تطورات سد النهضة| إثيوبيا تصف بدء الملء بـ”النصر الدبلوماسي”.. واحتجاجات سودانية لمعالجة المخاطر.. ولقطات حديثة لارتفاع منسوب الخزان

محمود هاشم

وصفت الخارجية الإثيوبية، اليوم، بدء عملية ملء سد النهضة بـ”نصر دبلوماسي”، بالتزامن مع تصاعد التوتر في مصر والسودان حيال تعثر المفاوضات بشأنه.

وقال المتحدث باسم الوزارة، دينا مفتي، في مؤتمر صحفي، إن “ملء السد بنجاح نصر دبلوماسي عزز مصداقية إثيوبيا على الساحة الدولية”.

وأضاف مفتي: “لقد توصلت الدول الثلاث (إثيوبيا ومصر والسودان) إلى تفاهم مشترك وانتهت (القمة الإفريقية) بنجاح، وكان ذلك انتصارا للدول الثلاث”.

كانت إثيوبيا أعلنت، الثلاثاء الماضي، أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء خزان السد البالغة 4,9 مليار متر مكعب، التي تسمح باختبار أول توربنتين في السد.

وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، أعلنت الرئيسة الإثيوبية سهل- ورق زودي، الانتهاء من التعبئة الأولى لسد النهضة، قائلة في بيان: “اليوم تاريخي لإثيوبيا والإثيوبيين، أحلامنا تتحقق”.

وأضافت زودي: “لا شيء مستحيل إذا توحدنا وكرسنا ووقفنا متحدين نحو هدف مشترك”، وتابعت: “لقد وصل السد الآن إلى نقطة اللاعودة”.

واستكملت :”السد هو انتصار كبير لجميع أولئك الذين يسعون إلى جعل منطقتنا مصدرا للسلام والاستقرار، وهو أيضا انتصار عظيم لشعوب جميع الدول المشاطئة”.


وقال وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاشيو – في تصريحات له أمس أثناء حديثه في الاجتماع الدوري لمجلس التنسيق العام لسد النهضة- إن بناء سد النهضة أحدث تغييرا في الجغرافيا السياسية للمنطقة، وأضاف: “ما قمنا به من بناء سد النهضة هو بمثابة تغيير هذه الرؤية والأهداف، وأحدثنا تغييرا في التاريخ والجغرافيا السياسية للمنطقة وترسيخ العدالة، وسد النهضة ستكون آثاره إيجابية على شعوب المنطقة”.

واتفقت القمة الإفريقية المصغرة، التي عقدت مؤخرا، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الجنوب إفريقي ورئيس الاتحاد الإفريقي سيريل رامافوزا، ورئيسي الوزراء، السوداني عبد الله حمدوك، والإثيوبي آبي أحمد، على استمرار المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، مع إعطاء الأولوية لبلورة اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.

وفي سياق متصل، نظم مواطنون سودانيون في ولاية النيل الأزرق، أمس، وقفة احتجاجية تطالب بضرورة معالجة ودرء آثار السد.
وجاءت الاحتجاجات جاءت بمشاركة واسعة لتنسيقيات لجان المقاومة بالمدن (1-2-3-4-5-6-7) بجانب الفرق التراثية والشعبية، لافتة إلى أن المحتجين رفعوا لافتات تعبيرية تطالب بضرورة معالجة ودرء آثار سد النهضة، وفقا لوكالة الأنباء السودانية “سونا”.

وفي استطلاعات للوكالة وسط المشاركين في الوقفة الاحتجاجية طالب المتحدثين الحكومة الانتقالية للإسراع في معالجة آثار السد والآثار المتوقعة لملء البحيرة، خاصة جانب المياه على المجرى والمياه الجوفية، بالإضافة لتأثر الزراعة والإنتاج السمكي، وناشد المتحدثون الوفد الحكومي المفاوض في مباحثات سد النهضة بأهمية استصحاب التعويضات وحفظ حقوق المناطق المجاورة للسد.
صورة الوقفة 

وقال مصطفي محمد الفكي المدير التنفيذي لمحلية ود الماحي لـ”سونا”، إن “المواطنين نظموا وقفة احتجاجية سلمية وحضارية عبروا من خلالها عن مخاوفهم وقلقهم جراء المخاطر المتوقعة من سد النهضة ورغم الثقة العالية في المفاوض الحكومي، إلا أنهم كمحلية منوط بهم إيصال صوت المواطنين للجهات العليا.

وتابع: “تسلمنا مذكرة المواطنين بشأن سد النهضة وسنعمل على رفعها لوالي النيل الأزرق، فالمخاطر التي أشارت إليها المذكرة تتمثل في آثار السد على معاش المواطنين وتقلص مساحات الأراضي الزراعية وتراجع الإنتاج السمكي، فضلا عن تأثر الجنائن بسبب حجز الطمي”.

وقال محجوب الخليفة، أحد المشاركين، إن هناك مخاوف من الآثار السلبية لسد النهضة والأضرار المتوقعة على الزراعة بحوض الخزان والأضرار الصحية الأخرى التي قد تنتج من تراجع المياه على مجري النيل وتحولها لبرك ومستنقعات، مؤكدا أهمية ملء السد وفق المعايير الدولية وباتفاق الدول الثلاث على نظام الملء والتشغيل، والسعي لمعالجة السلبيات وترقية الإيجابيات لضمان عدم تضرر المواطنين على طول مجري النيل.

وأعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، تشكيل لجنة عليا برئاسته لمتابعة ملف سد النهضة، وبعضوية وزير شؤون مجلس الوزراء، وزير العدل، وزير الري والموارد المائية عضوا ومقررا، وزير الخارجية المكلف، مدير عام جهاز المخابرات العامة، مدير هيئة الاستخبارات العسكرية.

وحسب بيان لوزارة الري السودانية، أوكلت إلى اللجنة مهام متابعة ملف التفاوض حول سد النهضة لتعزيز مصالح السودان الاستراتيجية، ويحق للجنة في سبيل تنفيذ المهام الموكلة إليها تشكيل فرق عمل لمساعدتها في أداء أعمالها.

ووثق فيديو مصور بطائرة مسيرة ارتفاع منسوب المياه بخزان سد النهضة، بعد إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد انتهاء المرحلة الأولية لعملية ملء بحيرة سد النهضة هذا العام.

وهو ما أظهرته صور أخرى بالأقمار الصناعية أيضا.

وفي كلمته بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو، أمس، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن عقيدة مصر مبنية على احترام الآخر واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية حقوقها ومكتسباتها، لافتا إلى أن البلاد تواجه تحديات وتهديدات لأمنها القومي لم تمر بها عبر تاريخها الحديث.


وتبلغ تكلفة السد أكثر من 4 مليارات دولار، ويقع في غرب إثيوبيا على النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في العاصمة السودانية الخرطوم قبل مواصلة جريانه باتجاه مصر ليصب في البحر المتوسط، ويبلغ ارتفاعه 145 متراً.

وتأمل إثيوبيا أن تبدأ توليد الكهرباء من السد بحلول نهاية العام أو بداية العام المقبل على أبعد تقدير، وتبلغ قدرته المتوقعة أكثر من 5 آلاف ميجاوات، حسب تقديرات خبراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *