الهدنة تدخل يومها الثاني.. الاحتلال يعتقل 9 فلسطينيين والمساعدات تصل غزة واستمرار البحث عن ناجين تحت الأنقاض (تقرير)

السكان يخرجون من أجل التزود بالوقود.. ومصادر لـ العربية: القاهرة تسعى لاستضافة مؤتمر للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

كتب: ليلى فريد ووكالات

دخلت الهدنة يومها الثاني بين إسرائيل وفلسطين بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فجر أمس الجمعة، بينما تنتظم المساعدات الإنسانية الطارئة والمناقشات الدبلوماسية الأولى حول إعادة إعمار القطاع الفلسطيني الذي دمره 11 يوماً من النزاع.

ومازالت الممارسات الإسرائيلية التعسفية بحق الشعب الفلسطينيني، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، 9 مواطنين من مدينة القدس المحتلة، بحسب وكالة أنباء (وفا) الرسمية في فلسطين.

وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال اعتقلت كلا من: محمد أكرم الباسطي، وأحمد الباسطي، وايهاب الباسطي، وتامر الباسطي من البلدة القديمة، وأشرف عبيد من العيسوية، عقب دهم منازل ذويهم، وتفتيشها.

كما اعتقلت تلك القوات 4 شبان قرب المسجد الأقصى المبارك، عرف منهم: سفيان النتشة، وحمزة الرجبي.

وفي سياق متصل انتهز السكان فرصة توقف عمليات القصف للخروج من أجل التزود بالوقود وتفقد الأضرار التي لحقت بغزة، حيث دمر عدد كبير من المنازل وسويت مبانٍ بأكملها بالأرض في الضربات الإسرائيلية.

وما زال رجال الإنقاذ يبحثون عن ناجين في الأنقاض بعدما انتشلوا، الجمعة، جثث 5 قتلى و10 ناجين من حطام أنفاق تحت الأرض قصفها الجيش الإسرائيلي.

وأدى التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وحماس في رابع نزاع منذ 2008، إلى استشهاد 248 فلسطينيا بما في ذلك 66 طفلا وعناصر من حماس، بحسب السلطات في غزة.

من جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية، إن رشقات الصواريخ التي أطلقت من غزة أسفرت عن مقتل 12 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي.

بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ تماماً، أعلن كل من الطرفين انتصاره وأكد أنه حقق أهدافه من الحرب.

بدوره أشاد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بـ”الانتصار الاستراتيجي” على إسرائيل، فيما توجه بالشكر لإيران على تقديم السلاح إلى حماس في غزة، مؤكداً: “سنعمل على إعادة إعمار غزة بجهود الخيرين من العرب”.

من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “حققنا أهدافنا من العملية”، مؤكداً أنه “نجاح استثنائي”.

وأوضحت مصادر لـ”العربية” أن القاهرة تسعى لاستضافة مؤتمر للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أشارت المصادر إلى أن وفدا أمنيا إسرائيليا سيزور القاهرة لمباحثات تتعلق بغزة.

وذكرت المصادر أن القاهرة تسعى لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وأضافت المصادر أن مصر ستعمل على تهدئة طويلة لـمدة عام دون شروط.

وذكرت وسائل إعلام مصرية رسمية أن وفدين مصريين وصلا إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية “لمراقبة” احترام وقف إطلاق النار.

وبينما تمكنت قوافل من المساعدات الإنسانية الطارئة من دخول غزة الجمعة، قال سامح شكري، وزير الخارجية، إنه تلقى اتصالا من نظيره الإسرائيلي غابي أشكينازي تباحثا خلاله الإجراءات الكفيلة بتسهيل عملية إعادة إعمار غزة.

والمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية معلقة منذ 2014 وتتعثر أساسا حول العديد من القضايا من بينها وضع القدس الشرقية والاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

ومن جهة أخرى، وفي مؤشر إلى الوضع الهش بين الجانبين، اندلعت صدامات جديدة الجمعة بين المصلين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية التي تحتلها الدولة العبرية منذ 1967.

وكانت اشتباكات مماثلة قبل أسبوعين أدت إلى اندلاع العنف بين الجيش الإسرائيلي وحماس الذي كان الأعنف منذ 2014.

من جهتها أدانت الرئاسة الفلسطينية، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة أمس واعتداءها على المصلين، ما أدى لإصابة نحو 80 مواطنا، إضافة لمواصلتها الاعتداء على المواطنين في حي الشيخ جراح، مشددة على ضرورة وقف هذه الانتهاكات والتصعيد.

وقالت الرئاسة الفلسطينية إن “الاستمرار بسياسة الاقتحامات للمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومواصلة الاعتداءات على المصلين الآمنين، هي سياسة مرفوضة ومدانة، واستفزاز غير مقبول يعيد الأمور إلى مربع العنف والتوتر”.

وأضافت أن “الحكومة الإسرائيلية باستمرارها بسياسة الاستفزاز والاعتداءات والاقتحامات، تتحدى المساعي الدولية التي بذلت للوصول إلى تهدئة ووقف العنف والتصعيد في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف العدوان على غزة”.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيانها أن حكومة دولة الاحتلال تتحمل المسؤولية كاملة، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها واعتداءاتها على الأماكن المقدسة، واحترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم الشريف.

وكانت الجهود المصرية نجحت في وقف لإطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في الساعة الثانية من صباح الجمعة بتوقيت فلسطين، بعد 11 يوما متواصلة من القصف الإسرائيلي على القطاع. ولم تحدث أي خروقات للهدنة من بدء سريانها.

وفي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة عمت الاحتفالات قطاع غزة، في حين لم تُسمع في الجانب الإسرائيلي أيّ من صافرات الإنذار التي ظلّت على مدى 11 يوما تدوي لتحذير السكان من أكثر من 4300 صاروخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية من القطاع المحاصر باتجاه الأراضي المحتلة،  بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.

وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كاشفة أنه تم برعاية مصرية.

وصادق مجلس الوزراء الإسرائيلي (الكابينيت) على الاقتراح الذي قدمته مصر بوقف إطلاق النار غير مشروط.

من جانبه، أكد أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، أن الحركة استجابت لتدخل الوساطات العربية وعلقت ضربة صاروخية كبيرة كانت معدة لإسرائيل.

وقال أبوعبيدة: “نقول وبشكل واضح، أعددنا ضربة تغطي كل فلسطين من حيفا حتى رامون، لكننا استجبنا لوقف إطلاق النار لنرقب سلوك العدو حتى الساعة 2 من فجر الجمعة”.

وكانت شرارة الأحداث المتصاعدة هي الاشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية بسبب اقتحامات وإغلاقات للمسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، منذ بداية شهر رمضان الماضي.

وإلى جانب ذلك، جرت محاولات إسرائيلية لتهجير أسر فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، في خطوة ندد بها المجتمع الدولي، باعتبارها مخالفة للقوانين الدولية.

ويشكل موضوع إعادة الإعمار في قطاع غزة محوراً في الجهود الدبلوماسية لواشنطن.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، الجمعة، إنه يعتزم تأمين مساعدة مالية “كبيرة” بالتعاون مع الأسرة الدولية “لإعادة إعمار غزة”، لكن “من دون إعطاء حماس الفرصة لإعادة بناء نظام أسلحتها”. كما أطلق مجددا الحل الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية، أو حل الدولتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *