درب.. (لتكن المغامرة الألف.. كان هذا هو القرار)

لعام كامل نناقش إصدار هذا الموقع، وفي كل مرة يدفعنا سبب ما للتوقف،  كان السبب غالبا يدور حول هاجس الإمكانيات والاستمرار، كيف لموقع قائم على الحلم والتطوع أن يستمر.. وهل يمكن أن يكون التطوع مطلقا أم لمدة وفترة محددة، وكيف السبيل لتقليص هذه المدة أم أننا سنظل محكومون بقلة الإمكانيات؟ وهل حماس البدايات وحده كاف للانطلاق، أم أن علينا وضع خطة محكمة تكون دافع لهذا الحماس؟ وهل يمكن أن نوفر بعد ستة أشهر مثلا، من الانطلاق ما يساعدنا على الاستمرار؟ وهل تحول الموقع من موقع حزبي يعبر عن خط “حزب التحالف الشعبي الإشتراكي” ورؤيته، لصوت للقوى الديمقراطية كجزء من سياستنا التحريرية، ورؤية هذا الحزب في الانفتاح على الأطراف المختلفة التي تؤمن بدولة مدنية ديمقراطية قائمة على العدل والحرية والمساواة، وترفض التمييز على أي أساس، ممكن أن يكون بوابة للاستمرار ورسالة للجميع للمشاركة والكتابة معنا، هل يمكننا أن نحول  نقطة ضعفنا لقوة تدفعنا للإمام وتفتح الباب لتقارب يجمع أصحاب الرؤى المتشابهة؟ .

أسئلة كثيرة كانت مطروحة للنقاش.. وفي كل مرة كان الحسم لصالح التردد والتأجيل، ومع كل قرار بالتأجيل كانت تداهمنا العديد من الأحداث نشعر معها بالحنين لرؤيتنا ومهنتنا ولتنوع لم يعد موجودا، ولمساحات فقدناها للتعبير، لولا مواقع صديقة كنت تغطي جانب من هذا الحنين رغم الحجب الذي ظل يطاردنا ويطاردهم.

مع بداية العام كان قرار الانطلاق، لكننا بعد أقل من شهر عدنا مرة أخرى لدائرة التردد مشغولين بالعقبات،عاد سؤال العقل وهاجس الاستمرار يلاحقنا من جديد، وهو ما فجر موجة إحباط طالت كل أصحاب الحلم، أيام معدودات تراجع خلالها سؤال العقل لصالح جنون الاندفاع، كان السؤال الذي طرحناه على أنفسنا ومتى كنا عاقلين في عشقنا؟ ليكن الجنون دافعنا لاختيار دربنا الجديد، لماذا لا نترك أنفسنا لبعض الوقت لرهاننا الدائم “أنتم”، و”أنتم فقط”، نراهن عليكم لكن مع كثير من الجنون، فمتى تخلينا عنه؟

هكذا تم الاستقرار على اختيار دربنا الجديد، وهكذا جاء الاسم.. إذن ليكن موقعنا هو “الدرب”، ومع الاسم عدنا للاختلاف من جديد، رأينا ألف ولام التعريف تعبير عن يقين لا نمتلكه، وايحاء بامتلاك “الطريق” لا يناسب رؤيتنا لدورنا ومهنتنا ولا الظروف والتجربة التي نعيشها، فنحن ندرك أننا – بل ونريد أن نكون-  مجرد درب بين دروب متعددة، رسخت التجارب داخلنا أنه لا طريق واحد للحقيقة ولا للمحبة ولا للوطنية، وأن ملاك الطرق الواحدة هم من أوصلونا لما نحن فيه، حتى ولو ظل طريقنا من وجهة نظرنا هو الأمثل للوصول لدولة عدل ومساواة وحرية خالية من التمييز.

 تعلمنا أن مصر هي الدرب لنا جميعا، ونحن نريد أن نصنع دربنا اليها مهما بدا أننا تائهون بين دروب الوصول. هكذا اخترنا أن نكون دربا بين دروب متعددة للمحبة وللحقيقة وللحلم وللمستقبل، من هنا جاء الشعار “وتبقى هي الدرب” تحويرا لنص عمنا صلاح جاهين والتزاما بالمعنى الذي أراده في قصيدته “على اسم مصر”، فمهما تهنا بين الدروب ومهما تقطعت بنا طرق الحلم لبعض الوقت ستبقى هي الراية التي تجمع شتات التوهة لنلتف من جديد حولها كل من طريقه، متمسكون به باعتباره حقيقتنا، لكننا في الوقت نفسه ندرك أن للحقيقة دروب متعددة، دون كهنوت أصحاب الرؤى الدينية، أو دعوات الشوفينية الوطنية.

لكن انفتاحنا على كل الدروب لا يعني إلا مزيد من إيماننا بدربنا، ودرب كل المجتمعين على هذه الرؤية، عسى أن نصنع معا مسار لتوحد أصحاب الأهداف المتشابهة حتى لو اختلفت مسارات الرؤى قليلا، نؤمن أن الصحافة مهنة يسارية بطبعها، فهي “تحلم دائما بالأفضل.. ودائما هناك أفضل ودائما هناك المزيد”، وأن مهمة الصحفي دائما أن يبحث عن مساحة أكبر من العدل والحرية، وأن يتصدى لكل سارقي الأحلام، والمستبدين، وملاك الحقيقة، فالصحافة الحقة هي التي تنتصر دائما للحلم وتحلم بالمستقبل وإن ضاق الأفق.

تبقى رسالة تحية أخيرة لكل نساء العالم في (يوم المرأة العالمي) والذي جاء اختيارنا له لبدء بثنا التجريبي، كجزء من رؤية عامة، اخترناها لهذا الموقع وسياسته التحريرية والتي يأتي في مقدمتها:

  • الوقوف ضد كافة أشكال التمييز أيا كان مجال ومكان إرتكابها، ومناصرة قضايا المرأة المصرية وحقها في المساواة التامة وبيئة عمل آمنة ودعم حقوقها.
  • الانحياز لمبادئ المساواة بين كل أفراد الشعب وللعدالة الإجتماعية ولمدنية الدولة والدفاع عن قضايا الحريات والحقوق الاقتصادية والاجتماعية لكل فئات المجتمع.

فـ تحية لكل امرأة مصرية وعربية في يوم المرأة العالمي.

رئيس التحرير

8 thoughts on “درب.. (لتكن المغامرة الألف.. كان هذا هو القرار)

  • 8 مارس، 2020 at 3:02 م
    Permalink

    ألف مبروك حاجه تشرف كنا في أشد الاحتياج إليها – على استعداد للمشاركة- هل يُمكن ارسال المواد على خانة التعليق على أن تحدد هيئة التحرير مدى صلاحية المادة للنشر على الموقع؟

    Reply
  • 8 مارس، 2020 at 3:04 م
    Permalink

    ألف مبروك حاجه تشرف كنا في أشد الاحتياج إليها – على استعداد للمشاركة- هل يُمكن ارسال المواد على خانة التعليق على أن تحدد هيئة التحرير مدى صلاحية المادة للنشر على الموقع؟

    Reply
  • 8 مارس، 2020 at 4:28 م
    Permalink

    تهانينا القلبية لحزبكم الموقر وللاستاذ خالد البلشي وكل العاملين بموقع “درب” والذي يؤكد انكم على “درب النضال” سائرون حتى يتحقق النصر لكل المضطهدين .. دمتم رفاق الدرب

    Reply
  • 9 مارس، 2020 at 5:17 ص
    Permalink

    بالتوفيق .. ويجعل كلامكم خفيف ع البعدا اللى مابيطقوش كلمة حق فى وجه ملايين الباطل
    🌹🌿🌻

    Reply
    • 9 مارس، 2020 at 3:14 م
      Permalink

      الف مبروك .. بارقة أمل يقودها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي

      Reply
  • 9 مارس، 2020 at 11:56 ص
    Permalink

    بالتوفيق يا استاذنا ومستعد للمشاركة متطوعاً بما أقدر عليه من مجهود مع فريق العمل

    Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *