“الكرامة” يدين اعتداء الإثيوبيين وجنود الاحتلال على الرهبان المصريين بـ”دير سلطان” بالقدس: لا يمكن النظر إليه بعيدا عن قضية سد النهضة

كتب – أحمد سلامة

أصدر حزب الكرامة بيانًا انتقد من خلاله الاعتداء على الرهبان المصريين ومحاولات الاستيلاء على دير سلطان -المملوك للكنيسة المصرية- الواقع داخل أسوار البلدة القديمة للقدس.

وقال البيان إنه “في محاولة جديدة لسرقة التاريخ والحضارة بعد سرقة الأرض، حاول رهبان إثيوبيون بمساعدة جنود الاحتلال الصهيوني السيطرة على دير السلطان الأثري المملوك للكنيسة المصرية للأقباط الأرثوذكس الذي يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، بدأت بنصب خيمة ورفع العلم الأثيوبي في ساحة الدير وانتهت بالاعتداء على الرهبان المصريين”.

وأضاف البيان “ولا يمكن النظر لمثل هذا الاعتداء الذي يتزامن مع احتفال الكنيسة المصرية بعيد القيامة بعيدا عن ما تشهده القدس من مواجهات شعبنا الأبي في فلسطين، للمحتل الصهيوني لمنع مستوطنيه من تدنيس المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة القضاء على كل ما هو عربي في المدينة”.

وتابع الحزب في بيانه “كما لا يمكن النظر لهذا الاعتداء الذي سبقه اعتداءات ومحاولات عدة للسيطرة على الدير خلال السنوات الماضية، بعيدا عن قضية سد النهضة، ومحاولات أثيوبيا للسيطرة على نهر النيل، وما يحمله المسؤولون الأثيوبيون من عداء غير مبرر لمصر، ومحاولة تقزيم دورها وسرقة تاريخها وقوتها الناعمة بالسيطرة على الدير والمستقبل بالتحكم في النهر، وأن ما يحدث في منابع النيل ليس بعيدا عن أيدي الصهاينة”.

وأردف البيان “وإذ يحي حزب الكرامة صمود الرهبان المصريين أمام الاعتداءات الوحشية من الرهبان الأثيوبيين وجنود الصهاينة، فإنه يستنكر صمت المسؤوليين المصريين على المحاولات المستمرة للسيطرة على دير السلطان”.

وأشار البيان إلى أنه “دير السلطان القبطي هو أحد أديرة الكنيسة القبطية خارج مصر، ومباني الدير ومشتملاته ومكوناته تدل على هويته القبطية شأنه شأن جميع الأديرة القبطية وهو جزء من ممتلكات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة فهو مجاور لبطريركية الأقباط الأرثوذكس والكلية الأنطونية وباقي الممتلكات في المنطقة ولم تنقطع الرهبنة القبطية في الأراضي المقدسة ولم يخلو الدير إطلاقاً يوماً من الأيام من الرهبان الأقباط المصريين حتى الآن”.

وتمتلك الكنيسة المصرية كافة الوثائق التي تؤكد أحقيتها في هذا الدير التاريخي، خاصة أن الرهبنة القبطية لم تنقطع على الإطلاق إلى الأراضي المقدسة، ولم يحدث أن خلا الدير من الرهبان المصريين.

ونظم مطران القدس الأنبا أنطونيوس، وقفة احتجاجية بمشاركة الرهبان المصريين؛ احتجاجا على هجوم الرهبان الإثيوبيين عليهم، وسط تواجد لأفراد شرطة حاولوا إنهاء الموقف.

وقال المفكر القبطي كمال زاخر، إن محاولة الرهبان الإثيوبيين رفع علم بلادهم على الخيمة التي نصبوها داخل دير السلطان، يمثل حلقة جديدة من خلاف قديم يتجدد كل فترة، ويحتاج لتدخل سياسي وكنسي حاسم.

وأضاف زاخر في تصريحات نقلتها “سكاي نيوز عربية”، أنه لا يجوز أن يكون هذا الخلاف قائمًا في هذا المكان بين كنيستين تربط بينهما علاقات تاريخية مهمة.

وشدد على أن أهمية هذا الدير تكمن في كونه أحد أهم المداخل التاريخية لكنيسة القيامة، وهو جزء من الممتلكات التاريخية للكنيسة المصرية في الأراضي المقدسة.

ويرجع تاريخ دير السلطان في القدس، حسب بيانات الكنيسة المصرية، إلى عهد السلطان عبد الملك بن مروان “684- 705م”، والذي وهبه للأقباط، فسمي دير السلطان، وتم التأكيد على ملكية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للدير، في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر.

وفي النصف الأخير من القرن السابع عشر، لجأ الأحباش للكنيسة القبطية ليجدوا لهم مأوى مؤقتًا للإقامة لديهم إلى أن تحل مشكلتهم ويعودوا إلى أماكنهم التي انتقلت في عام 1654، إلى كنيستي الروم والأرمن بسبب عدم قدرة الكنيسة الإثيوبية على دفع الضرائب، فاستضافت الكنيسة القبطية الرهبان الأحباش كضيوف في بعض غرف دير السلطان بصفة مؤقتة.

وفى عام 1820، قامت الكنيسة القبطية بأعمال ترميم بدير السلطان مما استدعى إخلاء الدير من كل قاطنيه؛ الأقباط والأحباش، يوم 17 أكتوبر 1820، وسمح لهم بالعودة كضيوف بالدير في عام 1840م باعتبارهم من أبناء الكنيسة القبطية، فيما قام بعض أصحاب المصالح من الحكومات الخارجية ببث بذور انشقاق بين الأقباط والأحباش وحفزوا الرهبان الأحباش على القيام بمحاولات متكررة للاستيلاء على الدير.

وطلب الرهبان الأحباش، عام 1906، القيام بترميم الدير كخطوة أولية في محاولة الاستيلاء عليه ولذلك أسرعت الكنيسة القبطية بتقديم طلب للقيام بالترميم والذي وافقت عليه السلطات الرسمية آنذاك، لتؤكد بذلك أحقية الأقباط كأصحاب الشأن والتصرف في دير السلطان. 

وفى 25 أبريل من عام 1970، وأثناء إقامة قداس عيد القيامة بكنيسة القيامة أرسلت الحكومة الإسرائيلية قوات عسكرية لتمكين الرهبان الأحباش من دير السلطان، وسلموا المفاتيح الجديدة للإثيوبيين وعندما علم الرهبان الأقباط بهذا هرعوا إلى دير السلطان لاستعادة ممتلكاتهم ولكن القوات الإسرائيلية منعت بالقوة دخول مطران الأقباط وكل من معه إلى دير السلطان.

وإزاء ذلك، تقدم مطران الأقباط بدعوى أمام المحكمة العليا الإسرائيلية والتي أقرت بالإجماع بإعادة مفاتيح الكنيستين وأبواب الممر لأيدي الأقباط في 16 مارس 1971، إلا أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تمتنع عن تنفيذ حكم المحكمة العليا حتى الآن، على الرغم من الدعاوى العديدة التي قدمت إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *