انتهاكات إسرائيلية| بيوت استيطانية متنقلة في بيت لحم.. وأسرى بالحجر الصحي بسبب كورونا.. وتنسيق لـ”انتفاضة شاملة”

 محمود هاشم

نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي بيوتا متنقلة في أراض جرفتها في قرية كيسان شرق محافظة بيت لحم، اليوم الثلاثاء، في إطار سعيهم للسيطرة على المزيد من الأراضي في المنطقة التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين باستمرار.

وقال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، إن قوات الاحتلال نصبت اليوم الثلاثاء، بيتين متنقلين في أراضي قرية كيسان، قرب مستوطنة “إيبي هناحل”، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية.

وتعود ملكية الأراضي لمواطنين يوجدون في الأردن، وتقدر مساحتها بأكثر من 50 دونما، ويشار إلى أن جرافات الاحتلال تعمل على تجريف الأراضي منذ أسبوعين.

إخطارات هدم ووقف بناء

كما سلمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، إخطار هدم ووقف البناء لغرف زراعية في بلدة الزاوية غرب سلفيت، وقال رئيس بلدية الزاوية محمود موقدي لوكالة “معا”: إن سلطات الاحتلال وضعت إخطار هدم ووقف العمل لغرفة زراعية وقعدة تعود للمواطن ابراهيم أسعد شقير في المنطقة الغربية من البلدة وهي ما تعرف بالكرند.

وقال إبراهيم شقير إن الاحتلال سلمهم إخطارا بهدم ووقف بناء لغرفة زراعية وحمام وقعدة، تقام على مساحة 100 متر مربع، حيث بنوها من الزنك، قبل شهرين، والحجة أنها بمنطق مصنفة بـ “ج”، وأضاف أن هناك فترة للاعتراض وهي غير كافية، حيث تمتد إلى 11 أغسطس، وتابع: “سأرفع قضية لأن الأرض ملك لنا”.

كورونا في المعتقلات.. الأسرى في خطر

ونقلت إدارة سجن “ريمون” مجموعة من الأسرى إلى الحجر الصحي، بعد إصابة سجانين وعناصر من وحدات القمع “النحشون” بفيروس كورونا المستجد.

ووفقا للأسرى، تم إعلان حالة الطوارئ وإغلاق الأقسام ومنع الحركة بينها، كما تقرر أخذ عينات من مجموعة أخرى من الأسرى، عدا عن الأسرى الذين تم حجرهم.

جاء ذلك بعد الإعلان، أمس، عن إصابة الأسير المحرر محمد الحزين من مخيم قلنديا، بعد الإفراج عنه بيوم من سجن “النقب الصحراوي”، حيث كان يقبع في قسم (22) في السجن، قبل تحرره، وطالب أسرى سجن “النقب الصحراوي”، بأن يكون هناك لجنة طبية تستقبلهم فور الإفراج عنهم قبل مخالطتهم لأي شخص، واتفق نادي الأسير ووزارة الصحة بأن يتم العمل بهذا الإجراء.

وقال نادي الأسير، في بيان، أنه ورغم استمرار التحذيرات من انتقال الفيروس للأسرى عبر السجانين وقوات “النحشون”، والدعوات للضغط على الاحتلال، بالإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن على وجه الخصوص، فإن سلطات الاحتلال على العكس تستمر في عمليات الاعتقال، ومنهم كبار السن والمرضى والجرحى، عدا عن أن السجون في مرات سابقة تتسم بأنها بيئة خصبة لانتشار الوباء، خاصة مع حالة الاكتظاظ في الأقسام والزنازين.

تصعيد المقاومة الشعبية.. وجبهة وطنية موحدة

وبحثت لجان المقاومة الشعبية، في اجتماع اليوم بحضور نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، وأعضاء اللجنة المركزية، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، وممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، سبل وأساليب تصعيد المقاومة الشعبية، لإزالة البؤر الاستعمارية ودحر المستعمرين منها التي انتشرت في أكثر من 20 منطقة في الأراضي الفلسطينية، وتفعيل وتصعيد المقاومة الشعبية بشكل عام في الأراضي الفلسطينية ضد الاحتلال.

واتفق المجتمعون على تطوير وتفعيل التنسيق الميداني بين كافة القوى السياسية واللجان الشعبية والمؤسسات ونشطاء المقاومة، والعمل على بناء جبهة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية وصولاً للانتفاضة الشاملة.

كما تم الاتفاق على تطوير الجهد الشعبي في مدينة القدس المحتلة وقراها وبلداتها ومدها بكل مقومات البقاء والصمود في وجه سياسات التطهير العرقي التي تتعرض لها واستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، رفضاً لمشاريع الأمر الواقع وبكل السبل المتاحه ، وموجهين التحية للأخ محافظ القدس عدنان غيث وجميع أسراها، مع توفير أسباب الدعم والصمود لأهالي مدينة الخليل.

وتم اعتبار مقاطعة المنتجات الإسرائيلية محلياً ودولياً، ورفض التطبيع جزءً أساسياً من أشكال المقاومة الشعبية التي يجب رفع مستوى الوعي والمشاركة فيهما على كل المستويات.

واتفق المجتمعون على إنشاء موقع إلكتروني متطور وقاعدة بيانات ونشرات إلكترونية دورية بعدة لغات لتصبح مرجعية للمؤسسات المحلية والدولية ومرجعية للأبحاث والدراسات وموقع فعال لنشر فعاليات وبرامج اللجان الشعبية والقوى والفعاليات وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان.

وانتهى الاجتماع إلى وضع خطة وطنية لتجنيد أوسع حملات تضامن دولي مع الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع على الأرض لكسر قرار الاحتلال بتقييد حركات التضامن مع الشعب ومنع النشطاء من زيارة فلسطين، عبر التنسيق مع السفارات والجاليات والاقاليم خارج الوطن.

وشملت توصيات الاجتماع بناء عمق عربي سياسي وشعبي يتبنى نضال شعبنا وحقوقنا المشروعة لتصدي لعمليات التطبيع ويؤسس لتفعيل دور الأحزاب والقوى الشعبية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات في إسناد ودعم نضال الفلسطينيين على كل المستويات العربية والدولية.

وتم رفع درجة التنسيق بين فصائل العمل الوطني وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان واللجان الشعبية ولجنة المقاومة الشعبية في المجلس الوطني والمجتمع المحلي في إطار اللجان الوطنية للمقاومة الشعبية، مع تفعيل دور لجان الحماية والحراسة وتطوير التنسيق فيما بينها وتوفير ما يلزم لحماية الأرض والسكان والممتلكات العامة من اعتداءات عصابات المستعمرين المستوطنين.

واتفقت الجهات المجتمعة على تصعيد الفعل الشعبي المقاوم ضد البؤر الاستعمارية التي تقام في الأراضي الفلسطينية، وتعميم نماذج المقاومة الشعبية الناجحة، كما جرى مؤخراً في عدة مواقع مختلفة، مع وضع برنامج نضالي شامل شهري ليكون هادياً لكافة اللجان الوطنية للمقاومة الشعبية.

تقييدات المعابر.. ممنوع من السفر

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين، إقدام سلطات الاحتلال بالأمس، وللمرة الثانية على التوالي، على منع 11 مواطنا من السفر عبر معبر الكرامة كانوا في طريقهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية ضمن دفعات العالقين في الوطن.

وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن منع المواطنين الفلسطينيين من السفر جاء تحت ذرائع وحجج واهية منها، أن جوازات سفر بعضهم تم تجديدها حديثا من دولة فلسطين ولم يتم تسجيلها لدى دولة الاحتلال، وحالات أخرى تم منعها من السفر علما بأن جوازات سفرها الفلسطينية صدرت في عام 2018، ما اضطر المواطنين لاستصدار “تصاريح” ليتمكنوا من السفر مرة أخرى عبر معبر الكرامة.

وأكد الوزارة أن هذه الإجراءات من أشكال العقوبات الجماعية وانتهاكا صارخا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف والعهدين الخاصين بحقوق الإنسان السياسية والاجتماعية والثقافية، وهي أيضا محاولة لابتزاز الجانب الفلسطيني والضغط عليه للتراجع عن قرار قطع العلاقات مع دولة الاحتلال.

وأكد السفير أحمد الديك، وفق البيان، إدانة وزارة الخارجية والمغتربين لهذه الإجراءات التعسفية والعنصرية، واعتبرها اعتداء استفزازيا على أحد أهم رموز الهوية والسيادة الفلسطينية، ومخططا إسرائيليا يهدف إلى تدمير وتخريب الانجازات التي حققتها دولة فلسطين لشعبنا، وإمعانا إسرائيليا واضحا في التمرد على الاتفاقيات الموقعة والتنكر لها والانقلاب عليها.

وطالب الديك المؤسسات الدولية المختصة والأمين العام للأمم المتحدة والسيد نيكولاي ميلادينوف منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، والدول السامية المتعاقدة والموقعة على اتفاقيات جنيف تحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والاخلاقية تجاه شعبنا وحقوقه، واتخاذ ما يلزم من الاجراءات التي يفرضها القانون الدولي لردع الاحتلال واجباره على الانصياع للشرعية الدولية وقراراتها.

اعتداءات مستمرة.. وشعب صامد

وأدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. حنان عشراوي الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية الخطيرة والمستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكدت في بيان، اليوم، أن هذا التصعيد المتواصل يعود إلى المعاملة الخاصة التي تحظى بها دولة الاحتلال من قبل المجتمع الدولي وعدم إخضاعها للقانون الدولي والمساءلة والمحاسبة، فضلا عن الدعم الذي تتلقاه من الإدارة الأمريكية واستغلالها للوقت الحالي قبل إجراء الانتخابات الأمريكية لفرض أمر واقع على الأرض، لاستكمال مخططاتها الاستيطانية الاستعمارية القائمة على التوسع والضم.

وحذرت عشراوي من تداعيات الممارسات والإجراءات الإسرائيلية الخطيرة في القدس، والتي شملت مؤخرا هدم عدد من منشآت المواطنين الزراعية والحيوانية في بلدة العيسوية، وتجريف نحو 14 دونما، ومواصلة المداهمات والاعتقالات والاستدعاءات لأبناء القدس ومسؤوليها بما في ذلك استدعاء مخابرات الاحتلال أمين عام المؤتمر الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة، ومواصلة اعتقال محافظ القدس عدنان عيث ومدير المخابرات فيها العميد جهاد الفقيه، ونائب أمين سر حركة فتح في بلدة العيزرية سامي أبو غالية، واعتقال الشقيقين عبادة وعدي دنديس بعد مداهمة منزليهما في حي واد قدوم من سلوان وتفتيشه بطريقة وحشية والعبث بمحتوياته، بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة على المقدسات الدينية الاسلامية والمسيحية ومواصلة اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين ودعوتهم مؤخرا إلى اقتحامه الخميس المقبل.

كما أشارت إلى التصعيد الاسرائيلي في المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية بما في ذلك الإخطار بهدم منزلين أحدهما قيد الإنشاء، وبوقف العمل بحظيرتي أغنام والاستيلاء على رافعة شوكية تابعة لبلدية الخليل في قرية بيرين شرق الخليل. وهدم مغسلة للسيارات، والاستيلاء معداتها في بلدة الخضر جنوب بيت لحم بحجة عدم الترخيص.

ولفتت إلى تجريف مساحات جديدة من أراضي بلدة بروقين في محافظة سلفيت بهدف انشاء خط للمياه العادمة لصالح مستوطنة “بروخين”. ومنع عدد من المواطنين من السفر عبر معبر الكرامة بحجج وذرائع واهية منها ان جوازات سفر بعضهم تم تجديدها حديثا من قبل دولة فلسطين ولم يتم تسجيلها لدى دولة الاحتلال، هذا اضافة الى اعتداءات المستوطنين المتطرفين المتكررة على المواطنين وممتلكاتهم ورشهم السموم مؤخرا في المراعي، ما أدى إلى نفوق أكثر من 60 رأسا من الماشية في منطقة العوجا في الأغوار وحرق اجزاء من مسجد البر والتقوى في مدينة البيرة.

وشددت عشراوي في ختام بيانها، على أن الشعب الفلسطيني صامد وثابت على أرضه وسيواصل وقوفه في وجه هذه الانتهاكات والجرائم، كما أكدت أن الاستمرار في تمكين دولة الاحتلال ومنحها الحصانة يؤدي إلى إطلاق يدها ومواصلة ظلمها وبطشها لشعبنا الفلسطيني الأعزل ومضيها قدما في عدوانها على المجتمع الدولي ومنظومته القانونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *