رحاب إبراهيم تكتب: في صحتك.. لا تستطيع السيطرة على غضبك؟ إليك الأسباب والحل

باب تحرره – رحاب إبراهيم

هل تشعر بالغضب باستمرار؟!

تعاني من التوتر ومن قلة القدرة على الاحتمال ..تهاجم -أو تريد أن تهاجم- كل من حولك

ومع ذلك لا تعرف سببا محددا يجعلك دوما على حافة الانفجار لأقل سبب.

من أين يأتي هذا الغضب غير المبرر وما تفسيره؟

يضع علماء النفس عدة احتمالات لهذه الحالة

أولها  هو أنك لا تملك حدودا واضحة  للتعامل مع الاخرين ,  تقول” نعم “بينما أنت تعني “لا”.

تفعل أشياء من أجل إرضائهم بينما  لا تشعر بالارتياح .

 تشعر في أعماقك أنهم يستهلكونك , و دون إبداء أي تقدير أو امتنان

دائما مستنزف ومستهلك , ولكنك ربما لا تربط بين كل هذا وبين نوبات غضبك المتكررة.

ربما أيضا يكون السبب هو أنك لا تأخذ قدرا كافيا من النوم ..

 تستغرق في  قائمة مهماتك اليومية متجاهلا احتياجاتك الجسدية والنفسية  .

قد يكون الغضب المتكرر أيضا أحد أعراض الاكتئاب

بالرغم من  الفكرة الخاطئة عن الاكتئاب أنه بكاء مستمر وعدم  الرغبة في القيام من الفراش.

 الاشخاص المصابين بالقلق أكثر عرضة لنوبات الغضب لأنهم يبذلون جهدا كبيرا للسيطرة على قلقهم الداخلي ,لذا تتسم ردود أفعالهم بالمبالغة .

هناك أيضا الكثير من الأزواج يعانون من نوبات الغضب لأسباب تخص علاقاتهم الشخصية ,سواء مع شريك الحياة ,أو الأبناء, أو الوالدين أو زملاء العمل..

تحت الغضب يختبيء الشعور بأنهم غير مرئيين وبأن أحدا لا يهتم بهم.

يصنّف علماء النفس الغضب على أنه شعور ثانوي , يخبّيء تحته شعورا آخر , ربما يكون الوحدة , الخوف , الحزن , وهي المشاعر الأصعب في التعبير عنها .

“سندي” إحدى المترددات على العيادة النفسية , امرأة في الثلاثينات تبدو شخصية مرحة وإيجابية

لكنها تعاني من الشعور المستمر بالارهاق .

هي امرأة تمنح التعاطف والاهتمام لكل من حولها عدا نفسها!

لديها طفلان من ذوي الاحتياجات الخاصة ,  تعمل بجد كي تجعلهما  سعداء , بالإضافة إلى اعتنائها بزوجها والذي لا يبذل أي جهد للتواصل معهما .

بمجرد ما إن بدأت ” سندي ” في تقييم مشاعرها وأفكارها خلال جلسات العلاج ,اكتشفت أنها في حقيقة الأمر تشعر بالغضب كونها تقوم بدور الأب والأم معا تجاه الاطفال , كان هناك أيضا الشعور بالوحدة .

الكثير منا لم يتعلم إدراك مشاعره وفهمها والتعامل معها , وكذلك فإن المجتمع لا يشجع التعبير عن ” الغضب ” باعتباره شعورا مرفوضا..

قد يؤدي  التعبير عن الغضب للدخول في مواجهة تؤثر على العلاقة أو تجرح شعور شخصا ما لا نودّ أن نختلف معه , بالرغم من ذلك  يرى خبراء النفس أن الشعور بالغضب هو شعور إيجابي لأنه ينبهنا لوجود خطأ يجب تصحيحه.

مثلا في حالة ” سندي” كان عليها التخفف من غضبها بأن تقدم لزوجها طلبات محددة يقوم بها تجاه الطفلين , مما جعلها تشعر بالدعم وبأنها لم تعد وحيدة .

هذه بعض الاقتراحات للتحكم في غضبك

-انتبه للعلامات التي تدل على أنك تعاني من ضغط شديد , هذه العلامات تختلف من شخص لآخر ..قد تكون صداع , أرق ,آلام في الجسم, تغير في الشهية  …وغيرها

-عبر عن مشاعرك دون توجيه اللوم لأحد .. في حالة “سندي ” لم يكن عليها أن تبادر زوجها باتهامه بالأنانية واللامبالاة وإنما ببساطة أن تضعه في قلب الحدث بأن تطلب منه اصطحاب الطفلين لعيادة العلاج الطبيعي مثلا ..

-خطط لمواجهة المواقف الصعبة..فالمفاجأة تجعل رد فعلك عنيفا ..اجعل دائما هناك خططا بديلة

-اقترح هدنة عندما تتأزم الأمور,يمكنك إيقاف المناقشة إذا شعرت بالتوتر الزائد والعودة لاستئنافها فيما بعد …ليس عليك أن تنهي كل شيء حالا وفورا .

-اطلب المساعدة سواء من شخص مقرب تثق به أو من المختصين

تذكر أن الغضب يختلف عن الإيذاء والعنف..

كثيرا ما يتم الخلط بين المفهومين مما أدى لاعتبارالغضب شعورا سيئا بل ومحرّما , بينما في الواقع هو شعور مهم وحيوي , واكتشاف أسبابه الخفية له ومعالجتها هو أمر ضروري للصحة النفسية.

Based on  Margarita Tartakovsky article :

“Angry All the Time for No Reason? This Might Be Why”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *