الصحف ترصد انفجار بيروت| جارديان: الانفجار دمر المدينة وبرك الدماء سالت في الشوارع.. و”الأخبار اللبنانية”: الانهيار الكبير

كتب – أحمد سلامة

في أعقاب الانفجار الذي هز لبنان والعالم كله وأدى إلى سقوط مائة قتيل ونحو أربعة آلاف مصاب تصدر الحادث الصحف اللبنانية والمصرية، في الوقت الذي استمرت فيه أعمال التنقيب من جانب رجال الإنقاذ وسط الحطام بحثا عن ناجين.

وكان الانفجار، الذي وقع في مستودعات بميناء بيروت تضم مواد شديدة الانفجار، هو الأقوى منذ أعوام في لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية وزيادة في عدد الإصابات بفيروس كورونا.

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن 2750 طنا من نترات الأمونيوم، التي تدخل في صناعة الأسمدة والقنابل، كانت مخزنة في الميناء منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة وإن هذا الأمر «غير مقبول». ودعا إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء يوم الأربعاء.

ووفقا لوكالة رويترز، لم يفصح المسؤولون عن سبب الحريق الذي أدى لحدوث الانفجار. وقال مصدر أمني ووسائل إعلام محلية إنه شب بسبب أعمال لحام في ثقب بالمستودع.

الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، رصدت الحادث الأليم، حيث عنونت صحيفة “الأخبار” صدر صفحتها الأولى بمانشيت “الانهيار الكبير”، بينما عنونت “الجمهورية” “بيروت.. دم ودمار” وقالت “الشرق”: “كارثة المرفأ زلزلت بيروت”، وجاء عنوان “اللواء”: “نكبة بيروت تهز العالم”.

في المقابل، قالت صحيفة “النهار” في المانشيت الرئيسي لعددها الصادر اليوم “الدولة الفاشلة تطلق النار على نفسها.. الفاجعة” فى إشارة إلى انفجار بيروت والذي راح ضحيته عشرات الضحايا ومئات المصابين.

وفي موضوع آخر، رصدت “النهار” الدمار الذي لحق بمبناها بسبب الانفجار وتحت عنوان “من النهار المنكوبة كبيروت.. مستمرّون برغم الخراب” كتبت الجريدة “لن نستسلم للفجيعة. سنستمرّ. من بيوتنا. من اللابتوب في أي مكان. سنستمرّ في التغطية، والرسالة، والاصرار على المواجهة. مواجهة أقدارنا. ووجعنا. وأحلامنا المقتولة في وطن الضمائر الميتة. إنّها رسالة صمود، منّا، من جرحنا الغائر حتّى الأعماق”.

وفي مصر، أبرزت “الأهرام” الانفجار الضخم الذي هز منطقة الجميزة في العاصمة اللبنانية بيروت أمس، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى وآلاف المصابين فضلا عن الأضرار المادية الجسيمة.

فتحت عنوان “انفجار ضخم يهز العاصمة اللبنانية بيروت”، ذكرت الصحيفة أن الانفجار وقع فى ميناء بيروت المغلق منذ 5 أيام بسبب فيروس كورونا، مشيرة إلى أن السكان اعتقدوا أنها هزة أرضية أدت إلى تحطم زجاج الأبنية المحيطة والسيارات في جزء كبير من أحياء العاصمة، ثم سمع صوت انفجار آخر خلال 15 ثانية، وشوهد دخان كثيف في سماء بيروت.

الانفجار المروع الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت سيطر كذلك على تغطية الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء للشأنين العربي والدولي.

من صحيفة الجارديان، وتحت عنوان “صدمة ويأس في بيروت بعد أن دمّر الانفجار المدينة” كتب مارتن شولوف، مراسل الصحيفة في لبنان واصفاً حال المدينة بعد وقوع الانفجار الضخم “بعد أن بدأ شبح الضباب البني بالزوال، ظهرت شوارع بيروت في خراب مروع. حتى على بعد أربعة كيلومترات من موقع الانفجار، فقدت كل المباني بعضاً، إن لم تكن جميع نوافذها”.

وتحدّث الكاتب عن طرقات مليئة بقطع كبيرة من الزجاج المتناثر، الذي مزّق بعضه هياكل السيارات، وعن الأشجار التي تهاوت بفعل الانفجار وبرك من الدماء التي تسيل في الشوارع.

وقال الكاتب إنه مع الاقتراب من موقع الانفجار في مرفأ بيروت سيراً من الأحياء القريبة منه، فإنه شاهد بعينيه المباني والمطاعم والمباني المدمّرة. وقال إن أسابيعاً من القصف المستمر لم تكن لتحدث هذا الضرر، حتى خلال حرب لبنان الأهلية. وأضاف إن هذا القدر من الدمار لم تعرفه منذ أمد طويل مدينة اعتادت في تاريخها على الانفجارات.

وأشار الكاتب إلى أن آخر مرة شهدت فيها بيروت انفجار قريب من هذا الحجم كان عام 2005 حين اغتيل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. ومن المنتظر أن تنطق المحكمة الدولية بقرار الاتهام يوم الجمعة في 7 آب/أغسطس. وأثيرت مخاوف من أن يكون الانفجار إنذاراً قبل صدور الحكم.

وقال مراسل الجارديان إن الانفجار الذي وقع في بيروت سمع على بعد 80 كيلومتراً من العاصمة إلى الشمال من لبنان. وإن تقارير أفادت عن سماعه على بعد 250 كيلو مترا في شرق قبرص.

وذكر الكاتب أن الشائعات ونظريات المؤامرة حول أسباب الانفجار انتشرت بسرعة بعيد الانفجار، وأن مدير الأمن العام في لبنان نفى رواية انفجار مستودع للألعاب النارية ورجّح فرضية خطأ في مستودع يحتوي مواد شديدة الاشتعال.

لكن الكاتب يقول إن تفسير مدير جهاز الأمن العام لم يقنع الجميع. وينقل الكاتب عن رجل ثلاثيني قوله ” لم يحدث شيء كهذا في تاريخ لبنان كلّه. كان بمثابة (انفجار) نووي، أعتقد أنه ناجم عن انفجار الكثير من المتفجرات العسكرية. هل سيكونون صادقين في ما يقولونه بشأن أسباب ما حدث؟ أشكّ في ذلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *