حكايات الزيارة الأولى بعد الحظر.. “درب” ترصد معاناة أسر المعتقلين لرؤية ذويهم: من الاتصال عشرات المرات للقاء 20 دقيقة

الصحفية مديحة حسين زوجة الصحفي المعتقل هشام فؤاد: عشرات الاتصالات على مدار يومين لحجز زيارة.. و”زائر واحد” يضعنا في مأزق

شقيقة الصحفي معتز ودنان بعد أول زيارة منذ مارس الماضي وتدويره في قضية جديدة: الحمد لله شوفته بعد كل المدة دي كلها

الكاتبة إكرام يوسف والدة المحامي المعتقل زياد العليمي: قالولنا الأكل يكفي زيارة واحدة وشخص واحد.. طب ابنه اللي ماشفوهوش؟

منى سيف شقيقة سناء سيف وعلاء عبد الفتاح: حجزنا ميعاد لزيارة سناء في سجن القناطر.. جملة غريبة جدا!

كتب- حسين حسنين وكريتسين صفوان

على مدار أشهر طويلة، حرم أهالي السجناء من زيارة ذويهم ورؤيتهم والاطمئنان عليهم، والاكتفاء فقط بزيارة كل أسبوع يودع فيها الأهالي مستلزمات وأموال في الأمانات، مع احتمالية السماح بتبادل الخطابات.

عللت وزارة الداخلية قرارها الصادر في 9 مارس الماضي بتعليق الزيارات، بأنه جزء من الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد ومنع انتشاره داخل السجون عن طريق الزيارات، إلا أن في النهاية لا يمكن منع الأسر من زيارة ذويهم أكثر من ذلك، في ظل التصدي لمطالب الإفراج عن السجناء.

وبعد حوالي 5 أشهر، جاء قرار وزارة الداخلية بالسماح بالزيارات ولكن بشروط، من بينها إجراء حجز تليفوني مسبق وتكون لمدة 20 دقيقة فقط لزائر واحد، ما قد اعتبره بعض أسر السجناء مرحلة جديدة من التعسيف في الزيارات ورؤية السجناء.

ورصد “درب” في هذا التقرير، بعض العقبات التي واجهت الأسر حول الزيارة الأولى، سواء بالاتصال المتكرر لعشرات المرات فقط للحصول في النهاية على ميعاد، أو حتى مشاعر متضاربة حول الزيارة بعد شهور.

أسر المعتقلين في أزمة

قالت الكاتبة الصحفية مديحة حسين زوجة الصحفي هشام فؤاد، إنها أجرت عشرات الاتصالات على مدار يومين، قبل أن تنجح في تحديد موعد لزيارة زوجها على ذمة القضية رقم 930 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، المعروفة إعلاميا باسم «قضية تحالف الأمل».

واعتبرت مديحة أن تحديد السلطات شخصًا واحدًا من حق زيارة السجين «يضع أسر المعتقلين في أزمة مين اللي المفروض يقوم بالزيارة»، موضحة: «لو اسرة من اربع افراد كل واحد عشان يزو يكون عدى اربع شهور حاجة متعبة ومجهدة نفسيا».

وعلقت زوجة الصحفي هشام فؤاد على مدة الزيارة التي قالت وزارة الداخلية إنها ستكون 20 دقيقة، قائلة: «احنا مدة الزيارة عندنا قبل كورونا كانت مابين ثلث ساعة او نص ولما كانت بتوصل لنصف ساعة كان بيبقى انجاز مع إن اللائحة بتحدد ساعة للزيارة».

ورغم أنها ترى أن وقت الزيارة الجديد والسابق غير كافي للاطمئنان على زوجها وطمأنته على أحوال الأسرة، إلا أن مديحة أشارت إلى أن مدة الزيارة في السابق لم يكن مشكلة كبيرة قبل تفشي فيروس كورونا لأن «الزيارة كانت لثلاثة أفراد»، مشددة على تحديد السلطات شخصًا واحدًا من حق زيارة السجين يضع أسر المعتقلين في أزمة كبيرة.

وتابعت: «كمان بدل ما كنا بنزور ٣ فى الزيارة الواحدة وأسبوعيا هنزور مرة فى الشهر على مدار ٣ شهور».

أكثر من 150 اتصال

«اتصلت كتير ولحد دلوقتي مجمعش معايا ولا حجزت»، هكذا قالت هالة سليم * التي حاولت الاتصال لحجز زيارة لزوجها المحبوس احتياطيا بتهمة نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، أكثر من 150 مرة على مدار 3 أيام وكانت جميع الأرقام مشغولة، قبل أن تنجح لاحقا في ذلك (بعد الإدلاء بهذه التصريحات).

وانتقدت هالة كون الزيارة لمدة 20 دقيقة فقط ولمرة واحدة في الشهر، مشددة على أن مدة الزيارة «مش كافية بعد 5 شهور من منع الزيارات».

كما تطرقت هالة إلى تحديد السلطات شخصًا واحدًا من حق زيارة السجين، قائلة إنها في حال زارته مرة ووالدته مرة، فهذا يعني أن كل واحدة منهما ستراه مرة كل شهرين.

الأكل على قد وجبة واحدة

وإلى زياد العليمي، المحامي والبرلماني المعتقل على ذمة القضية رقم 930 لسنة 2019 حصر أمن دولة، والمعروفة إعلاميا باسم “قضية تحالف الأمل”، حيث حرم قرار الداخلية بتعليق الزيارات والدته من رؤيته طوال هذه الأشهر.

وتقول الكاتبة الصحفية إكرام يوسف، والدة زياد، بعد قرار إعادة فتح الزيارات ولكن بالحجز «أخيرًا نجحت في الاتصال بالسجن وقالوا لي الزيارة يوم 3 سبتمبر، ولفرد واحد والأكل على قد وجبة واحدة».

تساءلت إكرام عن السماح باصطحاب حفيدها ابن زياد معها في الزيارة، خاصة وأنه هو الأخر محروم من رؤية والده، لكن الرد جاء «الزيارة لفرد واحد، هي دي التعليمات، ولما تيجي الزيارة اسألي عن موضوع الوجبات»، ثم أغلق الهاتف

وزياد العليمي رهن الحبس الاحتياطي منذ اعتقاله في يونيو 2019 ومتهم بمشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ونشر أخبار وبيانات كاذبة

معتز ودنان وزيارة بعد طول انتظار

«الحمد لله زورته بعد الفترة دي كلها».. كانت هذه كلمات ندى، شقيقة الصحفي المعتقل معتز ودنان، تعليقا على زيارتها له لأول مرة منذ شهور، بسبب قرار تعليق الزيارات طوال الفترة الماضية.

وتقول ندى شمس، شقيقة المعتقل معتز ودنان: «الحمد لله زورت معتز في السجن وشوفته لأول مرة منذ شهر مارس اللي فات، وده بعد انقطاع الأخبار عنه الفترة اللي فاتت دي كلها، وهو بخير وكويس ويرسل السلام للجميع».

حديث شقيقة معتز جسد المعاناة التي مرت بها أسرته بسبب انقطاع الزيارات أو إدخال وخروج الخطابات عن معتز، منذ تدويره في قضية جديدة تم حبسه على ذمتها فور إصدار قرار من محكمة الجنايات بإخلاء سبيله على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة.

ويواجه معتز حاليا على ذمة القضية رقم 1781 لسنة 2019 حصر أمن دولة، نفس الاتهامات السابقة بـ«نشر وبث أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها».

حجزنا زيارة بالتليفون!

قصة أخرى بطلتها الناشطة السياسية المعتقلة سناء سيف وشقيقها الناشط البارز علاء عبد الفتاح، بعد أشهر طويل من انقطاع الزيارات عن الثاني والبحث عن أول زيارة للأولى في سجن القناطر بعد أسابيع من اعتقالها.

وسناء سيف تقضي فترة الحبس الاحتياطي بعد القبض عليها من أمام مكتب النائب العام بالتجمع الخامس، حيث استوقفتها سيارة وتم وضعها فيها واقتيادها إلى مقر نيابة أمن الدولة العليا التي قررت حبسها احتياطيا.

فيما يقضي علاء فترة الحبس الاحتياطي التي قاربت على عام منذ اعتقاله في 26 سبتمبر 2019، والتحقيق معه على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.

وقالت منى سيف، عن حجز زيارات شقيقتها وشقيقها في 16 أغسطس الماضي «حجزنا زيارة لسناء في سجن القناطر بالتليفون (جملة عجيبة جدا)، لكن بخصوص علاء لسة مفيش أي حاجة واضحة بخصوص زيارات سجن شديد الحراسة 1 و2 في طرة (العقرب)».

وأشارت منى إلى أنها قامت بأكثر من مئة محاولة لحجز زياراة لعلاء بالنظام الجديد إلا أن «طول الوقت الرقم مشغول او مش بيجمع والمرتين اللي جمع فيهم رن وماحدش رد»

رد واحد «سريع»

من جانبها، قالت تغريد زهران، والدة الزميلة الصحفية سولافة مجدي، في تصريح مقتضب لدرب، إنها حجزت موعدا لزيارة ابنتها المحبوسة احتياطيا على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 بعد محاولات قليلة.

يذكر أن الصحفية سولافة مجدي محبوسة احتياطيا هي وزوجها المصور الصحفي حسام الصياد، حيث يواجهات اتهامات بنشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، وأخيرا مشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها والترويج لها.

وكانت قوات الأمن، قد ألقت القبض على سولافة وزوجها المصور حسام الصياد وصديقهما محمد صلاح، من إحدى مقاهي حي الدقي، يوم 26 نوفمبر الماضي قبل أنت يختفوا جميعا لمدة 24 ساعة قبل الظهور في نيابة أمن الدولة العليا.

قرار الداخلية.. شخص واحد لمدة 20 دقيقة

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في 15 أغسطس استئناف الزيارات بجميع السجون العمومية والليمانات وفقًا لضوابط محددة مرتبطة بالإجراءات الاحترازية والوقائية المتخذة لحماية النزلاء من عدوى فيروس كورونا.

وقالت الوزارة إنها خصصت (118) هاتفا، مدونة أرقامهم على موقع الوزارة بشبكة الإنترنت، للاستعلام عن موعد الزيارة لأهلية النزلاء والتي من المقرر أن تبدأ اعتبارًا من 22 أغسطس الجاري.

ووضعت الوزارة مجموعة من الضوابط منها ضرورة أن يتضمن الاتصال التليفوني «بيانات المتصل، واسم النزيل، ودرجة القرابة».

وأوضحت الوزارة في بيانها أنه سيتم إخطار ذوي النزلاء بالموعد المحدد للزيارة خلال الاتصال التليفوني، مع الالتزام التام بالموعد المحدد للزيارة، وستكون مدة الزيارة المصرح بها (20) دقيقة لمرة واحدة شهريًا، ولزائر واحد لكل نزيل مع التزام الزائرين بارتداء الكمامات أثناء الزيارة وستتم مراعاة المسافة الآمنة بين الزائرين والنزلاء أثناء الزيارة.

وقالت الداخلية في بيان أصدرته “تأتي تلك الإجراءات للتيسير على المواطنين الراغبين في زيارة ذويهم من النزلاء، انطلاقاً من سياسة وزارة الداخلية الهادفة لإعلاء قيم حقوق الإنسان”، منوهة بأنه في حال وجود أي شكاوى أو استفسارات، يتم الاتصال على أرقام إدارة حقوق الإنسان بقطاع السجون (25757474-25748831)..

كانت الحكومة قد أصدرت في 9 مارس الماضي، قرارا بمنع الزيارات نهائيًا في جميع السجون خشية تفشي جائحة فيروس كورونا الذي كان قد بدأ الانتشار في مصر حينها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *