بعد 4 سنوات حبس بسبب “سترة”.. يوم حرية محامي الغلابة محمد رمضان: ساعات انتظار ودموع وفرحة وأحضان وأمنيات للمظاليم

كتب- محمود هاشم 

أكثر من 8 ساعات كاملة قضتها أسرة وأصدقاء المحامي الحقوقي ومقرر الحريات في أمانة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بالإسكندرية محمد رمضان، أمام سجن القناطر، منذ بداية صباح اليوم الاثنين، انتظارا لتنفيذ قرار إخلاء سبيله بعد ما يزيد عن 3 سنوات ونصف من الحبس الاحتياطي. 

طغت السعادة ودموع الفرح بانتهاء المعاناة على لحظة خروج رمضان من خارج بوابة السجن، بينما كان الجميع في استقباله بالأحضان، لم يكونوا يريدون تصديق الخبر إلا بعد رؤيته بينهم، خاصة بعد وعود كثيرة وقرارين بإخلاء سبيله لم يدخلا حيز التنفيذ سابقا. 

المهندس طلعت فهمي، الأمين العام لحزب التحالف الشعبي، والمحامية الحقوقية ماهينور المصري، كانا من بين المنتظرين أمام بوابة السجن، مع أسرة رمضان وأصدقائه، منذ الثامنة صباح اليوم، للاحتفال بخروجه الذي تم في حوالي الرابعة عصرا، بينما ظلوا طوال هذه الساعات ممنوعين من الاقتراب أو الدخول، يقول فهمي لـ”درب”.  

ويضيف: “إدارة السجن طلبت شقيق المحامي الحقوقي – أحمد رمضان – لاستلامه، لكنه قضى ما يقارب 5 ساعات بالداخل إلى حين الخروج به، بدعوى استكمال الإجراءات، بينما ظلت شقيقته وزوجته وأبناؤه بالخارج في انتظاره، بعد قدومهم من محافظة الإسكندرية منذ فجر اليوم، حتى أن شقيقته رفضت الجلوس، وأصرت على البقاء واقفة وعينها تتجه نحو بوابة السجن إلى حين خروجه. 

لم تستوعب بنات رمضان الصغيرات لحظة خروجه، بعد 3 سنوات ونصف من غيابه الاضطراري، فبدت عليهن علامات الاندهاش المختلطة بالفرح، حتى أنه خاطب إحداهن، قائلا: “أنا والدك، لا تستغربين”. 

خارج بوابة القناطر كان تنتظر 3 نساء أخريات، تحكي كل منهن أن لديها ابنتان محبوستان داخل السجن، لا يعلمن مصير كل منهن في الداخل، بينما يعانين من أجل إيصال الزيارات لهن، والانتظار لساعات إلى حين تسليمها، في الوقت ذاته كان أحد أهالي المحبوسين في انتظار خاله، الذي أخلي سبيله مع رمضان، نظرا لظروفه الصحية، بينما ما يزال ابنه محبوسا، حسب ما يحكي فهمي. 

رئيس حزب التحالف الشعبي مدحت الزاهد الكاتب الصحفي مدحت الزاهد، رحب بقرار إخلاء سبيل رمضان، معبرا عن أمله في أن تلحقه قرارات تشمل الإفراج عن جميع سجناء الرأي الآخرين.  

“رمضان أمضى أطول مدة في الحبس من بين سجناء الحزب، من دون أي مبرر لتحميله كل هذه المعاناة، خاصة مع صدور قرارين سابقين بإخلاء سبيله، كل ما فعله هو ارتدائه سترة صفراء تعبيرا عن التضامن مع الاحتجاجات الشعبية في فرنسا التي خرجت في مايو 2018″، يوضح الزاهد لـ”درب”. 

ويتساءل: “ما الذي كان يضير النظام من تفاعل محامي يساري وطني مع القضايا العامة لمدافعين عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية في أي مكان في العالم، إذا كان هذا الأمر مزعجا إلى هذا الحد كان من الممكن مجرد التنبيه بشأنه – وإن كان أمر مثل ذلك لم يكن يستدعى حتى التنبيه كونه حق طبيعي لكل مواطن – بدلا من تكبيده كل هذه السنوات من حياته وحياة أسرته داخل أسوار السجون، مثله كان ينبغي تكريمه لا حبسه”. 

كان رمضان وما يزال مؤمنا بالمحاماة كمهنة نبيلة للدفاع عن المهمشين والمظلومين وقضايا الحريات، حتى أن اسمه اقترن بلقب “محامي الغلابة”، فكان يفتح بابه للدفاع عن كل صاحب حق من دون مقابل في أحيان كثيرة. 

مؤسسة حرية الفكر والتعبير، قالت إن نيابة أمن الدولة العليا قررت إخلاء سبيل المحامي الحقوقي محمد رمضان عبد الباسط، اليوم الاثنين، بضمان محل إقامته، على ذمة ثالث قضاياه التي تحمل رقم 910 لسنة 2021 حصر أمن دولة عليا.   

وألقت قوات الأمن القبض عليه في ديسمبر 2018، بعد ظهوره في صورة على حسابه بـ”فيسبوك” يرتدي سترة صفراء، تضامنا مع مظاهرات أصحاب السترات الصفراء في فرنسا آنذاك.  

وبينما كان ينتظر رمضان تنفيذ قرار إخلاء سبيله الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة في 16 يونيو 2021، فوجئ محاميه بعرضه أمام نيابة أمن الدولة في قضية جديدة حملت رقم 910 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، وقررت حبسه 15 يوما احتياطيا على ذمتها.   

وكان يواجه رمضان في قضاياه المختلفة اتهامات متشابهة ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها”. 

يستكمل الزاهد: “نتمنى أن يكون الإفراج عن محامي الغلابة وغيره إشارة إيجابية بتغير النهج الأمني في التعامل مع أصحاب الرأي، الوصول إلى نتيجة أن الفكر يجب مناقشته بالفكر والحوار وليس بالحبس والاستهداف والتنكيل”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *