“القلم” تنشر مختارات من قصائد أحمد دومة في اليوم العالمي للشعر وتطالب بالإفراج عنه: يا جرح يتجدّد.. كل ما ييجي يطيب (صائد الفراشات)

كتب- درب 

نشرت منظمة “القلم” الدولية، بالتزامن مع اليوم العالمي للشعر وحملتها للمطالبة بالإفراج عن الناشط السياسي والشاعر أحمد دومة، أجزاء من قصائده والتي تم تجميعها مؤخرا في إصدار “كيرلي”. 

وأحمد دومة هو شاعر مصري شاب وأحد أبرز النشطاء الذين شاركوا ثورة 25 يناير 2011. ألقت السلطات المصرية القبض على أحمد دومة بشكل متكرر، وفي ظل حكومات مختلفة، وتعرض لفترات مطولة من الاحتجاز بسبب ممارسته للحق في حرية التعبير. 

وبحسب “القلم” الدولية، خلال سنوات سجنه الطويلة، عكف أحمد دومة على كتابة خبراته وتطلعاته وأحلامه بعدد من الأشعار، من بينها ديوان “صوتك طالع” عن دار نشر دون في عام 2012، حيث شارك فيه قصائده الثورية تتحدث عن الفترات التي التحق فيها بالحركات الاحتجاجية قبل ثورة يناير كحركة “كفاية” وحركة “6 أبريل” وحركة “شباب من أجل العدالة والحرية”، كما سجل دومه في هذا الديوان قصائد ذيلّها بتواريخ حبسة وأماكن احتجازه. 

كذلك خرج له ديوان “كيرلي” عن دار نشر المرايا في عام 2021، عرض في معرض القاهرة الدولي للكتاب العام الماضي، ولكن أثناء انعقاد المعرض، حضرت لجنة من المصنفات الفنية وعناصر أمنية إلى جناح دار نشر المرايا التي قامت بطباعة ونشر الديوان، وأخذوا نسخة من ديوان لمراجعتها، قبل أن يطلبوا منع عرض النسخ الأخرى، وإنزالها من مكان العرض، في اليوم التالي حضر أفراد أمن للتأكد من عدم عرض الكتاب في جناح الدار، وعدم وجوده في المعرض. 

وقالت المنظمة، إن “استهداف الشاعر أحمد دومة جاء بسبب نشاطه السياسي وأراءه المعارضة للسلطات، وأن منع أشعاره تعتبر انتهاكا لحقه في حرية التعبير، وتطالب الحكومة المصرية بإنهاء الحظر المفروض على كتاباته والإفراج عنه فورًا”. 

ودومة في الحبس منذ عام 2013، ففي ديسمبر 2013، ألقت قوات الأمن القبض على دومة، على خلفية تواجده بمحيط محكمة عابدين أثناء تظاهرة مناهضة لقانون التظاهر سيء السمعة. وواجه دومة عدد من التهم وصدر ضده حكم بالسجن لثلاث سنوات، والخضوع لمراقبة الشرطة ثلاث سنوات أخرى. 

وفي عام 2015، حكم عليه فيها بالسجن المؤبد والغرامة 17 مليون جنيه بين آخرين، في القضية التي عرفت إعلاميا بـ”أحداث مجلس الوزراء 2012″. قام محامي دومة بالطعن على الحكم الصادر من محكمة الجنايات وتمت إعادة المحاكمة أمام محكمة، والتي قضت بسجنه 15 عاماً وتغريمه 6 مليون جنيه، وفي عام 2020، أيدت محكمة النقض الحكم عليه. 

تدهورت حالته الصحية بشكل مطرد بسبب حبسه في زنزانة انفرادية لسنوات، وهو الآن يعاني من أمراض مزمنة من بينها تآكل في مفصلي الركبة، التهاب مزمن بالأعصاب، انزلاق والتواء بفقرات الظهر والرقبة، اكتئاب ونوبات قلق حادة، خشونة في مفصل الكتف، نوبات صداع نصفي حادة، اضطراب في النبض واضطراب في ضغط الدم إضافة إلى المشاكل الصحية. 

مختارات من ديوان كيرلي: 

يا صحبتي الباقية 

يا سكّتي لله 

يا دايرة في الساقية 

ورا حلم مش طايلاه 

.. 

يا جرح يتجدّد 

كل ما ييجي يطيب 

وآمال بتتبدد 

مني، وحاضنة غريب 

.. 

ليه كلّ أحلامك 

متشرّبة بدمي 

وعمري اللي خدّامك 

في سنينه بتذمّي؟ 

.. 

ليه غاويه تعذيبي 

ودبحي بسكينك ؟ 

يا هل ترى عيبي 

إني على دينك ؟ 

.. 

الناس،يا ست الناس 

بتلوم عليّ إني ليكي 

قطّرت روحي ف كاس 

لاجل ما ترويكي 

.. 

(55) 

الكفّ بكفّ 

والكلمة بألف 

والباطل-مظروف لحظتهم- 

هنردّه 

بتغيير الظرف . 

(56) 

الأرصفة.المسافات.السجانين،والسور 

القاتل المحشور في ذاته المنتفخ 

القاتل المعمي بغرور الإنفراد 

المقتولين المفعمين بالعناد 

المقتولين المندورين للنور{فراشات 

تطارد حلمها،ولو كانت الأحلام قبور} . 

إنهاك بُنا الأوهام جسور 

تتمدّ بين الإنضباط المفتَعَل 

والإنفلات المستفاد م التجربة . 

الأسئلة ، الشرهة،اللحوحة،المرعبة . 

نوبات آمالنا المستعارة من العدم . 

الجري،على حدّ الصراط، من غير قَدَم 

ورا الصحاب الصاعدين 

في طابور،مراده:الأجوبة . 

فقدان خطاك-في الهاوية- 

شيئاً، ف شيئاً .. فارتطام . 

تزغيط حمامات السلام 

علشان فوجئت بإن حلمك لا يفيد 

غير الحانوتي،وبيّاعين الاعلام 

وتجّار البارود. 

علشان فوجئت بإنّ تأخير الوعود 

كان تواطؤ م السما 

مش فرق في نوع السلاح 

أو في إقبال الجنود . 

اكتشافك-بعد قسمة لهفتك 

ع الخيبة والخذلان وتكرار التكسّر- 

إن بأسك مش حديد . 

وإن كتمان اشتهاءك 

للجميلة المُبعَدة،عنّك، عَبَط 

مش عفّة، ولا صبراً جميل . 

وإن معارك العمر الجليل 

كان اضطرارك النبيل 

علشان تجنّب قصّتك عار القعود 

أو الفرار 

يمكن تنام مرتاح في آخر الليل 

يمكن تموت مرتاح ، في آخر المشوار . 

*كلّ القصايد اتكتبت في المعتقل 

في زنزانة انفرادي 

فلها الفضل أولاً وأخيراً. 

….. 

يمكنك قراءة المزيد هنا: ديوان كيرلي أحمد دومة 

—- 

مختارات من ديوان تجديف 

(1) 

ليس أثمن من انفتاح نافذة جديدة ،خاصة هنا، على الدنيا.. على الحرية. 

ما الدنيا -أصلاً- إ لّا قدر ما نملك من حرية “ربما نتفق كلّ العمر، نثقب ثغرة”. 

إشكالنا المعقّد هنا، أصله، ثخانة الحيطان، ولا قابليتها للانخراق 

صحيحٌ أن النافذة، أحادية الوجهة، لم تزل 

إلا أنها أوّل الخطى )أقول لروحي، وامنياتها( 

مربكٌ أن ينظر إليك، ولا تقدر على النظر. مربكٌ جداَ 

لكن احتمال أن تُرى، يعني، أهمّ ما يعني، أنك حيّ، وقادر.. رغم كل شيء، وهذا ينسف مراد السجن والسجان )ما أشبهها جموداً 

وقساوة وعداءاً للحياة!( 

اسمحوا لي، إذاً أن أتنفس، معكم، هذه المساحة، تنفساً مجرّداً، دون غرض أو غاية 

كما أدخن سيجارة في شرفة بيتي )الذي هدّمه الغياب( 

كما أقبّل حبيبتي )أتلفّت الآن فلا أجدها، رحلت هي الأخرى؟( 

أو -حتى- كما أصلي )نافلة اشتياق، لا فريضة انسياق( 

فقط: أغمض عينيّ، أفرد جناحيّ.. وأستنشق هذا البراح على مهل. 

وبعدها-ربّما-أتعلم على يدكم النطق والكتابة من جديد 

فمنعك عن كلّ شيء أنت مفطور على ممارسته أصلاً، لسنين طوال، يحيلك لمبتدا الأشياء في بكارتها الأولى … 

لا عندك الا ما ستتعلّمه، أو سيعلّمك الظرف إياه قسرًا. 

“تاتا خطي العتبة، تاتا واحدة واحدة” 

دعونا سويًا نتهجأ الحياة )التي لا تشبه غيرها( 

حتى يحين موعد الحرية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *