حرب الإعلام| روسيا تغلق مكاتب “دويتشه فيله” ردا على وقف برلين بث “آر تي”.. والحكومة الألمانية: تقييد لحرية الصحافة

وكالات

أعلنت الخارجية الروسية إغلاق مكتب مراسلي “دويتشه فيله” الألمانية في روسيا، وإلغاء اعتماد جميع الموظفين العاملين فيه.

واعتبرت الخارجية في بيان أن الخطوة تأتي كمرحلة أولى من تنفيذ إجراءات الرد الروسي على قرار الجهات المنظمة للإعلام في ألمانيا وقف بث القناة الروسية الناطقة بالألمانية لـ”آر تي”، لـ”عدم وجود الموافقة اللازمة المتعلقة بقانون الإعلام لمثل هذه القناة”، بالإضافة “لعدم تقديم طلب للحصول على هذه الموافقة” وفقاً للتوضيحات الرسمية.

وأقفلت مؤسسة DW مكتبها في العاصمة الروسية موسكو اعتبارا من اليوم الجمعة، فيما بات على الصحفيين والصحفيات العاملين في المكتب تقديم تصاريح الاعتماد الممنوحة لهم.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية  لم تسميه، بأن موسكو ستتخذ “موقفا إيجابيا” بشأن وسائل الإعلام الألمانية في حال غيرت ألمانيا موقفها تجاه القناة الروسية التي تبث من ألمانيا.

وتعرضت هذه القناة مرار ا وتكرارا لانتقادات في الغرب باعتبارها أداة دعائية للكرملين، ويعتبر الاتهام الأساسي هو أن القناة تروج لنظريات المؤامرة والمعلومات المضللة نيابة عن الدولة الروسية، بينما ترفض القناة هذا الاتهام.

وأدانت الحكومة الألمانية حظر محطة “دويتشه فيله” الألمانية، وقال نائب المتحدث باسم الحكومة، فولفجانج بوشنر، اليوم الجمعة في برلين: “نناشد الجانب الروسي بشكل عاجل عدم إساءة استغلال المشكلات المتعلقة بترخيص محطة “آر تي” لتقييد حرية الصحافة وحرية التعبير”، مضيفا أن هذه الإجراءات غير مبررة على الإطلاق.

فيما وصفت وزيرة الدولة الألمانية للشؤون الثقافية، كلاوديا روت، حظر بث محطة “دويتشه فيله” في روسيا بأنه “سلوك هجومي”، وقالت روت المنتمية لحزب الخضر الشريك في الإئتلاف الحاكم، في تصريحات لبرنامج   Morgenmagazin الذي يبث عبر شبكة “إيه آر دي” الألمانية الإعلامية، صباح الجمعة، إن حظر البث يعد “هجوما على حرية الصحافة وتعبيرا عن أزمة كبيرة”.

وأوضحت روت أن مثل هذا القرار تتخذه الجهات المنظمة للشؤون الإعلامية في ألمانيا وبشكل مستقل عن الحكومة الألمانية، وقالت: “كان ذلك سينطبق على محطة أمريكية، تماما مثلما حدث مع المحطة الروسية”، منتقدة محطة “آر تي” الناطقة بالألمانية لعدم تقديمها طلب للحصول على ترخيص مطلقا.

وعلى الرغم من كل ما “تشعر به من حزن وغضب”، ذكرت روت أنها ستبذل كافة الجهود لتوضيح الفرق بين “دويتشه فيله” و”آر تي” الناطقة بالألمانية لوزيرة الثقافة الروسية، وستشير مرة أخرى إلى الشروط القانونية في ألمانيا.

وأعرب المدير العام لمؤسسة دويتشه فيله الإعلامية، بيتر ليمبورج، عن استغرابه من الخطوات الروسية، ووصفها بغير المعقولة ومبالغ بها للغاية، وذلك في مقابلة مع دويتشه فيله الناطقة بالإنجليزية أمس الخميس.

كما أضاف ليمبورج في بيان إنه “يتم التعامل معنا هنا ككرة تتقاذفها الأقدام، كما هو حال وسائل الإعلام في الأنظمة الشمولية. نحن نحتج بكافة السبل على هذا الرد العبثي للحكومة الروسية، وسنسلك السبيل القانوني لمواجهة هذه الخطوات المعلنة”.

وقال ليمبورج إنه “وحتى تسلمنا كتاباً رسمياً بتلك القرارات، سنواصل بث التقارير من مكتبنا في موسكو. وحتى إن اضطررنا إلى إغلاقه، فإن تغطيتنا الإعلامية لروسيا لن تتأثر بذلك، بل إن ذلك سيعزز بشكل كبير من تغطيتنا لشؤونها”.

يشار إلى أن دويتشه فيله حصلت على ترخيص البث في روسيا عام 2005، باللغتين الإنجليزية والألمانية، وأن ترخيص البث للقناة الإنجليزية يسري حتى عام 2025، بينما يسري الترخيص للبث بالألمانية حتى عام 2027.

وبحسب معلومات المؤسسة، فإن البث باللغة الألمانية يحتوي تغطية يومية تمتد من ساعتين إلى أربع ساعات باللغة الروسية، وهو أحد شروط الحصول على ترخيص البث في روسيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *