بكرة يخلص الكابوس| سناء سيف تكمل عامها الـ27 في محبسها.. وأسرتها وأصدقاؤها: كل عام وأنتِ حرة

منى: إخواتنا بيكبروا جوه السجون.. مهما حاولت أشرح معاناتنا وآلاف الأسر مفيش حاجة كفاية توصف

خالد علي: لو فتح قانونهم أبواباً للخروج مقابل صمتها تبتسم وترفض المساومة أو إنكار أى شىء قامت به.. فخور أنني أحد المدافعين عنها

جمال عيد: سناء جزء مهم من الإصرار على التماسك والمقاومة.. بنت أحمد سيف وليلى سويف مبتجبش ورا

إكرام يوسف: حرة يا سناء تسلم البطن اللي شالتك.. عقبال أعياد جاية كتير فرح وحرية وحياة تليق بكم

محمود هاشم

تحل اليوم ذكرى ميلاد الناشطة السياسية الشابة سناء سيف، التي تكمل ربيعها الـ27، وبدلاً من الاحتفال بميلادها وسط أسرتها، ما تزال ابنة المناضل الحقوقي الراحل أحمد سيف الإسلام، والدكتورة ليلى سويف، رهن الحبس الاحتياطي في سجن القناطر بدعوى اتهامها بنشر أخبار كاذبة وإهانة رجل شرطة، لكن ذلك لم يمنع أحبابها من تهنئتها بعيد ميلادها، آملين في انتهاء هذا الكابوس خروجها وشقيقها الناشط عبلاء عبدالفتاح، للاحتفال بهما خارج أسوار السجن، تحت سماء لا تحيطها أسوار الزنزانة.

منى سيف، شقيقة سناء، قالت: “النهاردة عيد ميلاد سناء، بتتم ٢٧ سنة لوحدها في زنزانة في سجن القناطر، سناء تالت مرة تتحبس في عهد السيسي، مهما حاولت أشرح يعني إيه العيشة اللي إحنا – وآلاف الأسر والمعتقلين – عايشينها، مفيش حاجة كفاية توصف “.

وأضافت: “النهاردة صديقي حسام بهجت شير ستاتس كان كاتبه في ٢٠١٤ في نفس اليوم، لما قريته قلت يمكن يخبطكم زي ما خبطني ويشرحلكم جزء من وقع النهاردة علينا”.

وتابعت منى: “دي حياتنا، إخواتنا بيكبروا جوة سجون السيسي، عشان هوسه هو وأمن دولته ونيابتهم بأنهم يفرموا أي حد لسة عنده طاقة يعارضهم أو يحكي عن جرايمهم”.

المحامي الحقوقي خالد علي، لم ينس سناء في عيد ميلادها، وأعرب عن فخره أنه أحد المدافعين عنها، واصفا إياها بأنها من أشجع وأقوى من حضر معهم تحقيق ومحاكمة، في كل تفصيلة من سلوكها أو كلامها فى القضية لا تملك إلا الانبهار من ثباتها ومصداقيتها واستعدادها لدفع أى ثمن مقابل تمسكها بكل ما تؤمن به وتدافع عنه، وحتى لو فتح قانونهم وإجراءاتهم أبواباً للخروج مقابل صمتها فقط،  تبتسم وترفض المساومة، وتفضل السجن على إنكار أى شىء قامت به.

وأضاف: “في قضية إهانة القضاء طلبت منا عدم تقديم أي دفاع، وأعتقد أن المحقق ذاته كان منبهرا من موقفها، وحكم عليها بـ6 أشهر  غيابيا، رفضت المعارضة وسلمت نفسها لتنفيذ الحكم دون تقديم أى دفاع عنها بناء على طلبها”.

وواصل “فى القضية المتداولة، قالت أيوة  شتمت الضابط لأنه هو والقوة بتاعته شايفين البلطجية بيضربونا أنا وأمي وأختي وبيسرقونا بالإكراه، وإحنا قاعدين الفجر أمام بوابة السجن، وبدل من حمايتنا من التعدي، كانوا بيدفعونا نحو البلطجية عشان يكملوا ضرب وسرقة فينا، لو عايزين تحاسبوني على الشتيمة، حاسبوهم على ضربنا وسحلنا وسرقتنا والتنكيل بأخويا اللي كنا عايزين منه مجرد جواب”.

أما المحامي الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، رأى أن جزءا مهم من الإصرار على التماسك والمقاومة هو صلابة سناء.

وتابع: “سناء بنت أحمد سيف وليلى سويف، أخت منى وعلاء، مبتجبش ورا، أتربت كده، تتمسك بحقها وتصر على مبادئها، سناء زي ما قالت ماهينور المصري: مبتحبش السجن، بس مش بتخاف منه”، مستكملا: “كل سنة وأنتِ طيبة وسيف وإحنا كلنا فخورين بيكي، ربنا يفك سجنك أنتِ وكل المظاليم والأبرياء الشجعان”.

الصحفية الكبيرة إكرام يوسف، والدة المحامي المحبوس والنائب البرلماني السابق زياد العليمي، بعثت برسالة إلى سناء عبر حسابها على “فيسبوك”، قائلة: “حرة يا سناء، تسلم البطن اللي شالتك، وربنا يحفظك أنت وإخواتك ويفرحك بيهم يا ليلى سويف قريب، كلهم حواليكي وما تتفرقوش عن بعض أبدًا، عيد ميلاد الحرة، يا رب عقبال أعياد جاية كتير فرح وحرية وحياة تليق بكم”.

وفي وقت سابق، قالت منى سيف إن محكمة الجنايات بالقاهرة، قررت تأجيل محاكمتها في اتهامها بنشر أخبار كاذبة وإهانة رجل شرطة، لجلسة 12 يناير المقبل.

وأضافت، بشأن تفاصيل الجلسة الأخيرة في منتصف ديسمبر الحالي: “أهم حدث اليوم، طلب الاطلاع على دفاتر بوابة السجن اللي بيتسجل فيها تواجدهم وورديات شغلهم اتنفذ، والاثنين أمناء الشرطة اللي دعموا بلاغ الضابط ضد سناء، وشهدوا أن ماما وسناء تعدوا عليه يوم ٢٠ يونيو في طرة، مكانوش موجودين أصلا يومها في طرة ومش متسجلين بالدفتر”.

كانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، قالت إن المحكمة في الجلسة السابقة استمعت لهيئة الدفاع عن سناء ومحامييها واستجابت لبعض طلباتهم ومنها، سماع ومناقشة الضابط مقدم الشكوى المقدم محمد النشار، واثنين من أمناء الشرطة بحراسة بوابات سجن طرة.

كما قررت المحكمة آنذاك تفريغ كاميرات مدخل مكتب النائب العام بالتجمع الخامس والتصريح باستدعاء وسماع شهود النفي، وقبول الادعاء المدني بالتعويض من قبل الضابط ووزير الداخلية.

وكانت قوة أمنية ترتدي زيا مدنيا ألقت القبض على سناء سيف، في 23 يونيو الماضي من أمام مبنى النائب العام أثناء تقديمها وأسرتها وبرفقتها عدد من المحامين شكوى ضد الاعتداء عليهن أمام سجن طرة أثناء محاولتهن الحصول على جواب من علاء عبد الفتاح، ثم ظهرت أمام نيابة أمن الدولة العليا كمتهمة وتم توجيه لها تهم نشر أخبار كاذبة والترويج لأفكار إرهابية وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإساءة استخدام موقع علي شبكة الإنترنت لنشر وترويج للأفكار الإرهابية، و تم إضافة تهمتين جديدتين، هما إهانة مقدم شرطة (محمد النشار) بالقول أثناء تأدية وظيفته، سب مقدم شرطة (محمد النشار) عن طريق النشر بألفاظ تتضمن خدشاً للشرف والاعتبار في 9 أغسطس الحالي، وذلك رغم تقدم محامو سناء بشكوى ضد الضابطين في 23 يونيو ولم تستمع النيابة لأقوالها.

وقال نبيه الجنادي المحامي إن أمر الإحالة إلى الجنايات جاء اتهامها بأنها أذاعت عمدًا أخبار وبيانات كاذبة من شأنها إثارة الفزع بين الناس، ادعت فيها كذبًا بتفشى جائحة فيروس كورونا داخل السجون المصرية وغياب التدابير الوقائية منه، وسبت بطريق النشر موظفًا عامًا، رئيس مباحث منطقة سجون طرة بأن أسندت على صفحتها على موقع فيس بوك الفاظًا نابية كان من شأنها خدش اعتباره وشرفه.

كما تضمن أمر الإحالة اتهام سناء باستخادم حساب خاص على شبكة الإنترنت بهدف ارتكاب جريمة معاقب عليها قانونا، بأن استخدمت حساب (Sanaa seif) على موقع فيسبوك بهدف ارتكاب الجريمتين محل الاتهامين السابقين، وأنها حال كونها عائدة، أهانت بالقول أحد رجال الضبط أثناء تأدية وظيفته، بأن أهانت مقدم الشرطة، بالتعدي عليه بالقول لفظًا وبالتهديد وعيدًا حال تواجدها بمنطقة سجون طرة إبان توليه أعمال تأمين السجن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *