ثائر نبيل يكتب: المدارس الدوليه وفقدان الهويه

كتبت عن المدارس الدوليه بمصر سابقا ومدحت فى المستوى العلمى وأساليب التعلم الحديثه بها ولكنى نوهت الى أن الأهالى يجب أن يأصلوا ويدعموا الناحيه الدينيه والأخلاقيه للأولاد ويحذروا من التقليد الأعمى للأعياد الأجنبيه والتقاليد الأجنبيه غير المناسبه لمجتمعنا وعدم التحدث الدائم باللغات الأجنبيه فى المدرسه والبيت بدلا من اللغه العربيه.

لا مانع أن يأخذوا من الأجانب احترام العمل واحترام والمحافظه على المواعيد والتفكير المبدع والابتكار ولكن أن نقلدهم فى ما لايناسب مجتمعنا الشرقى فهذا غير مستحب. على سبيل المثال فقد ذهبت لنادى معروف بزايد منذ يومين ووجدت عدد كبير من الأطفال والمراهقين يرتدون ملابس عيد الهالويين السوداء المرعبه وعلى وجوههم اللون الأحمر للدماء وعلى رؤؤسهم قبعات الساحرات الشريرات فى الثقافه الغربيه وبعضهم يضعون ساطور أو سكينه غير حقيقيه كأنها تنفذ من رأسهم فهالنى ما رأيت.

أولا عيد الهالوين ليس فى ثقافتنا المصريه القديمه ولا القبطيه ولا الاسلاميه ولا حتى الأفريقيه فلماذا نحتفل به ؟ أهيب بوزير التربيه و التعليم والأهالى والمدارس الدوليه والأجنبيه عدم الاحتفال به من فضلكم لان تقليد النموذج الأمريكى أو الغربى فى كل ما لا يخص مجتمعنا ولاأدياننا يفقدنا هويتنا. و قد خلق هذا التقليد الأعمى جيل جديد رافض للتقاليد المصريه الجميله وتبنى كل ما هو أجنبى من لغه وثقافه وأعياد غريبه عن مجتمعاتنا.
وتبنى مجتمعنا مثلا الآحتفال بالفالتين ربما ليس هناك ضرر من هذا الاحتفال لانه يدعم فكرة الحب والزواج وتقديم الهدايا للمحبوبه وهذا يزيد من المشاعر الانسانيه الجميله.

أما فكرة الهالوين على حد علمى ونقلا عن مصدر أجنبى هو اذاعة ال ب ب س أن أصلها يعود الى احتفال الكلت (أو السلت) وهي مجموعة الشعوب التي تنتمي إلى الفرع الغربي في مجموعة الشعوب الهندو-أوروبية، ومن امتداداتهم اللغوية والتراثية للشعب الأيرلندي والاسكتلندي، حسب بعض النظريات التاريخية. وكانت تلك الاحتفالات مرتبطة بمواسم الحصاد وجني المحاصيل. والعلاقة بين المواسم الزراعية والطقوس المرتبطة بالمجهول والقوى الخارقة.
في تفسير آخر، فإن الموضوع له علاقة بعيد كلتي يسمى “سامهاين”، يرتبط ببداية البرد والظلام (حيث يقصر النهار ويطول الليل). فوفقا للمعتقد الكلتي، يقع إله الشمس في أسر الموت والظلام يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول. وفي هذه الليلة تتجول أرواح الأموات في ملكوتها، وتحاول العودة إلى عالم الأحياء. ففي هذه الليلة كان الكهنة وقت اذن يقيمون عيدا كبيرا و كانوا يؤمنون أن إله الموت العظيم، و يسمى سامهاين يدعو في هذه الليلة كل الأرواح الشريرة التي ماتت خلال السنة و التي كان عقابها بأن تستأنف الحياة في أجساد حيوانات، وبالطبع كانت هذه الفكرة كافية لإخافة الناس لذا كانوا يوقدون مشعلة ضخمة ويلتزمون بمراقبة شديدة لهذه الأرواح الشريرة.
ولعل أكثر الاحتفالات ثراء تقام في المكسيك ودول أمريكا اللاتينية، حيث يعد الهالوين عيد مرح وفرح ومناسبة لتذكر الأصدقاء والأحبة الذين رحلوا. وماذا تعني عبارة حيلة أم حلوى؟ طقس يعرف باسم حيلة أم حلوى حيث يقوم الأطفال في فترة العيد بالتجول من منزل لآخر مرتدين أزياء الهالوين، ويطلبون الحلوى من أصحاب المنازل، وذلك بإلقاء السؤال حيلة أم حلوى؟ على من يفتح الباب، وهذه العبارة تعني أنه إذا لم يعط صاحب البيت أي حلوى للطفل فإنه سيقوم بإلقاء خدعة أو سحر على صاحب المنزل أو على ممتلكاته .
ارتبط الهالوين في العديد من الثقافات بثمار القرع، ولعل أهم رموزه ما يسمى بـ”مصباح القرع” . تقول أسطورة إن شخصا كلتيا يدعى جاك كان كسولا لا يحب العمل، يسكر ويقطع الطريق، وكل هذا بسبب وسوسة الشيطان. لكنه كان ذكيا وحين أراد جاك التوبة استدرج الشيطان وأقنعه بأن يصعد إلى قمة شجرة، وحين صعد الشيطان إلى قمة الشجرة حفر جاك صليبا في جذع الشجرة، ففزع الشيطان وبقي عالقا على قمة الشجرة . وحين مات جاك لم يسمح له بالدخول إلى الجنة بسبب أعماله، ولم يجد له مكانا في جهنم، بل حكم عليه بالتشرد الأبدي، وحتى لا يهيم في الظلام أعطي قبسا من نار جهنم. في الاحتفالات اللاحقة بالهالوين التي تستوحي قصة جاك، واستبدل القبس بجزرة، ثم استبدله الأمريكيون بثمرة القرع. وهكذا نشأ مصباح القرع وأصبح القرع كرمز ملازما للاحتفالات بعيد الهالوين في أمريكا الشمالية في وقت لاحق.
المشكله لا تكمن فى الاحتفال بعيد أجنبى أو أخر بل بما وراء هذه الأعياد لأن هؤلأ الاطفال المصريين بيفقدوا كل يوم لهم فى هذه المدارس أو المجتمعات الثريه بالكمبوندز فى مصر صلتهم باللغه الام والمجتمع المصرى وبالتالى الدين والتقاليد ومن ثم الهويه. و الآن عندما أتحدث مع بعض خريجى المدارس الدوليه فهم لا يريدون تكملت دراستهم الجامعيه بمصر ولا العيش والعمل بها. وبعضهم لا يؤمن بفكرة الزواج الرسمى بل يفضل العلاقات الجنسيه العابره بدون زواج. فهنيئا للاهالى السعداء أن اولادهم يتحدثون اللغات الأجنبيه أفضل من اللغه الأم. والذين سيتركون أهاليهم ويعيشون بالدول الأجنبيه ويصبحون أغراب فى بلاد الفرنجه ولا تستفيد بهم بلادهم ولا يعيشون مع أهاليهم الذين تفانوا فى تربيتهم ودفعوا ثرواتهم على تعليم هؤلأ الشباب. والذى سيجنى ثمار نجاح هؤلاء الدول الغربيه.
ثائر نبيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *