“ذا ناشيونال”: دعوات التحول في السياسات الاقتصادية المصرية تتزايد.. وشدة الموقف دفعت الخبراء إلى “التشكيك العلني” في قرارات الحكومة

تقرير: الاقتصاد كان القضية الوحيدة التي استثمر فيها السيسي.. وبالرغم من ذلك انخفض الجنيه وارتفع معدل التضخم إلى جانب نقص العملة الأجنبية

الصحيفة: الانتقاد غير المسبوق للسياسات الاقتصادية للحكومة بدأ بحذر ربما مع مراعاة رد فعل السلطات لكنه أصبح صريحًا في الأسابيع الأخيرة

كتب – أحمد سلامة

قالت صحيفة “ذا ناشيونال” في تقرير أصدرته، أن الدعوات إلى تحول في السياسات الاقتصادية تتزايد، في وقت تؤثر فيه المشكلات المالية بشدة على أكثر الدول العربية سكانًا.

وأضاف التقرير “في سلسلة من الخطب التي تسعى إلى طمأنة الجمهور، دافع الرئيس عبدالفتاح السيسي عن السياسات الاقتصادية لحكومته وأصر على أن البلاد ستتخطى الأوقات المالية المقبلة، وبينما تعاني مصر من ارتفاع تكاليف الغذاء والوقود التي دفعت التضخم العالمي إلى الارتفاع، ألقى النقاد باللوم على المشروعات الحكومية الرئيسية في التوقعات الاقتصادية القاتمة”.

وتابع التقرير “كان الاقتصاد هو القضية الوحيدة التي استثمر فيها السيسي وقتًا وجهدًا أكبر بكثير من أي شيء آخر خلال السنوات الثماني التي قضاها في المنصب حيث سعى الجنرال السابق بقوة لتحديث مصر بعد عقود من الركود والإهمال”.. غير أن التقرير استدرك “وعلى الرغم من ذلك، فقد انخفض الجنيه المصري بنسبة إجمالية بلغت 51 في المائة مقابل الدولار منذ مارس الماضي، وبلغ معدل التضخم السنوي 21.3 في المائة في ديسمبر، إلى جانب نقص العملة الأجنبية، كل ذلك أدى ذلك إلى حدوث نقص في الرفوف وإعلان الحكومة عن ترشيد في الإنفاق”.

ويسترسل التقرير “لكن السيسي، على الرغم من مواجهته أسوأ أزمة منذ توليه السلطة، لا يزال يدافع بقوة عن سياساته، ناصحا المصريين بعدم القلق، مشددًا على أهمية عدم تغيير المسار”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في تصريحات أخيرة أدلى بها قال السيسي “أؤكد لكم بكل صدق وموضوعية أننا، على الرغم من كل الصعوبات، سنمضي قدمًا، ليس فقط للخروج من هذه الأزمة ولكن لبناء مستقبل باهر إن شاء الله”.. مُحذرًا من أن الانهيار الاقتصادي في الدولة العربية الأكثر اكتظاظًا بالسكان والتي يبلغ تعداد سكانها 104 ملايين نسمة من شأنه أن يرسل موجات من الصدمة عبر الشرق الأوسط، حيث تُعتبر مصر أداة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين، كما حذر من أن ذلك قد يطلق العنان لموجة من الهجرة إلى أوروبا ويشجع المتطرفين.

واستكمل التقرير “يقول السيسي إن الحكومة لا يمكنها فعل المزيد لوقف ارتفاع أسعار الغذاء، ويلقي باللوم في مشاكل مصر الاقتصادية على تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا ووباء فيروس كورونا، لكن شدة الموقف دفعت بعض الاقتصاديين والمعلقين، بمن فيهم نائب رئيس الوزراء السابق زياد بهاء الدين، إلى التشكيك علانية في سياسات الحكومة”.

وكتب بهاء الدين في أواخر ديسمبر “لم يعد من الممكن التعامل مع الأزمة الاقتصادية الحالية كحالة طوارئ مؤقتة يمكن التعامل معها من خلال قرض دولي ، وإتاحة بعض المواد الغذائية أو اتخاذ تدابير جديدة لتشجيع الاستثمار” .

وأضاف “إن مخرج أزمتنا الحالية لن يتحقق إلا إذا أدخلنا تغييرًا حقيقيًا على المسار الاقتصادي الذي سلكناه في السنوات الماضية والابتعاد عن الاتجاهات التي لم تعد مناسبة للوقت والظروف الحالية”.

ونقل التقرير عن مايكل حنا، خبير الشرق الأوسط ومدير برنامج أمريكا الشمالية في مجموعة الأزمات الدولية ومقره نيويورك، قوله “الأمر صعب هذه المرة لأن الكثير من الناس محبطون، سيكون من الصعب على الأرجح التخلي عن السياسات الحالية بالجملة، وقد يكون التشويش من خلالها هو السبيل إلى الأمام”.

ونبهت الصحيفة إلى أن “الانتقاد غير المسبوق للسياسات الاقتصادية للحكومة بدأ بحذر، ربما مع مراعاة رد فعل السلطات، لكنه أصبح صريحًا في الأسابيع الأخيرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *