السيناريست عاطف بشاي عن اعتزال داود عبد السيد: صيحة إدانة ورسالة استنكار وصرخة احتجاج.. لكى نبدع لا بد أن يكون وعينا حرًا

بشاي: داود محكوم عليه بالاعتزال وانسحابه ليس رغبة مترفة أو استراحة مؤقتة أو انتظارًا لاستجابة منتج أو موزع

كتب: عبد الرحمن بدر

علق السيناريست والكاتب عاطف بشاي، على إعلان المخرج الكبير داود عبد السيد اعتزاله الإخلااج قائلا: «رغبة داود فى التنحى تمثل صيحة إدانة ورسالة استنكار وصرخة غضب واحتجاج، يطلقها فى وجه قبح استشرى فى أفلام تخاصم الجمال والرقى والاستنارة، وتساير لغة الشارع السوقية وتستسلم لزغزغة سوقية تجارية لمتفرج عاوز كده».

كان المخرج الكبير، أعلن أنه اعتزل الإخراج بشكل نهائي، موضحا أنه لا يستطيع التعامل مع نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور حاليًا.

وتابع بشاي في مقال بصحيفة (المصري اليوم) بعنوان (داوود عبد السيد والاعتزال القهرى): «هو إذًا محكوم عليه بالاعتزال، وليس انسحابه رغبة مترفة أو استراحة مؤقتة أو انتظارًا لاستجابة منتج أو موزع يمن عليه بفرصة جديدة، فهو فى رحلته الشاقة تعود على المعاناة الطويلة فى العثور على منتج مستنير يقبل أن يتعاون مع رؤى عميقة لسينما فلسفية تتجاوز الأبعاد الاجتماعية والنفسية والحبكة الدرامية المعتمدة على الحواديت التقليدية والحكايات المستهلكة والإلحاحات المؤقتة والأخلاق المرعية والفضائل المستحبة والتوليفة المعتادة التى تغازل شباك التذاكر».

وأضاف: «إذا كان داود فى رحلته الإبداعية قد عانى من أزماته الدائمة من عسف وتعنت الرقابة على المصنفات الفنية، ورفض أن تنال من حرية تعبيره التى لا تعترف بالخطوط الحمراء.. فقد عانى بلا شك من قوانين السوق السينمائية والشروط الإنتاجية التجارية التى تستجيب لها الجماهير العريضة، حيث إن نجاح العمل الفنى عند تلك الجماهير منفصل تماما عن المعايير المتعلقة بالمستوى الفكرى والفنى للأفلام السينمائية».

وقال بشاي إن داوود يحقق بشاعرية أخاذة وحس جمالى راق روح الفن الحقيقى الذى يغوص فى أسرار الحياة، وألغاز وجود غامض ومحير لا تفصح فيه شخوصه عن واقع ملموس أو رؤية تكشف عن أوضاع سياسية أو اجتماعية تحلل أو تلقى الضوء على مشكلات واقعية ملحة يعانيها بشر يشتركون فى هموم واحدة.

وأضاف: «نحن لكى نبدع لا بد أن يكون وعينا حرا.. والحرية من ناحية أخرى لا تستطيع أن تتجاهل الواقع ولا تستطيع أن تولى ظهرها للعالم الخارجى تماما».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *