جداد بأسبوعين فقط، وصدر القرار بالإفراج عنه مع تحديد إقامته بمنزله”. 

وتابع: “من مميزات فترة السجن بالنسبة لي إني إتعرفت على د. حازم حسني اللي سجانيه معملوش اعتبار لا لسنه وقت حبسه (٦٨ سنه) ولا لقامته العلمية ولا لحالته الصحيه وبدل تكريمه اتنكل بيه وهو ثابت وصلب ورافع راسه ومسمحش لحد يكسر عينه”. 

وأضاف: “د. حازم اللي كان لسة قدامه كتير يقدر يقدمه لبلدنا لولا إيد الظلم وعقول الاستبداد الكارهة للعلم والمعرفة اللي شافت إن مكانه السجن بدل قاعات الدراسة والبحث، وبعد ماصحته انهارت شافوا في منعه من الخروج من بيته حماية ليهم من كلمة حق عمره ما أتردد يقولها، د. حازم اللي حلم ببلدنا قوية وشعبها حر ساب دنيتنا وساب لنا دروس كتير وحلم هنكمله ونحققه لبلدنا وشعبنا”. 

واختتم: “د. حازم اللي عاش في دنيتنا وغادرها وهو رافع رأسه جنازته النهاردة بعد صلاة العصر بمسجد السيدة نفيسة”. 

يذكر أنه غيب الموت، الأحد، الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ونعها محامون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن مصر فقدت قامة وطنية كبيرة. 

يشار إلى أن حازم حسني (70 عاما)، هو أكاديمي بارز بجامعة القاهرة وأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان متحدثا باسم الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري، عندما أعلن الترشح للانتخابات الرئاسية 2018 في مواجهة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، قبل أن يتم استبعاده من كشوف الناخبين واحتجازه قرابة عامين. 

وكانت نيابة أمن الدولة العليا قررت إخلاء سبيل الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية، فى اتهامه بالقضية التي تحمل الرقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، على ألا يغادر منزله. 

وذكر المحامي خالد علي عضو فريق الدفاع عن المتهم، أن النيابة قررت استبدال أمر قضائي بعدم مغادرة حازم لمنزله، بالحبس الاحتياطي. 

وواجه حسني فى القضية اتهاما بمشاركة جماعة إرهابية فى تحقيق أهدافها، وذلك عقب إعلان مشاركته في حملة الفريق سامي عنان، حين أعلن ترشحه للرئاسة منذ عدة سنوات.  

يذكر أن هذه القضية هي الثانية التي يتهم فيها حسني، حيث سبق اتهامه في القضية التي تحمل الرقم 488 على خلفية اتهامه بمشاركة جماعة إرهابية فى تحقيق أهدافها ونشر أخبار كاذبة. 

وفي وقت سابق نشر حسني استقالته التي لم يتلق ردا عليها، ولو هاتفيا حتى الآن، مؤكدا أنه نشرها للتأكيد على ما جاء فيها، وحتى لا يكون ثمة حديث مستقبلا عن عدم وصول الرسالة للمرسل إليه، وفق تعبيره. 

ووصف حسني نهاية رحلته في جامعة القاهرة بالحزينة، مؤكدا أن نشره للاستقالة جاء درءا لما قد تسعى له الجامعة من اتخاذ إجراءات إدارية بحقه. 

ومنذ سبتمبر 2019، أوقفت السلطات حسني، على ذمة التحقيق معه في تهم نفى صحتها، بينها “مشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة”. 

وقال حسني في نص الاستقالة إنه كان ينتظر بيانا يدافع عنه، وأن تنتدب الجامعة أحد أساتذة كلية الحقوق للحضور معه أمام النيابة، موضحا أن ذلك لم يكن ليغير من مسارات الأحداث شيئا؛ إلا أنه كان سيشعره بالانتماء المؤسسي كما كان سيشعر النيابة بأن جامعة القاهرة حريصة على استجلاء وجه الحقيقة في الاتهامات الخطيرة الموجهة إليه. 

وأضاف “لم أكن أنتظر من الجامعة أن تخوض إلى جانبي معركتي السياسية، وإنما كنت أنتظر منها فقط أن تخوض معركتها هي، وأعني بها معركة الحقيقة التي لم تنشأ الجامعة إلا لتخوضها”. 

واعتبر نشطاء أن باستقالة حسني، خسرت جامعة القاهرة قامة اقتصادية ومفكرا وسياسيا علم أجيال عدة. 

وكان آخر ما كتبه حسني في صفحته على (فيس بوك): “لا أملك أمام هذا الخبر السعيد إلا أن أشارك الأستاذ خالد على فرحته بزواجه من عروسه التى اختارها واختارته … هذا الرجل النبيل لم يتخل عنى لحظة واحدة فى محنتى منذ يوم اعتقالى، وحتى بعد الإفراج عنى إلى أن استقرت أمورى بإنهاء التدابير الاحترازية التى صاحبت قرار إخلاء سبيلى بتحديد إقامتى … سعدت جداً بهذا الخبر، فمن النادر هذه الأيام أن نصادف أخباراً سعيدة … ألف ألف مبروك يا صديقى، وربنا يوفقك فى كل رحلة الحياة”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *