تريزة سمير تكتب: تجربتي مع “كورونا” وأوجاعها خلال ٣٠ يوما

أود ان أسرد لكم كل ما عشته عند إصابتي بفيروس(كورونا) او كوفيد ١٩، أيا كانت المسميات ولكن حقيقته واحده “الألم والمقاومة … للوصول إلى الحياة أو الموت”

أجد  أنه من الأمانة أن اكتب على جميع الأعراض التي عشتها أنا وزوجي عند إصابتنا بالفيروس،  حتى تكونوا على معرفة وعلم وتأكيد بأن الأعراض تختلف من مصاب لـ أخر، وحتى تتسع الرؤية لتفسير الأعراض المختلفة ربما لتنقذ إنسانا واحدا.

أولا: “السخونة” ارتفاع درجة حرارة الجسم ليست أساسية لوجود الفيروس من عدمه، فزوجي ارتفعت درجة حرارته على عكس حالتي .

ثانيا: ارتفاع درجة حرارة الجسم لا تكون مستمرة،  فيمكن ان تأتي وتمضي بالأيام ثم تعود مرة أخرى ويصحبها “السعال”

ثالثا: السعال يختلف من شخص لأخر، ربما يكون سعال جاف أو غير ذلك حسب تجربتنا.

وهذه المعلومة لم نكن على علم بها، فكان المتداول من معلومات يؤكد ان السعال في حالة كورونا،  يكون جافا وهذا غير صحيح مطلقا فزوجي كان يعاني من السعال غير الجاف، وانا كنت أعاني من السعال الجاف.

الأيام الأولى للفيروس…

يمكن ان تبدأ بإرتفاع درجة الحرارة أو بالصداع وآلام شديدة في العين، يصاحب ذلك تغيرات في شعورك بحاسه الشم،  فيتأثر الأنف، كنت أحيانا اشعر بسيولة في الأنف واحيان أخرى بالانسداد.

الأذن … كنت أشعر بضغط هواء في الأذن مع صعوبة في البلع، تتشابهة مع آلام اللوزتين، كنت قد قمت بعملية اللوز منذ سنوات عديدة فشعرت تكرار تلك الآلام .

الحنجرة: تكون صعوبة في البلع مع جفاف شديد في الفم والزور، فكنت لا استطيع النوم ساعتين متصلتين بسبب جفاف الفم، والحنجرة التي كانت في حالة تشبه الإنسداد الدائم أثناء النوم.

التنفس: من المؤسف ان الجهاز التنفسي يتأثر بشكل كبير، وتبدأ الأزمة من اليوم الخامس إلى أيام كثيرة (لكل شخص شعور مختلف)

وهذا الأمر شديد الخطورة، فعند صعوبة التنفس لابد من الذهاب إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن .

الجهاز الهضمي: يتأثر الجهاز الهضمي كثيرا جدا،  فالمغص والإسهال يستمر طوال فترة وجود الفيروس، لا أعلم السبب الطبي لهذا العارض ولكني فسرته بشكل منطقي ان الفيروس يهرب من الجسم، او أن مناعة الجسم تقوم بطرده إلى المعده  للتخلص منه … ربما

” الشعور بتكسير العظام والحاجة إلى النوم ”

هذا العارض يبدأ مع دخول الفيروس جسم الإنسان ، فالشعور إلى الحاجه  للنوم المتواصل في الأيام الأولى،  وشعور بعدم وجود طاقة يستمر حوالي أسبوعين، ثم يقل هذا الشعور تدريجيا.

من خلال تجربتي الشخصية، الاعراض لا تتوقف او تنتهي في اليوم الرابع عشر، فيمكن ان تطول المدة حتى تصل إلى شهر او ٣٥ يوما يكون الجسم في حالة دفاع، وحرب مع الفيروس .

وجود الأعراض واختفاؤها …

إنه مرض وبائي غريب يشبه اللصوص، يدخل الجسم ليحاول السيطرة على الوظائف الأساسية للهيكل الجسدي، ويحاول ضرب الجسد لتتوقف حياة الإنسان. 

فكنت خلال اليوم الواحد أعاني من آلام متعدده سواء الخاصة بالفم أو الأذن أو الحنجرة ، أو آلام الجهاز الهضمي المستمرة ليل .. نهار، أو صعوبة التنفس وألام في الصدر،  ثم تختفي كل الأعراض ساعة أو ساعتين ثم تعود بقوة … وهكذا

في بداية اليوم كنت أشعر أن المرض فارقني، وأحاول أن استمد الطاقة للحياة، وبعد ساعات قليلة تظهر الآلام المتعدده التي تجعلني أصارع الموت مرة أخرى… معركة صعبة ومرهقة حتى تقاوم الفيروس … آلام نفسية متعددة سوف اتحدث عنها بالتفصيل فيما بعد ..

كل ما أود التأكيد عليه ان اختلاف وتناقض الأعراض عن ما كنا نقرأ جعلنا نتأخر في عمل التحليل الخاص بفيروس “كورونا” ..لذا  فعليكم الاستيقاظ ومتابعة حالتكم الصحية،  ولا أقصد ان تعيشوا في هلع، ولكن بأيديكم ان  تنقذوا ما يمكن انقاذه من البشر، فأنتم لا تعلمون مناعة اجسادكم، وقوة وضعف غيركم، لذا فلا تراهنوا على أرواح من حولكم …

فإذا لا قدر الله شعرتم  بالأعراض البدائية والتي تشبه دور البرد الشديد ،  يمكنكم عزل انفسكم بشكل فردي داخل غرفة لمده ثلاثة أو اربعة أيام إذا لم تتفاقم الأعراض، وتوقفت، تكونون  بنسبه كبيرة  سالمين، أما إذا تطورت الأعراض فإذهب لعمل اختبار للإطمئنان ولإنقاذك وانقاذ من حولك…

اتمنى لكم السلامة في كل مكان عبر العالم.. وأن يزول الوباء من العالم ويعود السلام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *