العهد الجديد| بايدن يدلي القسم رئيسا للولايات المتحدة على “إنجيل عائلته” في غياب “تاريخي” لترامب (تنصيب بالكمامات)

بايدن يحضر صلاة في موقع جنازة كينيدي.. وترامب يغادر البيت الأبيض ويتعهد بالعودة.. وبوش وكلينتون وأوباما وبنس في مراسم التنصيب

كامالا هاريس تؤدي اليمين الدستورية نائبة لبايدن.. وليدي جاجا تغني النشيد الوطني وجينيفير لوبيز تؤدي استعراض الاحتفال

وكالات

في مشهد غير معتاد، أدى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، اليوم الأربعاء، اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة، خلفا للمنتهية ولايته دونالد ترامب، وسط تعبئة عسكرية غير مسبوقة في العاصمة واشنطن لتأمين مبنى الكابيتول، الذي يشهد مراسم التنصيب، بعد تعرضه لاقتحام من أنصار ترامب قبل أيام.

وأجريت مراسم التنصيب، على أنغام الموسيقات الوطنية، وسط إجراءات احترازية مشددة، والتزام مكثف بارتداء الكمامات للمرة الأول في المراسم الراسية، في ظل تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، بحضور حشد محدود، حيث حث فريق بايدن الناس على البقاء في منازلهم، وتم تقليص التذاكر من 200 ألف تذكرة يتم طرحها إلى نحو 1000 تذكرة فقط لأعضاء الكونجرس والرؤساء السابقين وكبار الشخصيات.

وأدي بايدن اليمين الدستورية رئيسا منتخبا للولايات المتحدة الأمريكية، واضعا يده على إنجيل يحمل إرث عائلته منذ عام 1893، وأدت نائبته كامالا هاريس، اليمين الدستورية نائبه له كأول امرأة وأول شخص من أصول سمراء، وأحيت المغنية الشهيرة ليدي جاجا الحفل بأداء النشيد الوطني الأمريكي، كما أدت الممثلية والمغنية الشهيرة جينيفر لوبيز استعراض الافتتاح.

ولا يشترط الدستور الأمريكي على السياسيين أداء القسم على كتاب معين، فقد استخدم المسؤولون العموميون القرآن أو التوراة أو الإنجيل، وحتى نسخة “كيندل” إلكترونية من الدستور، مثلما فعلت السفيرة الأمريكية السابقة إلى سويسرا، سوزي ليفين، أثناء أدائها القسم قبل توليها منصبها عام 2014.

يذكر أن أول رئيس أمريكي كاثوليكي، وهو جون ف. كينيدي، كان قد استخدم أيضا إنجيل العائلة، لأداء القسم أثناء تنصيبه عام 1961.

وشهدت مراسم التنصيب حضور عدد كبير من الشخصيات الهامة على رأسهم الرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته القيادية في الحزب الديمقراطي والمرشحة السابقة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، والرئيس الأسبق جورج بوش وزوجته لورا، والرئيس الأسبق باراك أوباما وزوجته ميشيل، ونائب الرئيس الأمريكي السابق مايكل بنس، ورئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، وسط غياب متوقع و”تاريخي” من ترامب، كأول رئيس حي للولايات المتحدة يغيب عن حفل تنصيب خلفه.

وحضر بايدن، صلاة في كاتدرائية القديس ماثيو قبل أداء اليمين الدستورية، وهي المكان الذي كان جزءا من مراسم جنازة الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة جون كينيدي، في نهاية نوفمبر 1963، حيث اصطف مئات الآلاف من المواطنين في شوارع واشنطن لمشاهدة غواصة تجرها الخيول تحمل جثة كينيدي من مبنى الكابيتول إلى الكاتدرائية الكاثوليكية لحضور قداس الجنازة عليه، واستمر الموكب الرسمي إلى مقبرة أرلينجتون الوطنية، حيث تجمع قادة 99 دولة لحضور جنازته، وتم دفنه على منحدر أسفل أرلينجتون هاوس.

وكان بايدن وصل إلى واشنطن قبل تنصيبه رئيسا للبلاد، وسط تشديد للإجراءات الأمنية في العاصمة لتأمين حفل التنصيب، وفور وصوله شارك مع نائبته كامالا هاريس في حفل عند نصب تذكاري خُصص لتكريم ضحايا فيروس كورونا المستجد.

كما غرد الرئيس الأمريكي المنتخب، على “تويتر”، قبيل بدء مراسم تنصيبه رئيسا لأمريكا، قائلا: “إنه يوم جديد في أمريكا”.

وعلى خلاف كل التوقعات، ترك الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، رسالة سرية إلى خلفه، جو بايدن، على ما أوردت شبكة “سي أن أن”، الأربعاء.

وقالت الشبكة الأمريكية نقلا عما وصفته مصدر مطلع على الأمر إن ترامب ترك الرسالة في مكتبه، ولم تتضح على الفور محتوى الرسالة، قبل أن يغادر البيت الأبيض رسميا، ليخلفه بايدن في أول أيامه رئيسا للولايات المتحدة.

وقال نائب السكرتير الصحفي السابق للبيت الأبيض جود ديري إن “ما كتبه الرئيس ترامب سيبقى سريا بينه وبينه الرئيس القادم”.

وكانت تقارير إخبارية وخبراء قد توقعوا في وقت سابق بأن يكسر ترامب التقليد المعمول به منذ عقود، بعدما توجيه رسالة إلى خلفه بايدن، لكونه لم يعترف بهزيمته في الانتخابات.

وقال ترامب قبل صعوده إلى الطائرة الرئاسية الأميركية للمرة الأخيرة متوجها إلى فلوريدا في قاعدة اندروز الجوية “كانت أربع سنوات رائعة”، مضيفا “أنجزنا الكثير معا”، و”سنعود بطريق أو بأخرى” ومن دون ان يسمي بايدن بالاسم، قال إنه يتمنى للإدارة الجديدة “حظا جيدا ونجاحا كبيرا”.

ووعد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، أنصاره في قاعدة أندروز العسكرية قرب واشنطن، بالعودة مجددا إلى الحكم، في حادث لم يسبق له مثيل في تاريخ الولايات المتحدة.

وقال ترامب: “سنعود مجددا بطريقة أو بأخرى، مما يعني أنه قد يرشح نفسه مجددا إلى الرئاسة في عام 2024، وهو أمر أشار إليه عدد من مقربيه من قبل.

وفي العادة، يحضر الرئيس المنتهية ولايته مناصب تنصيب خلفه في مبنى الكابيتول، بعد مغادرة البيت الأبيض وبعدها يترك العاصمة الأمريكية.

لكن ترامب أحدث سابقة في واشنطن لم تقع منذ 150 عندما رفض المشاركة في تنصيب خلفه، وعندما طلب إلقاء خطاب على أنصاره في قاعدة عسكرية قبيل ترك مكتبه.

في سياق متصل، قالت جين ساكي التي ستصبح المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن سيوقع اليوم بعد أن يؤدي اليمين الدستورية، اليوم الأربعاء، الأوامر التنفيذية والمذكرات في المكتب البيضاوي في الظهيرة من أجل التعامل مع “أزمات” الجائحة والاقتصاد وتغير المناخ والتفرقة العنصرية، وسيطلب من الهيئات المعنية اتخاذ خطوات في قضيتين إضافيتين.

وستشمل الإجراءات فرض وضع الكمامة في المنشآت الاتحادية وعلى الموظفين الاتحاديين وأمرا بتأسيس مكتب جديد بالبيت الأبيض لتنسيق جهود التصدي لفيروس كورونا.

وسيبدأ بايدن أيضا عملية العودة إلى اتفاقية باريس للمناخ وسيصدر أمرا شاملا لمواجهة تغير المناخ يشمل إلغاء تصريح رئاسي لخط أنابيب كيستون إكس.إل النفطي المثير للجدل.

وضمن مجموعة من الأوامر المتعلقة بالهجرة، سيلغي بايدن إعلان ترامب حالة الطوارئ الذي ساعد في تمويل بناء جدار على الحدود مع المكسيك، والقرار المثير للجدل الذي اعتمده سلفه لمنع رعايا دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة، كما سيتم إلغاء قرار انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية.

وقالت ساكي إن خطط اليوم الأول من رئاسة بايدن مجرد بداية لموجة من الإجراءات التنفيذية التي سيتخذها قريبا، وتعهّد فريق الرئيس الأمريكي المنتخب بـ”إعادة النظر فوراً” بقرارتصنيف المتمرّدين الحوثيين اليمنيين “منظمة إرهابية”، الذي يمنع التعامل المباشر مع جماعة “أنصار الله”، الذراع السياسية للمتمردين الحوثيين، حيز التنفيذ الثلاثاء، لكن إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب سارعت إلى توضيح مسألة الإعفاءات، لمنظمات إغاثية منظمات معيّنة من بينها الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات غير حكومية تدعم “المشاريع الإنسانية”.

وفيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، الذي أنسحب منه ترامب، قال بايدن إن بلاده ستعاود الانضمام إلى الاتفاق، الذي يفرض قيودا على أنشطة إيران النووية، إذا استأنفت طهران الالتزام الصارم به. وقال أنتوني بلينكين، الذي اختاره بايدن وزيرا للخارجية، أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة لن تتخذ قرارا سريعا بشأن ما إذا كانت ستنضم مجددا إلى الاتفاق.

وحث الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم، الإدارة الأمريكية القادمة إلى العودة إلى الاتفاق، وقال “الكرة في ملعب الولايات المتحدة الآن. إذا عادت واشنطن إلى اتفاق إيران النووي لعام 2015، فإننا سنحترم أيضا التزاماتنا تماما بموجب الاتفاق”.

و فتحت الأسهم الأمريكية على صعود اقترب بها من مستويات قياسية، مع استعداد جو بايدن لتولي مهام رئاسة الولايات المتحدة، بينما قفز سهم نتفلكس بعد قول الشركة إنها لم تعد بحاجة إلى اقتراض مليارات الدولارات لتمويل إنتاج المسلسلات التلفزيونية والأفلام.

صعد المؤشر ناسداك المجمع 145.4 نقطة بما يعادل 1.10% ليصل إلى مستوى غير مسبوق عند 13342.548 نقطة، وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 87 نقطة أو 0.28% مسجلا 31017.54 نقطة، وتقدم المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بمقدار 17.30 نقطة أو 0.46% إلى 3816.22 نقطة.

وهنأ الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بايدن قبيل لحظات من تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، حيث نشر صورة تجمعهما عبر حسابه الرسمى على “تويتر”، قائلا: “تهانئي لصديقي الرئيس جو بايدن.. هذا وقتك”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء، إنه يتطلع إلى العمل مع جو بايدن بشأن “أولوياتهما المشتركة” قبل ساعات فقط من تنصيب بايدن الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.

وذكر جونسون: “كما قلت عندما تحدثت معه بشأن انتخابه رئيسا، أتطلع إلى العمل معه ومع إدارته الجديدة، لتعزيز الشراكة بين بلدينا والعمل على أولوياتنا المشتركة: من معالجة تغير المناخ، وإعادة البناء بشكل أفضل إلى الوباء وتعزيز أمننا عبر الأطلسي”.

وأضاف جونسون في البرلمان “نأمل أن ينضم بايدن إلى بريطانيا في التزامها بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى الصفر بحلول عام 2050”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *