«درب» تسأل الأطباء: ماذا نفعل لتجنب موجة جديدة من كورونا؟.. توصيات بالحذر واستمرار الإجراءات الاحترازية

علاء عوض يضع 3 محاور للوقاية: : علينا التعامل أننا في دائرة الخطر .. والزيات الانخفاض في المسحات وليس الأعداد

منى مينا: تقليص تحاليل PCR يحول دون الحكم القاطع بانحسار الفيروس.. أطباء توفوا قبل إجرائها رغم إيجابية أعراضهم

كتب- إسلام عزالدين:

منذ مطلع شهر يوليو الجاري بدأت أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في مصر بالانخفاض، وهو ما فسره مسؤولون بتجاوز ذروة تفشي مرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس.

في هذا التقرير سأل «درب» عدد من الأطباء ماذا نفعل لتجنب موجة جديدة من تفشي فيروس كورونا الذي أصاب نحو ٨٠ ألف مصري.

قال الدكتور علاء عوض، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث، إن مصر لم تتجاوز خطر فيروس كورونا المستجد، مشددا على أننا مازلنا في دائرة الخطر طالما لا يوجد علاج نوعي مؤكد للفيروس وطالما لا يوجد لقاح فعال وآمن بشكل كبير للفيروس حتى الآن، وبالتالي الشيء الوحيد الذي يُمكن أن نفعله الآن هو الوقاية.

وأشار أستاذ الكبد والجهاز الهضمى في تصريحاته لـ«درب» إلى أن هناك ثلاثة محاور للوقاية، أولها التباعد الجسدي، والحرص على ارتداء قناع واقي للوجه بشكل دائم، وغسل الأيدي بالماء والصابون أو المطهرات؛ موضحا أن التباعد يأتي بتجنب التجمعات غير الضرورية والحفاظ على التباعد الجسدي مسافة متر على الأقل.

وحذر عوض من التجمعات، وقال إنه من الضروري تجنبها، مشددا على أن التجمعات تحمل عوامل خطورة، لافتا إلى أن أهم شيء في التباعد الجسدي هو تجنب التجمعات.

وقال عوض في ختام تصريحاته إن «فكرة نقص الحالات المسجلة لا تعني أن الوباء بدأ طريق الانحسار، وعلينا أن نتعامل على أننا في دائرة الخطر».

واتفق الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس نقابة أطباء مصر، مع عوض، حيث أكد أننا مازلنا في جائحة كورونا ولا بد من اتباع نفس الإجراءات الوقائية السابقة لأن «مفيش حاجه اتغيرت».

وقال الزيات إن أعداد الإصابات بكورونا في مصر لم تنخفض ولكن عدد المسحات التي يتم إجراؤها هو الذي انخفض نتيجة تقييد عملية إجراء تحاليل الـ(PCR)، ولأن 80% من المصابين يعانون من أعراض خفيفة ومتوسطة ويخضعون للعلاج في المنزل دون إجراء مسحة.

ونصح الزيات المواطنين باتباع إجراءات التباعد الجسدي واستخدام وسائل الوقاية الشخصية وارتداء الكمامة، محذرا من أن «أي تهاون معناه أنها تتحول من إصابات طفيفة لإصابات شديدة».

وقال عضو مجلس نقابة أطباء مصر في ختام تصريحاته لـ«درب» إن الرسالة التي يوجهها للناس هي أن يستمروا في كل الإجراءات الاحترازية كاملة لأن لازالت الجائحة موجودة كما هي.. «مفيش حاجه اسمها إن حد يتهاون التهاون ده معناه قاتل».

من جانبها، أكدت الدكتورة منى مينا، الأمين العام السابق لنقابة أطباء مصر، أننا نحتاج قياس أكثر دقة لمعرفة ما إن كانت الأعداد تنخفض فعلا أم لا، فنحن لدينا أزمة شديدة في انخفاض تحاليل الـ(PCR) وهو التحليل المشخص للإصابة بكورونا، لافتة إلى أن هناك «تقليص شديد لأعداد المسحات المتاحة»، ما يحول دون الحكم بشكل قاطع على معدل الإصابة يزداد أم ينخفض.

وقالت منى مينا، إنه منذ بداية الجائحة نشكو من الانخفاض الشديد في أعداد تحاليل الـ(PCR) المتاحة، وهناك مزيد من الانخفاض الملاحظ، موضحة: «قبل كده كان ما بيتعملش التحليل غير لو الشخص بيعاني من أعراض، وإحنا كنا بنتكلم عن أهمية التحليل المشخص إنه يوجد للمخالطين لعزلهم ومعرفة الناس اللي عندها المرض حتى لو معندهاش أعراض حتى لا نوسع دائرة انتشار المرض».

وأضافت:«حاليا بقينا مش بس المخالطين لا اللي عندهم أعراض ما بيتعملهمش وكان فيه فترة بنتكلم أن الأعراض البسيطة عزل منزلي ونكتفي بذلك، حتى بعض الناس اللي عندها أعراض ليست بسيطة.. أعراض شديدة ما بيتعملهاش».

وأشارت الأمين العام السابق لنقابة الأطباء، إلى أن مؤخرا هناك حالات من وفيات الأطباء توفوا قبل أن يتم إجراء التحليل المشخص رغم أن كل الأعراض والتحاليل المرجحة الأخرى إيجابية”.

واستطردت: «ولكن معندناش إثبات رسمي على الورق إن دول وفاة نتيجة لكورونا بما فيها من ضياع حقهم في اعتبار أن الوفاة ناتجة عن إصابة عمل»، وأشارت أن من بين هؤلاء «إطباء صغيرين مفيش معاش لأولادهم وهذه المشاكل العديدة بالإضافة للحق الأدبي».

وشددت مى مينا على ضرورة أن يكون هناك تقصي أكثر دقة لكي نستطيع أن نحكم الأعداد تزيد أم تنخفض، لافتة إلى أن ذلك ينطبق على سؤال ماذا يجب أن نفعل لكي نتجنب موجة جديدة من تفشي كورونا.. «اللي نعمله عشان مايزيدش انتشار المرض أو نستعد لأي زيادة أخرى يكون هناك حالة من الترصد الدقيق».

وأشارت إلى أن في بعض البلدان التي انخفض فيها معدل الإصابة وفتحت الأنشطة الاقتصادية مثل فرنسا مع زيادة الإصابة في أماكن معينة كانت تقوم بعزل هذه الأماكن بفرض قيود محدودة حتى لو لم تكن معممة على مستوى فرنسا ككل، مؤكدة أن ذلك اعتمد على المراقبة والدقة.

وأضافت: «باختصار التقصي الدقيق هو محاربة الفيروس في النور هو أنك تشوف الوضع إيه عشان تقدر تتصرف فدي حاجه أساسية بالنسبة للسادة المسؤولين».

وطالبت الأمين العام السابق لنقابة الأطباء، للمواطنين  بالحذر، لافتة إلى أن هناك مواطنين كثيرين يتواجدون في أماكن عامة مزدحمة دون كمامات ودون مراعاة لقواعد التباعد الاجتماعي.

وقالت الدكتور منى مينا في ختام تصريحاتها لدرب: «علينا أن نتشبث بأعلى درجة من الحظر لأن منظمة الصحة العالمية أو العلماء على مستوى العالم يحذرون من موجة قادمة فإذا كان فيه حاجات كتيرة في مشاكل الفيروس مش في إيدينا، فاللي في إيدينا إن احنا نأخذ احتياطاتنا بدرجة عالية.. ياريت ما نستسلمش للتعامل باسترخاء».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *