المصريون وليالي الحظر؟.. تفاصيل 12 ساعة في المنزل تحت حصار كورونا (أكل وتجارب جديدة وخنقة وألعاب حب)

عودة للأسرة والمطبخ ومشاهدة مسلسلات ولعب مع الأطفال واكتشاف مواهب وحكايات عن أول تجربة حب

استطلاع لـ درب: 78.6% من المشاركين يشاهدون الأفلام والمسلسلات وثلثهم يدخلون المطبخ ويشاركون في إعداد الطعام

أسوأ ما في الحظر: غياب التواصل مع العالم الخارجي وغلق الأندية.. والقهوة إجابة الرجال عن أول مكان ستذهب له

كتب- إسلام الكلحي

في ليلة واحدة من ليالي حظر التجوال، شاهد أسامة كامل، خمس حلقات كاملة، من مسلسل على إحدى المنصات الرقمية الترفيهية، لعله يقضي على الملل الذي يشعر به بسبب التداعيات التي فرضها انتشار فيروس كورونا في مصر.

ظهر فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، في ديسمبر الماضي في الصين، ومنها انتشر في كل قارات العالم باستثناء أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية)، وهو يعرقل الحياة اليومية والدورة الاقتصادية في عدد متزايد من الدول ومن بينها مصر. وكانت منظمة الصحة العالمية قد صنفت المرض كجائحة عالمية.

وللحد من انتشار كورونا في مصر، قررت الحكومة فرض حظر تجول جزئيا (من الساعة السابعة مساء حتى السادسة صباحا) بدءا من 25 مارس، ولمدة أسبوعين لاحتواء تفشي المرض.

مع الحظر لم يفارق المصريون مواقع التواصل لكن بدأوا في ممارسة ألعاب جديدة منها لعبة الأسئلة، اللعبة جذبت أعداد كبيرة من المتابعين، فيما دارت الاسئلة عن أول حب في حياتك وكان عندك كام سنة وهو سؤال طرحته الصحفية إيمان عوف على متابعيها، ليبدأ سيل من الاجابات اللطيفة، فيما قامت هالة مصطفى وهي ناشطة نسائية بطرح سؤال يومي عن أفضل موقف صادفت خلال اليوم؟

شغل من البيت وإقلاع عن الشيشة

من المنزل، يُنهي أسامة كامل، محاسب في إحدى الشركات الخاصة، عمله في حوالي الساعة الثامنة مساءً؛ ثم يشغل التلفزيون لمتابعة آخر المستجدات الخاصة بفيروس كورونا في العالم ومصر، وبعد ذلك يبحث عن «فيلم ولا حاجه تضيع الوقت».

كان كامل قبل فرض حظر التجوال يقضي بعض الليالي مع الأصدقاء أو الأهل، ويجلس في أحد المقاهي لتدخين الشيشة.

لكن لياليه تغيرت وأمور أخرى.. «بطلت الشيشة»، هكذا يقول كامل، في إشارة إلى «حاجه إيجابية» نتيجة غلق المقاهي وحظر التجوال الذي فرضته الحكومة للحد من انتشار المرض، وأصبح يبحث عن أفلام ومسلسلات لمشاهدتها.

منذ أيام، اشترك كامل في إحدى المنصات الترفيهية التي أتاحت خدماتها الرقمية للمشاهدين مجانًا لمدة شهر، للمساهمة في دعم الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات.. وفي ليلة واحدة «اتفرجت على خمس حلقات من مسلسل ختم النمر على watch it عاملين شهر ببلاش».

ينتظر أسامة كامل بفارغ الصبر انتهاء أزمة فيروس كورونا، ويقول إن «القهوة» هي أول مكان سيذهب إليه بعد انتهاء حظر التجوال.

استطلاع لدرب

وفي استطلاع رأي أجراه موقع «درب» حول الطريقة التي يقضي المصريون بها ليالي الحظر، أكد 78.6% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يشاهدون الأفلام والمسلسلات خلال ساعات الحظر.

وقال 50% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يقضون الوقت مع الأسرة، وأكد 42.9% منهم أنهم يستغلون فترة الحظر في التقرب من أطفالهم أكثر، ليعوضوا عنهم الوقت الذي كانوا يغيبونه عنهم قبل الحظر.

وأشار 35.7 من الشريحة العشوائية التي شاركت في الاستطلاع إلى أنهم باتوا يدخلون المطبخ ويشاركون في إعداد الطعام.

وقال 28,6 من المشاركين في الاستطلاع، إنهم يقضون وقتهم في القراءة، فيما يقوم 14.3 في تعلم مهارة جديدة أونلاين.

ويشار إلى أن 78.6% من المشاركين في الاستطلاع يقولون إنهم يلتزمون بحظر التجوال، فيما يخرق 21.4% قرار الحظر، وينزلون إلى الشوارع في بعض الأحيان خلال ساعات حظر التجوال.

يقول محمد صابر، إنه ملتزم بالحظر، ويقضي ساعاته في مشاهدة الأفلام والمسلسلات، وبالرغم من أن الحظر يوفر له الهدوء، لكن يرى أن بقاءه في المنزل وحيدا هو أسوأ ما في الحظر.

أما علي سليم، فيقول إنه ينزل في وقت الحظر، وإنه مستاء من أن المحال التجارية مغلقة لأكثر من 12 ساعة تقريبا في اليوم. لكنه سعيد لأنه يقضى كثير من الوقت مع أسرته وأنه يحظى بالكثير من الوقت نائما.

شغل في وقت الحظر

يعيش محمد أحمد، صحفي في إحدى المؤسسات الصحفية الخاصة، وطأة حظر التجوال، ثلاثة ليالي فقط في الأسبوع؛ إذ يقول لـ«درب»: «بشتغل شيفت مسائي في 3 أيام من 4 لـ12 فوقت الحظر في الأيام دي ما بحسش بيه»، مشيرا إلى أن الصحيفة التي يعمل في موقعها الإلكتروني قررت عملهم من المنزل.

ثلاثة أيام من الأربعة الباقية في الأسبوع يعمل فيها أحمد من الـ12 ظهرا حتى الـ8 مساءً، وبعد انتهاء «الشيفت»، ينجز أعمالا أخرى يؤديها لصالح أحد المواقع العربية بنظام العمل الحر «فريلانس» ليحسن من دخله الشهري، وهو الجانب الإيجابي للحظر بالنسبة لأحمد الذي كان يضيع وقته في المواصلات قبل الحظر.

أيضا، يعكف أحمد في ليالي الحظر التي لا يعمل فيها على قراءة الكتب، وقضاء بعض اللوقت مع أطفاله الأربعة، ومشاهدة القنوات الإخبارية.

لعب ورياضة وقعدة مع الحاجة

لا ينكر أحمد جوهر، وهو محاسب ورئيس قسم الضرائب فى أحد البنوك المصرية، أنه يشعر بالملل أحيانا في بعض ليالي الحظر، لكنه يؤكد لـ«درب» أنه في غالبية الوقت يستغل ساعات الحظر جيدا.

قبل فرض حظر التجوال، كان يقضي جوهر ليالية ما بين «الجيم» والقيام ببعض الزيارات العائلية، والذهاب للنادي لقضاء بعض الوقت.

«بستغل وقت الحظر في أني بلعب مع ابني في البيت، وبقعد مع والدتي شوية لأنها ساكنة في نفس العمارة اللي أنا ساكن فيها، وممكن أبات معاها»، هكذا يقول جوهر، الذي يمارس أيضا «رياضة سويدي» في المنزل خلال ليالي الحظر، عوضا عن الوقت الذي كان يقضيه في «الجيم».

تداعيات انتشار فيروس كورونا، كانت لها جنب إيجابي بالنسبة لجوهر؛ إذا يقول «الأحسن بالنسبة لي في الحظر إنه مفيش دراسة لأني بعمل ماجستير وكان فيه محاضرات وابحاث مطلوبة وامتحانات».

أول شيء سيفعله جوهر بعد انتهاء حظر التجوال هو الذهاب إلى النادي الأهلي، فرع مدينة نصر، الذي كان حريصا على قضاء بعض الوقت فيه عدة أيام في  الأسبوع مع أسرته أو بعض أصدقاءه، فضلا عن ممارسة بعض الرياضة.

أسوأ وأفضل ما في حظر التجوال

وعدد المشاركون في الاستطلاع الذي أجراه موقع «درب» مساويء حظر التجوال، منها؛ غياب التواصل مع العالم الخارجي، وفق أحمد أمين، وعدم القدرة على ممارسة الرياضة ولعب الكرة بسبب غلق الأندية، وفق كريم يوسف، والعمل من المنزل في ظل وجود أطفال، وفق ندى سامي.

وأشار المشاركون في الاستطلاع إلى أن أفضل ما في الحظر هو أنه فرصة لالتقاط الانفاس، والتفكير في المستقبل بشكل مختلف، وتعلم مهارة جديدة، والتقرب من الأسرة وبالتحديد الأبناء، والشوارع خالية من الناس.

ولكن ماذا قال المشاركون عن أفضل وأسوأ ما في الحظر؟

يقول كريم الذي بدأ في دخول المطبخ مع بدء تطبيق حظر التجوال، إن أسوأ ما في حظر التجوال «الزهق» غلق الأندية ما يمنعه من ممارسة الرياضة ولعب الكرة.

ويقول محمد سعد، إن «التقيد طول اليوم والتعامل مع الناس بحذر شديد جدا»، أكثر شيء بالنسبة له في الحظر. لكنه يضيف: «ياريت تجربة الحظر تغير المديرين في الشغل وسلوكياتهم تجاهنا».

ويقول وليد، أحد المشاركين في الاستطلاع أيضا: أنا مبسوط جدا بالحظر لإنه بيساعد على التقارب الأسري»، فيما تقول ندى سامي، إن أفضل شيء هو المكوث فترة أطول مع صغيرها تلهو وتلعب وتستمتع بالوقت معه.

ويقول عبدالله عبدالوهاب عن أفضل حاجة في الحظر بالنسبة له: «فرصة إني أتعلم مهارة جديدة بشكل منظم بدل ما كنت مشتت وانا بتعلم في وقت الشغل، وده مهم جدا بالنسبالي في ظل التغيير اللي احنا هندخل فيه بعد انتهاء الأزمة واحتياجات وشكل السوق هتختلف كتير، وكمان فرصة إني أقرأ بشكل أكبر».

كله محصل بعضه ..  كله رايح

لكن بعيدا عن المشاركين فإن حسن إبراهيم يقدم رؤية أخرى تماما مؤكدا  أن الأمر بالنسبة له لم يختلف قبل وبعد الحظر، فمنذ عام ترك حسن عمله، وتعود المكوث في البيت لفترة طويلة، يقول حسن كنت بعد خروج الاولاد للمدرسة اتنقل بين غرف المنزل، من السرير للكنبة متابعا اتليفزيون أو انشغل باعداد الطعام لحين عودة الأبناء، الجديد في الحظر ان أولادي اصبحوا معي وصرنا نتشارك في الروتين الرتيب، ونحاول معا ابتكار العاب واكلات جديدة، وأحيانا نتجمع لمشاهدة الافلام معا.

يذكر أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا، وفق آخر إحصائية صدرت عن وزارة الصحة المصرية مساء الخميس، 495 حالة، من بينها 102 حالة شفاء من أصل 130 حالة تحولت نتائج تحاليلها من إيجابية إلى سلبية، فيما يبلغ عدد الوفيات بسبب المرض في مصر 21 حالة وفاة.

وكانت مصر قد أعلنت الثلاثاء 24 مارس فرض حظر التجول من الساعة السابعة مساء حتى السادسة صباحا اعتبارا من يوم الأربعاء (25 مارس) لمدة أسبوعين لمنع تفشي فيروس كورونا وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إن من ينتهكون الحظر سيتعرضون للعقاب بموجب قوانين الطوارئ.

وجرى تمديد تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات حتى منتصف أبريل المقبل، وسيتم غلق المقاهي والنوادي ومراكز التدريب الرياضية على مدار الأسبوعين القادمين فيما سيقتصر عمل المطاعم على خدمات التوصيل إلى المنازل.

وسيكون على المتاجر، باستثناء متاجر الإمدادات الغذائية والصيدليات، إغلاق أبوابها من الخامسة مساء أي قبل ساعتين من بدء سريان الحظر وفي عطلات نهاية الأسبوع.

وقال رئيس الوزراء في إفادة صحفية نقلها التلفزيون إن من يخالف هذه القرارات الجديدة سيتعرض لغرامة تصل قيمتها إلى 4000 جنيه مصري أو السجن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *