بعد الانتقادات لطريقة ترميم المقام.. شيخ الأزهر من داخل السيدة نفيسة: يجب الحفاظ على المساجد التاريخية والمعالم التراثية لأنها جزء من الهوية  

كتب: عبد الرحمن بدر 

زار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ظهر اليوم الاثنين، مسجد السيدة نفيسة، وتفقد المسجد بعد الانتهاء من عمليات تطوير وتجديد المسجد.  

وذكرت صفحة صوت الأزهر، الاثنين، أنه كان في استقبال شيخ الأزهر، الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، حيث رافق شيخ الأزهر داخل المسجد مستعرضًا أعمال التطوير والتجديدات التي تمت في كل أركان المسجد.  

وأكد الإمام الأكبر على أهمية الحفاظ علي المساجد التاريخية والمعالم التراثية باعتبارها جزء من الهوية المصرية والحضارة الإنسانية. 

يشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتح منذ أسابيع أعمال تطوير المسجد، ولم تدم حالة الاحتفاء الرسمي بافتتاح مسجد ومقام السيدة نفيسة طويلاً، فسرعان ما أثار التطوير الأخير غضب كثير من المختصين في الآثار والعمارة، والمهتمين بالتراث، بسبب فقدان المكان هويته الأصيلة التي عرف بها لعقود. 

ومن أبرز الانتقادات التي جرى توجيهها إزالة عناصر معمارية كانت جزءاً أصيلاً من المكان، وصبغ التصميمات بألوان صاخبة ممزوجة باللونين الذهبي والفضي، فضلاً عن انتحال خطوط عربية من دون الإشارة إلى أصحابها، وكذلك استعارة زخارف فنية مفتوحة المصدر من شبكة الإنترنت، بغير بصمة إبداعية خاصة. 

في ظل هذه الانتقادات الحادة، يتهم البعض طائفة البُهرة بفرض رؤيتها الفنية على تطوير مقامات آل البيت ومساجدهم، وصبغها بهوية بصرية دخيلة على التراث المصري، فيما يرى آخرون أن المسؤولية تقع على عاتق الجهات الحكومية بالأساس، كونها المسؤولة عن الإشراف والمراقبة. 

بدورها أكدت المهندسة جاكلين سمير المشرفة العامة على تطوير مساجد آل البيت بشركة المقاولون العرب، أن الانتقادات التي تم توجيهها لترميم مسجد السيدة نفيسة عارية تماما من الصحة وغير حقيقية، لأننا نعمل وفقًا للمعايير الأثرية والتراثية، ورغم أن المسجد ليس تابعًا للآثار إلا أننا عاملناه معاملة الأثر ولم يتم تغيير أي شيء ولدينا توثيق كامل للمسجد قبل الترميم وبعد الترميم، بالصور والفيديو. 

وأضافت: “الناس لا تتذكر الآثار المهدمة، إلا بعد أن ننتهي منها ونحن هنا نتساءل، أين كنتم أيها النقاد وقت أن تهدمت الآثار وأوشكت على الانعدام وكادت تخرج من منظمة اليونسكو؟”.  

وتابعت: “نعيد الآن توظيف كل المباني الأثرية على طراز شارع الشانزلزيه التاريخي، ومدينة البندقية الأثرية وغيرها من الأماكن العالمية التي تكتسب شهرة واسعة رغم أنها لا تمتلك عشر آثارنا”، مشيرة إلى أن ترميم مساجد آل البيت ليس لعبة، لأنه يمس العقيدة. 

وذكرت المهندسة جاكلين، في تصريحات صحفية، أنها حصلت على جائزة الترميم الدولية من الولايات المتحدة الأميركية، عندما أشرفت على ترميم كنيسة مارجرجس اليونانية المعلقة في مجمع الأديان بمنطقة مصر القديمة في القاهرة، كما حصلت على العديد من الجوائز والإشادات الدولية في ترتيب مساجد آل البيت مثل مسجد الحسين وغيره. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *