د.يحيى القزاز يكتب: دردشة وجع

ده مش مقال مترتب الافكار ولا متراحع والكلمة اللى مغلوطة توضحها اللى بعد منها، دى دردشة وجع بسبب مكالمة من مستفزة من شركة اعلانات عقارية.
استيقظت بعد عصر اليوم فزعا على دقات الهاتف وصوت – فتاة: آلو
– ايوه يافندم
– حضرتك مقدم استفسار بسبب بروجتك (مشروع) العلمين
السؤال كان غربب وكمان انا مستيقظ فجأة على جرس الهاتف فمش فاهم – – سالتها
– عالمين ايه يافندم؟!
– بروجتك العلمين
– ايوه.. ماله بروجتك العالمين؟
– كنت بتستفسر عاوز تشترى شاليه فيه؟
– الحقيقة انا مش قادر اشترى ساندوتش اتغدى.. اشترى ازاى شاليه.. انا مااتصلتش
– حضرتك اتصلت من الرقم ده
– انا كنت نايم.. اتصل ازاى
– يافندم حضرتك اتصلت ورقمك متسجل عندى.
– انفجرت من الجرأة/البجاحة/الوقاحة: باناس حرام عليكم.. احترموا نفسكم.. هى الناس لاقيه تاكل لما تشترى شاليهات فى العلمين
– احنا محترمين والادب حلو.
أنهت المكالمة ولم تسمع ردى: لو محترمين ماتقتحموش خلوة الناس وخصوصيتهم وتدعوا انهم اتصلوا بيكم كذبا.. طارت كلماتى فى الهواء ولم تسمعها تلك الفتاة الجريئة/البجحة.
وتساءلت إلى متى هذا الاستفزاز بالإعلانات للبيع، والأعلانات عن الحجز، والإعلانات بالعافية اتصالا بالهواتف.
فكرت ماالذى يمكن ان يصيب الناس من جراء هذه الإعلانات فى ظروف الناس البائسة، وحال الدولة التى توشك على الإفلاس وتتسول حكومتها قروض ودعم من الغريب والقريب؟
إعلانات مسنفزة تؤجج الصراع الطبقى وتحرض الناس ضد السلطة. هل هذا سلوك عاقل؟ وكيف تباع اصول الدولة ويتسولون باسمها وبها عقارات فاخرة الواحدة بمئات الملايين حسب ماهو معلن.
ان كانت صدفة فتنم عن جهل السلطة، وإن كانت مقصودة تنم عن تأكيد الطبقية؛ طبقة ال 0.5% ( الأثرياء المحظوظون الجدد) وطبقة ال 99.5% (الأكثرية المعدمة).
إعلانات تستفز الأكثرية ولا تحافظ على مشاعرها بلا حياء ولا دم. استفزاز للناس يحرضهم على الانفجار والخروج.. والله اعلم ماالذى يحدث.
يجب محاكمة كل المعلنين بتهمة التحريض على الانفجار وقلب نظام الحكم. عندما تختل المعادلة بنسبها فى الثروة والسلطة لابد من انقلابها.
ومادمنا فى عصر القهر والبجاحة وعدم مراعاة شعور الأكثرية المهمشة الفقيرة التى لم تجد قوة يومها، ولا حتى بديل الأدوية وهو مايؤدى إلى تفشى الأمراض وانتقال العدوى كله بسبب عدم وجود دولارات للاستيراد. الحكومة اوقفت الاستيراد والفقرا تغور.. تموت لأن الأقلية تقدر تتعالج فى الخارج بره.
ومادام ماعدش فيه خشا ولا لوم ولا احترام لمشاعر ياللا بأه قولولنا ايه اللى بعتوه من اصول الدولة وبكام ولمين وفلوسه راحت فين؟ زى مابتعلنوا عن الديون وعن رفع الأسعار وعن التبربر والتمهيد كل يوم ببكره فيه زيادة جديدة! يعنى حتى مجرد تركنا ساعات ننام من غير هم مستكترينها علينا ياحكومة الجيران. حالفين لازم تبيتوتنا على هم جديد لسه جاى مش على هم امبارح.
زودتوا اسعار تذاكر المترو التذكرة من المرج لحلوان ب 19 جنيه. طيب فيه طلاب وناس من المرج ودراستهم او شغلهم فى حلوان هل ممكن نحسبها لفرد واحد فقط بياخدالمشوار ده 25 يوم فى الشهر ب 475 جنيه فى الشهر. قلولى مرتبه كام ويتبقى كام منه، وايه هى بقية المصاريف. ياناس يامسؤولين حرام عليكم، الرحمة حلوة، والتمييز نعمة من عند ربنا.
الأسعار بتغلى ماشى طيب ارفعوا المرتبات.
بتقولوا ان الغلا عالمى وان الاسعار فى مصر ارخص اسعار. ماشى ياسيدى.. مصدقينك ياكداب. طيب مادام بتفارنا بدول بره اوربا وامريكا قارنا باحوالهم فى المرتبات والحرية واحترام حياة وحقوق الانسان. شوف هم بياخدوا مرتبات ايه مقارنة بتمن السلع اللى زادت واحنا بناخد ايه.
انا باتكلم على طبقتى وطبقة اهلى الأكثرية، مش طبقة الأقلية المبشرين بالوجاهة والموعودون بالثروة.
ياولاد الحلال يامسؤولين ياطيبين زى مابتعرفونا بهمونا وكل صبح تبشرونا بهم طافح وتعايرونا بفقرنا لو سمحتم (اظن اهو كلام بأدب) قولولنا اصول دولتنا بعتوها بكام ولمين وفلوسها راحت فين واللى استدنتوه عملتم بإيه ايه.. عاوزين كشف حساب، وده حقنا لو انتم معترفين ان ده وطنا زينا زيكم، لكن لو شايفين اننا عبيد ونكم اسياد ورثتونا عن جدودكم او احتلتونا فهنا خلص الكلام.
عاوز اعرف كل حاجة مش بس اللى عاوزين تعرفهولنا. واسمعوا احنا ضعاف وشربنا وشاربين المر بس ده وضع مؤقت لاننا ضعاف احرار، طالما جينات الحرية والكرامة ماقتلتهوش، ودولن الشيء الوحيد اللى ماتقدروش تقتلوهم، ولو قتلتموهم بيتجددوا اتوماتيك لوحدهم لانهم خلايا وجينات متجددة.. عند الاحرار القانعين بالستر والحالمين بغد أفضل للجميع والمحافظين على الدولة بالرغم من اهانة السلطة ليهم وحبس أهاليهم.
موجوعين والله من الغلا والفقر والقهر والسجن ونقص الادوية وفجاجة وفجر الإعلانات.
عاوز اعرف اللى لى واللى عليا فى وطنى، علشان اوصى ولادى يسددوا اللى مااقدرتش اسوده علشان مصر تعيش حرة، وعلشان مافيش حر يعيش فى بلد مستعبد بالديون. احتلال الديون اصعب وأقسى من الاحتلال العسكرى.
مش عاوز اللى ليا عاوز اعرف أيه اللى عليا واصول الدولة راحت فين ولمين وبكام ومين اللى اللى باع ومن اللى اشترا. والاستاذ الدكتور رضا عبدالسلام قال ان الدستور بيمنع بيع اكثر من عقارين للاجانب ولاتتجاوز المساحة 4000 متر مربع. ده كلامه.
وفى ظل البحبوحة دى والببع فوجئنا ان مشترى عربى او من القلة (الاثرياء المصريين الجدد) اشترى عقارات كتير ومساحات مهمة وباعها – لانها حقه- لناس صهاينة نعمل إيه؟! وتعمل ايه الاجيال القادمة لما تكتشف ده؟!
فاكرين الدعاية الكدابة اللى طلعوها على اهلنا احرار فلسطين وقالوا عليهم انهم هم باعوا ارضهم للصهاينة، طبعا كلام كذب لتبرير الاحتلال وتبرير عجزهم عن الدفاع عن القضية الفلسطينية.
قولولى نعمل ايه ايها الاسياد الجدد!!!
#المقاومة_هى_الحل
3 اغسطس2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *