جدل حول اللقاح الصيني لمقاومة كورونا وتضارب بشأن موعد وصول الشحنة الثانية لمصر.. وأطباء يُعلقون (تقرير)

مصادر ترجح وصول الدفعة الجديدة غدًا.. وخبيرة: غياب الشفافية في الصين أدت لتلقيح آلاف الأشخاص دون نشر بيانات التجارب السريرية

د.منى مينا: لست منحازة للقاح معين ضد آخر.. وأطالب بالوضوح وإعلان كافة الأبحاث الخاصة باللقاح قبل استخدامه على نطاق واسع  

 د. علاء عوض: لا يمكن ضمان أمان أي دواء بنسبة 100% إلا بعد سنين.. وعند درجة مقبولة من الأمان يصبح الاستخدام مقبولا بشكل علمي

د. إيهاب الطاهر: أؤيد أخذ اللقاح فور إتاحته لأن احتمال الإصابة بالمرض ومضاعفاته أعلى بكثير من احتمال حدوث مضاعفات مستقبلية من اللقاح

عبد الرحمن بدر

أثار نبأ استقبال مصر لأولى شحنات لقاح فيروس كورونا المنتج من قبل المجموعة الصينية “سينوفارم”، حالة من الجدل في الأوساط الطبية وبين المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتباينت الآراء بين مؤيد لتلقي اللقاح ومتخوف من الخطوة.

يذكر أنه وصلت الشحنة قادمة من الإمارات التي كانت تجري المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاح، ومن المقرر أن يوزع اللقاح مجانا. وستكون الأولوية في استخدامها للعاملين في المستشفيات وللمصابين بالأمراض المزمنة، وفق ما أعلنت وزيرة الصحة هالة زايد.

بدورها رجحت مصادر بوزارة الصحة أن تصل غدًا الثلاثاء الشحنة الثانية من اللقاح، وقالت مصادر طبية فضلت عدم ذكر اسمها، أن موعد تسلم الشحنة الجديدة التي تصل لـ50 ألف عبوة قد يتأخر، وأنه لا يوجد تأكيد حتى الآن.

وحاولنا الاتصال أكثر من مرة بالمتحدث الرسمي للوزارة للتعليق لكنه لم يرد، ولم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن موعد وصول الشحنة الجديدة.

وفي وقت سابق قالت وزيرة الصحة في مؤتمر صحفي بمطار القاهرة، عقب وصول أولى شحنات اللقاح إن مصر تشهد يوما تاريخيا باستقبال أول دفعة من اللقاح، مضيفة أنه سيكون مجانا للجميع.

وأضافت أن الهيئة الطبية المصرية أجرت تجارب سريرية على اللقاح، وإنها كانت، شخصياً، من بين المتطوعين.

شحنة مجانية ومخاوف من عدم الشفافية.

وصلت الشحنة الأولى من اللقاح الصيني إلى مطار القاهرة قادمة من الإمارات، التي قررت اعتماده بعد سلسلة من الاختبارات، وتعد الإمارات من بين 10 دول تختبر فيها سينوفارم لقاحيها.

وأفادت وسائل إعلام إماراتية بأن مصر شاركت في الاختبارات السريرية للقاح الصيني في الإمارات، مما يمنحها أولوية الحصول على حصة من الجرعات.

وفي مطلع الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الصحة الإماراتية أن النتائج الأولية لتجارب المرحلة الثالثة للقاح سينوفارم الصيني أظهرت فعاليته بنسبة 86 بالمئة.

وأشارت الوزارة أن البيانات أظهرت عدم وجود مخاوف متعلقة بسلامة اللقاح على جميع متلقيه. وسجلت الإمارات اللقاح رسميا، وذلك بعد أن وافقت على الاستخدام الطارئ لبعض الفئات في سبتمبر الماضي.

وقالت الإمارات إنها قامت بدراسة النتائج السريرية بعد ترخيص الاستخدام الطارئ الخاص بسلامة وفاعلية اللقاح، مضيفة أن النتائج أظهرت نتائج مشابهة لما خلصت إليه المرحلة الثالثة، لكن رغم تلك المعطيات لاتزال الكثير التساؤلات تحوم حول اللقاحات الصينية، ونتائج التجارب السريرية المرتبطة بها.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، قالت ناتاشا قسام خبيرة الشؤون الصينية في معهد “لووي” الأسترالي إن “غياب الشفافية في النظام الصيني أدى إلى تلقيح آلاف الأشخاص حتى الآن، دون أن تنشر بيانات التجارب السريرية.”

وتعد مصر سوقا كبيرا للقاحات. وفي سبتمبر، أعلنت روسيا عن اتفاق مع مصر لتزويدها بما يصل إلى 25 مليون جرعة من لقاح “سبوتنيك في”.

منى مينا تطالب بالوضوح وإعلان كافة الأبحاث

الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء السابقة، قالت: “أنا لست منحازة للقاح معين ضد آخر، ولكني فقط أطالب بالوضوح وإعلان كافة الأبحاث العلمية الخاصة باللقاح قبل البدء في استخدامه على نطاق واسع”.

وتابعت: “لا ننسى أن اطمئنان الأطقم الطبية للقاح والإقبال على استخدامه، هو شرط أساسي وهام لأن نحصل على النتيجة المرجوة وهي حماية أطقم الطبية، لذلك يجب أن تكون هناك شفافية كاملة ونشر لنتائج التجارب والأبحاث العلمية التي توضح كل ما يتعلق باللقاح الصيني، قبل البدء في الاستخدام الواسع له”.

وأضافت منى مينا: “مهم أن نتذكر أيضا ما أكدت عليه منظمة الصحة العالمية مرارا، من أن الكمامة والتباعد الاجتماعي وغسيل الأيدي ما يزال هو اللقاح الأكثر فاعلية حتى الآن، فقط إذا قررنا أن نتعامل مع الإجراءات الاحترازية بجدية كافية”.

علائ عوض: لا يمكن ضمان بنسبة 100% أمان أى دواء إلا بعد سنين من استخدامه

الدكتور علاء عوض، أستاذ أمراض الكبد، قال إنه لا يمكن لأحد أن يضمن بنسبة 100% أمان أى منتج دوائى إلا بعد سنين طويلة من استخدامه.

وأضاف: “عند درجة مقبولة من الأمان، وغياب أعراض جانبية خطيرة فى نتائج المرحلة الثالثة، يصبح استخدام الأدوية مقبولا بشكل علمى، مع التأكيد على ضرورات المتابعة، هذا هو الطب، وهذه هى مسيرة تطوره”.

 وتابع عوض: “التجارب السريرية هى الأبحاث والدراسات التى تجرى على البشر، لاختبار الأدوية واللقاحات والتقنيات العلاجية المختلفة … وتجرى هذه التجارب وفق ضوابط وقواعد صارمة تهدف إلى حماية البشر المبحوثين من أى أضرار صحية”.

الطاهر: سأبادر بأخذ اللقاح فور إتاحته

الدكتور إيهاب الطاهر، عضو مجلس نقابة الأطباء، وأمين عام النقابة السابق، قال: “أرى تخوف العديد من الزملاء من أخذ لقاح كورونا، واستدلوا على ذلك بعدم وجود أدلة علمية كافية على مدى فعالية أو أمان أى لقاح منهم على المدى المتوسط أو الطويل حتى الآن حيث أن جميع التجارب السريرية كانت قصيرة الأجل، وبالتالى يتخوفون من إحتمالات حدوث مضاعفات لا نعرفها بعد فترة من الزمن”.

وتابع: “يوجد رأى آخر متحمس لأخذ اللقاح استنادا لعدم إمكانية السيطرة على الوباء الذى يحصد أرواح الملايين بالعالم دون وجود لقاح فعال”.

وأضاف الطاهر: “أرى بالطبع أن الرأى المتحفظ على اللقاح له وجاهته العلمية، حيث لا يستطيع أحد أن يدًعى بداية بأنه يعلم كل شىء عن الفيروس نفسه، وبالطبع لا يستطيع أحدنا أن يجزم بمعرفة مدى فعالية أو مضاعفات أى لقاح على المدى المتوسط أو الطويل”.

واختتم الطاهر: “أنا شخصيا أؤيد الرأى الذى يفضل المبادرة بأخذ اللقاح فور إتاحته، ببساطة لأننى أرى أن إحتمال الإصابة بالمرض ومضاعفاته هو أعلى بكثير من إحتمال حدوث مضاعفات مستقبلية من اللقاح، وبالتالى حماية لأسرتى وأهلى وأخيرا لنفسى فإننى سوف أبادر بأخذ اللقاح فور إتاحته”.

وفي آخر حصيلة رسمية لضحايا كورونا أعلنت بالأمس، وزارة الصحة والسكان، عن خروج 165 متعافيًا من فيروس كورونا من المستشفيات، بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافيين من الفيروس إلى 104875 حالة.

وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه تم تسجيل 486 حالة جديدة ثبتتإيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى وفاة 22 حالة جديدة.

وذكر مجاهد أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الأحد، هو 121575 حالة من ضمنهم 104875 حالة تم شفاؤها، و6920 حالة وفاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *