تحذيرات من “تشيرنوبل جديدة” بعد قصف روسي لمحطة نووية أوكرانية.. وزلينسكي: إذا حدث انفجار ستكون نهاية أوروبا

الجنائية الدولية تطلق تحقيقا في جرائم حرب محتملة بأوكرانيا.. وأمين عام “ناتو”: الهجوم على المحطة النووية “طيش” 

وكالات  

أدى قصف بنيران القوات الروسية استهدف الجمعة محطة زابوريجيا النووية الواقعة في وسط أوكرانيا والأكبر في أوروبا إلى اندلاع حريق في مبنى للتدريب فيما طمأنت كييف لعدم تضرر أي معدات “أساسية” فيها. 

وقالت وكالة تفتيش المواقع النووية الأوكرانية في مقطع فيديو نشر على حساب المحطة على تطبيق تلجرام إنه “نتيجة لقصف للقوات الروسية على محطة زابوريجيا النووية اندلع حريق”. 

ولاحقا، طمأن أولكسندر ستاروخ، رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة زابوريجيا، إلى أن السلامة النووية لهذه المنشأة باتت “مضمونة”، وقال عبر فيس بوك إن “مدير المحطة أشار إلى أن السلامة النووية باتت مضمونة. بحسب المسؤولين عن المحطة، فإن مبنى للتدريب ومختبرا تضررا من جراء الحريق”. 

وقالت الوكالة التابعة للدولة في وقت القوات المسلحة للاتحاد الروسي ”احتلت أراضي محطة زابوريجيا النووية. يتحكم طاقم التشغيل بأقسام الطاقة ويؤمن تشغيلها وفقا لمتطلبات القواعد التقنية لسلامة التشغيل”. 

واقترح مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي إجراء زيارة إلى تشيرنوبيل للتفاوض مع أوكرانيا وروسيا على مسألة ضمان أمن المواقع النووية الأوكرانية. 

وقال جروسي للصحفيين “أبلغت الجانبين — جمهورية روسيا الاتحادية وأوكرانيا — بأنني حاضر،  للسفر إلى تشيرنوبيل في أقرب وقت ممكن”، وأضاف “يدرس الطرفان” إمكانية ذلك. 

وأعلنت الوكالة أن أوكرانيا لم ترصد “أي تغير” في مستوى الإشعاعات في المحطة بعد القصف والحريق، وقالت في تغريدة على تويتر إن “الهيئة الناظمة الأوكرانية أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لم يسجل أي تغير في مستويات الإشعاعات في موقع محطة زابوريجيا”، داعيا إلى وقف استخدام القوة قرب هذه المنشأة النووية، محذرة من “خطر جسيم” إذا ما أصيبت مفاعلاتها. 

وكانت كييف قد أبلغت الخميس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجود دبابات وعسكريين روس على مقربة من بلدة إنيرهودار التي تبعد كيلومترات قليلة عن محطة زابوريجيا للطاقة النووية. 

وتضم محطة زابوريجيا التي بنيت في 1985، حين كانت أوكرانيا لا تزال جزءا من الاتحاد السوفياتي السابق، ستة مفاعلات نووية وتوفر جزءا كبيرا من احتياجات البلاد من الكهرباء. 

وصباح الجمعة أعلنت أجهزة الطوارئ الأوكرانية أن القوات الروسية منعت فرق الإطفاء من الوصول إلى المحطة لإخماد الحريق، ولاحقا أعلنت أجهزة الطوارئ أن فرق الإطفاء تمكنت من الوصول إلى المحطة لإخماد الحريق. 

وفي 24 فبراير دارت معارك بين القوات الروسية والجيش الأوكراني قرب محطة تشرنوبيل للطاقة النووية المغلقة منذ 1986 حين وقع فيها أسوأ حادث نووي في التاريخ. 

ومحطة تشيرنوبيل التي تسيطر عليها حاليا القوات الروسية تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال كييف، وشهدت في 26 أبريل 1986 أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية إذ انفجر يومها مفاعل وتسبب بتلوث في 3 أرباع أوروبا تقريبا، ولاسيما في الاتحاد السوفييتي. 

وإثر الانفجار أجلي نحو 350 ألف شخص من محيط 30 كيلومترا حول المحطة التي لا تزال منطقة محظورة، وما تزال حصيلة الخسائر البشرية لهذه الكارثة موضع جد، وإثر هذا القصف اتهم الرئيس الأوكراني روسيا باللجوء إلى “الرعب النووي” والسعي “لتكرار” كارثة تشيرنوبيل. 

وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو “ليس هناك أي بلد آخر في العالم سوى روسيا أطلق النار على محطات للطاقة النووية. إنها المرة الأولى في تاريخنا، في تاريخ البشرية. هذه الدولة الإرهابية تلجأ الآن إلى الرعب النووي”، وأضاف أن “أوكرانيا لديها 15 مفاعلا نوويا. إذا حدث انفجار، فستكون نهاية كل شيء، ستكون نهاية أوروبا، سيتم إخلاء أوروبا”. 

وبحث الرئيس الأوكراني هذا التطور مع كل من نظيره الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن “حض روسيا على وقف أنشطتها العسكرية في المنطقة والسماح لفرق الإطفاء وطواقم الإنقاذ بالوصول إلى موقع” المحطة. 

وقال كوليبا “إذا انفجرت فسيكون الانفجار أكبر بعشر مرات من تشيرنوبل! على الروس أن يوقفوا القصف فورا وأن يدعوا فرق الإطفاء تصل إليها وأن يسمحوا بإقامة منطقة أمنية حولها”. 

ووصف أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج هجوم روسيا على محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا بأنه “طيش”. 

ودعا ستولتنبرج روسيا إلى سحب قواتها من أوكرانيا والانخراط في جهود دبلوماسية لتسوية الصراع، وجاءت تصريحات الأمين العام مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال اجتماع لوزراء خارجية الناتو في بروكسل اليوم الجمعة. 

وأطلق المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في احتمالية ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا عقب الغزو الروسي للبلاد. ودعا خان الأفراد الموجودين حاليا في منطقة الحرب للإبلاغ عن الجرائم المحتملة للمحكمة. 

وقال كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إن فريقا غادر المحكمة في لاهاي متوجها إلى “منطقة أوكرانيا” لبدء تحقيق في جرائم حرب محتملة، وجاءت مغادرة الفريق بعد ساعات من قول خان إنه سيبدأ جمع أدلة في إطار تحقيق رسمي فُتح بعد غزو روسيا لأوكرانيا الذي بدأ يوم 24 فبراير. 

ويعتزم المدعي العام حاليا التواصل مع كل الأطراف الضالعة في الصراع، ودعا أيضا كل الأطراف إلى الالتزام بقواعد القانون الدولي. وأعلن خان عن قراره بفتح تحقيقات مساء الأربعاء. 

وقال في بيان “لا يمتلك أي فرد في الوضع الأوكراني رخصة لارتكاب جرائم في نطاق اختصاص المحكمة الجنائية الدولية”. وأضاف أن التحقيق بدأ بعد إحالات من 39 دولة طرف في المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا وجورجيا، ينظر الادعاء حاليا في جرائم حرب محتملة وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت على الأراضي الأوكرانية منذ نوفمبر 2013. 

ويشمل القمع الدموي للتظاهرات المؤيدة لأوروبا في 2014-2013، فضلا عن احتلال شبه جزيرة القرم في عام 2014 والقتال فيشرق أوكرانيا منذ ذلك العام، وكذلك جرائم محتملة منذ غزو روسيا الذي بدأ الأسبوع الماضي. 

يشار إلى أن أوكرانيا ليست طرفا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، إلا أنها قبلت اختصاص المحكمة للتحقيق في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على أراضيها، وفقا للمدعي العام. ولا تعترف روسيا بالمحكمة. 

وتحاكم المحكمة الجنائية الدولية، التي تضم 123 دولة في عضويتها، الأفراد المسؤولين عن أسوأ الفظائع عندما تكون دولة ما غير قادرة أو غير راغبة في القيام بذلك. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *