المعاناة مستمرة.. عام آخر قارب على الانتهاء دون الإفراج عن الصحفيات الخمس المحتجزات: الحرية لهالة وصفاء ومنال ودنيا وعلياء

أوشك العام 2023 على الانتهاء والصحفيات الخمس المحتجزات في السجون المصرية لازلن قابعات خلف القضبان وسط مطالب متجددة بإطلاق سراحهن والإفراج عن جميع الصحفيين المحبوسين. 

ولم يشهد العام الماضي – 2022 – إطلاق سراح أي صحفية، بل زادت فيه عدد الصحفيت المحتجزات من صحفية مصرية واحدة تقبع خلف القضبان من أصل 25 صحفيا في الحبس آنذاك إلى 5 صحفيات مع استمرار قمع السلطات للصحفيين واستهدافهم الذي يطال المرأة ولا يستثنيها شأنها شأن الرجل. وكسابقه لم يشهد العام 2023 الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة الإفراج عن أي صحفية حتى كتابة هذه السطور، فيما تتعالى الأصوات المطالبة بالإفراج عن الصحفيات المحتجزات.

في هذا التقرير يسلط «درب» الضوء على الصحفيات الخمس اللواتي يقبعن خلف القضبان في انتظار نيل حريتهن.

صفاء الكوربيجي

فجر 21 أبريل من العام 2022، ألقت قوة من الشرطة القبض على الصحفية بمجلة الإذاعة والتلفزيون صفاء الكوربيجي، الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق العاملين بماسبيرو، من منزلها بحي المقطم،

وبحسب ما روى المحامي علي أيوب، من تفاصيل واقعة القبض على موكلته، حضرت قوة أمنية حضرت «مدججة بالسلاح» إلى مسكنها بالمقطم وصعدوا إلى الدور الثانى حيث تقطن وقاموا بكسر باب الشقة لنصفين، وقاموا بتفتيش الشقة وقطع سلك الراوتر الخاص بالواي فاي. 

وأضاف أيوب أنه «تم التحفظ على جهاز لاب توب وتابلت خاص بموكلتي، وقاموا ببعثرة محتويات الشقة وسمحوا لها بارتداء ملابسها وتجهيز شنطتها واقتادوها إلى مكان غير معلوم».  

ولمدة ثلاثة أيام كان مكان احتجاز «الكوربيجي» غير معلوم إلى أن كشفت المحامية هالة دومة  في تصريحات لـ«درب» عن عرض الزميلة على نيابة أمن الدولة العليا، يوم الخميس 21 أبريل 2022، على ذمة القضية 441 لسنة 2022، حيث وجِّهت لها اتهامات منها، اﻻنضمام إلى جماعة محظورة والترويج لأفكارها، وبث أخبار وبيانات كاذبة،  قبل أن يتم ترحيلها لسجن القناطر. 

وخلال تحقيقات النيابة تم مواجهة الكوربيجي، وهي من ذوي الهمم ومصابة بإعاقة حركية بنسبة 85% في إحدى قدميها، بفيديوهات «اللايف» الموجودة على صفحتها على «فيسبوك» كأحراز. وهذه الفيديوهات ارتبطت بحركة الاحتجاج داخل ماسبيرو ضد إدارة الهيئة الوطنية للإعلام.

هالة فهمي

بعد يومين من القبض على الصحفية صفاء الكوربيجي، ألقت قوة أمنية القبض على الإعلامية هالة فهمي. وبعد أيام من الاختفاء والمطالبة بالإعلان عن مكان احتجازها وإخلاء سبيلها، ظهرت أمام نيابة أمن الدولة العليا، التي حققت معها في القضية 441 لسنة 2022. 

وقال المحامي الحقوقي، خالد علي، في تصريحات سابقة إن أول جلسة تحقيق مع فهمي كانت الأحد 24 أبريل 2022 بنيابة أمن الدولة، ولم يحضر معها أي من المحامين، لأننا لم نعلم بالقبض عليها أو التحقيق معها.  

وأضاف علي في تصريح، الثلاثاء، 26 أبريل 2022: «النهاردة كانت جلسة استكمال التحقيق معها بالنيابة وشاهدها زملائى المحامين وطلبت منهم إبلاغي بضرورة الحضور فذهبت لها فوراً».

وتابع: «عندما دخلت لغرفة التحقيق قبل وصولى رفضت الإدلاء بأي أقوال إلا في حضوري فقررت النيابة تأجيل التحقيق لباكر، وتمكنت من مقابلتها والاطمئنان عليها لكن النيابة كانت قد أجلت جلسة التحقيق، وهي محبوسة 15 يومًا على ذمة تحقيقات القضية 441 لسنة 2022 حصر أمن دولة».  

وفي اليوم التالي – 27 أبريل 2022 – قال المحامي الحقوقي خالد علي، إن النيابة واجهت الإعلامي هالة فهمي بفيديو للغير «قامت بتشييره (مشاركته) على صفحتها ومضمون الفيديو يشتمل على أحاديث حول الاستثمارات الإماراتية وما أثير بشأن شراء بعض الأصول». 

ووجهت النيابة لها تهم مشاركة جماعة إرهابية (إثارية) فى تحقيق أغراضها، والتحريض على ارتكاب جرائم إرهابية، ونشر بداخل البلاد وخارجها أخبار وإشاعات وبيانات كاذبة. 

وقال خالد علي في تصريحاته آنذاك، إن فهمي ذكرت أن قوة الضبط أخذت منها مفاتيح شقتها وثلاثة تليفونات ومبلغ 12 ألف جنيه، ولا تعلم هل تم إثبات ذلك بمحضر الضبط من عدمه. 

ودافعت فهمي عن نفسها بتحقيقات نيابة أمن الدولة، قائلة: «تاريخي مرئي ومسموع على مدار 35 سنة، وتاريخي كافي للرد على التهم المُلفقة، واللي حصل معايا هو الإرهاب» بحسب ما ذكر المحامي الحقوقي نبيه الجنيدي. 

يذكر أن الإعلامية هالة فهمي، كبير مقدمي برامج ‏بدرجة مدير عام بالتلفزيون المصري، وكانت تقدم برنامجا أسبوعيا اسمه «الضمير» مساء كل ثلاثاء على شاشة القناة المصرية، واشتهرت خلال العام 2013 بعد خروجها على الهواء مباشرة فى برنامجها وهى تحمل كفنها على يدها وقت حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وهجومها الحاد على وزير الإعلام السابق صلاح عبد المقصود.

دنيا سمير

في 3 أغسطس 2022، كشف المحامي الحقوقي خالد علي، تفاصيل واقعة القبض على الصحفية دنيا سمير في محافظة جنوب سيناء، لافتا إلى أنه تم القبض عليها في مايو الماضي ومحبوسة احتياطيا على ذمة القضية رقم 440 لسنة 2022 حصر أمن دولة عليا.  

وقال علي، إن سمير تواجه اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، وأنها مودعة بسجن القناطر الخيرية.  

وطالب خالد علي بالإفراج عنها خاصة وأن لديها 4 أطفال، وأنها تطلب الرحمة لهم وإخلاء سبيلها بأي تدابير احترازية من أجل مستقبلهم، وأنها لم تراهم منذ القبض عليها ولا يزورها أحد بمحبسها.  

ووفقا لمنظمات حقوقية جرى القبض على الصحفية دنيا سمير في 27 مايو الماضي، وجرى عرضها على نيابة أمن الدولة العليا في 29 مايو؛ وهي محتجزة حاليا في سجن القناطر نساء.

وقالت منظمات حقوقية مصرية إن القبض على الصحفية دنيا سمير وضمها للقضية 440 لسنة 2022، جاء بعد نشرها فيديو يوضح تعرضها لمضايقات من جانب محافظ جنوب سيناء.  

وفي سبتمبر الماضي جرى تداول أنباء تفيد بصدور قرار نيابة أمن الدولة العليا، بإخلاء سبيل الصحفية دنيا سمير، ضمن قائمة شملت 60 محبوسا احتياطيا على ذمة قضايا سياسية، لكن لم يطلق سراحها. وقال محامون إن هناك تعديلا في قائمة الـ60 شخصا الذي تم الإعلان عن إخلاء سبيلهم، فيما شملت القائمة الجديدة 40 شخصا فقط من بين الـ60 اسما الذين تم الإعلان عنهم سابقا. 

منال عجرمة

في مطلع نوفمبر من العام 2022، ألقت قوة أمنية القبض على الصحفية منال عجرمة، نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون، من منزلها بالتجمع الخامس، وظلت مختفية حتى ظهورها في نيابة أمن الدولة لاحقا. 

ظهرت صاحبة الـ61 عامًا في النيابة يوم 3 نوفمبر 2022 على ذمة التحقيقات في القضية رقم 1893 لسنة 2022 حصر أمن دولة، حيث وجهت لها اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويلها، التحريض على ارتكاب فعل إرهابي، الاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب فعل إرهابي، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في جريمة الترويج لفعل إرهابي. 

وفي 10 فبراير الماضي، توفى والد الزميلة الصحفية المحبوسة منال عجرمة. وعلى إثر ذلك، طالب أكثر من مئة صحفي بالإفراج الكامل عن الزميلة حتى تتمكن من رعاية والدتها التي لم يتبقى لها غيرها في هذه الحياة. 

وفي مايو الماضي، جدد صحفيون مطالبهم بإطلاق سراح “عجرمة”. كما وقع صحفيون جدد على البيان الصادر في فبراير الماضي قبيل انتخابات النقابة وعلى خلفية وفاة والد الزميلة.

وتعاني الصحفية منال عجرمة البالغة من العمر 61 عاما من مشاكل بالعمود الفقري تتفاقم بسبب الإهمال الطبي. ويشار إلى أن الزميلة تتم في نوفمبر المقبل سنة في الحبس الاحتياطي.

علياء نصر الدين

تقضي المصورة الصحفية علياء نصر الدين حسن، حكما بالسجن خمسة عشر عاماً في اتهامها بالانضمام لجماعة ارهابية والترويج لأغراضها، وذلك في القضية رقم 451 لسنة 2014 حصر أمن الدولة العليا.

وكان قد جرى القبض على علياء في سبتمبر من العام 2014 تم اقتحام محل إقامة علياء -منزل خالتها- من قبل قوات الأمن, لكن علياء كانت في زيارة لخالتها الأخرى في محافظة اسكندرية، ونتيجة لعدم وجود علياء في محل إقامتها المعتاد تم القبض على الخالة وابنها كوسيلة للضغط على علياء عشان تسلم نفسها.

وجرى القبض على المصورة علياء نصر الدين في 3 سبتمبر 2014، من محافظة الإسكندرية، وظهرت في 3 أكتوبر 2014 م، وتم حبسها احتياطيا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 451 لسنة 2014 حصر أمن الدولة العليا. وفي يونيو 2022، قضت محكمة جنايات القاهرة، على علياء بالسجن 15 عاماً.

ويقبع أكثر من 20 صحفيا خلف القضبان على ذمة قضايا سياسية، بينهم الزميلات الخميس، وذلك بين حبس احتياطي دون إحالة إلى المحاكمة أو حبس بقرارات من محاكم جنح وجنايات أمن الدولة الاستثنائية. وتباينت فترات حبس الصحفيين المحبوسين بين أشهر وسنوات.

وتحتل مصر المركز 168 في تصنيف مؤشر حرية الصحافة لعام 2022، الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود” ويقيم حالة حرية الصحافة في 180 دولة ومنطقة سنوياً. ويواجه الصحفيون المحبوسين اتهامات ببث ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وذلك رغم اختلاف القضايا المحبوسين على ذمتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *