الحرب الروسية| بوتين يهدد بتجريد أوكرانيا من صفتها كـ”دولة”.. و”أطباء بلا حدود” تطالب بإجلاء ماريوبول.. وهجوم بالرصاص على طاقم صحفي بريطاني بكييف


 

في اليوم الحادي عشر من غزو أوكرانيا، واصل الجيش الروسي الضغط على جنوب أوكرانيا وكييف، فيما هدد الرئيس فلاديمير بوتين بتجريد أوكرانيا من صفتها كـ”دولة” واعتبر العقوبات الدولية ضد بلاده بمثابة “إعلان الحرب”.  

كما أعلنت شركتا الدفع بالبطاقات فيزا وماستركارد أنهما ستعلقان عملياتهما في روسيا، لتنضما بذلك إلى عدد متزايد من الشركات الأمريكية الكبرى التي علقت أعمالها في الأراضي الروسية على خلفية الهجوم على أوكرانيا. 

ومن المتوقع أن يصل عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا إلى 1,5 مليون، اليوم، مع استمرار الهجوم الروسي لليوم الحادي عشر، فيما تضغط أوكرانيا من أجل الحصول على المزيد من المساعدة الغربية بما في ذلك المزيد من العقوبات والأسلحة. 

كما أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية مقتل أكثر من 11 ألف جندي روسي منذ بدأت موسكو غزوها للبلاد في 24 فبراير، وفي اليوم السابق قدرت عدد القتلى الروس بأكثر من عشرة آلاف. 

وقال مسؤول في منظمة أطباء بلا حدود إنه “من الضروري” إجلاء سكان مدينة ماريوبول الأوكرانية بسرعة بسبب الوضع الإنساني “الكارثي” فيها مع تواصل حصارها من الجيش الروسي وحلفائه. 

وصرّح لوران ليغوزات، منسق الطوارئ في المنظمة غير الحكومية في أوكرانيا لوكالة فرانس برس بأن “الوضع في ماريوبول كارثي ويسوء يوما بعد آخر”. 

وأضاف متحدثا من مدينة لفيف غرب أوكرانيا “لم يعد هناك ماء اليوم، يعاني الناس من مشاكل كثيرة في الحصول على مياه الشرب، وقد أصبحت هذه مشكلة أساسية إلى حد ما. لم يعد هناك كهرباء ولا توجد تدفئة. الطعام ينفد والمحلات فارغة”. 

وناشد المسؤول في منظمة أطباء بلا حدود المتحاربين السماح للمدنيين بالمغادرة، وأردف أنه: “من الضروري أن يتم إنشاء هذا الممر الإنساني بسرعة كبيرة للسماح للمدنيين من النساء والأطفال بالخروج، لقد كان من الممكن إنشاؤه اليوم ولكن لم يتم إنشاؤه بسبب عدم احترام وقف إطلاق النار”. 

وأعلنت قناة سكاي نيوز البريطانية، عن تعرض طاقمها لهجوم خارج العاصمة الأوكرانية كييف في وقت سابق من هذا الأسبوع، وإصابة أحد الصحفيين بالرصاص. 

وذكرت القناة، أن سيارة الطاقم أصيبت بالرصاص بينما كانت متجهة إلى العاصمة الأوكرانية الاثنين. إلا أنها لم تعلن عن هذا الخبر إلا مساء الجمعة، بعد أن عاد فريقها إلى المملكة المتحدة، ونشرت الصور. 

وأصيب الصحفي ستيوارت رامساي برصاصة في أسفل الظهر. كذلك أصيب مصور أثناء فراره من السيارة برصاصتين لكن سترته الواقية من الرصاص حمته. 

وتمكن أعضاء الطاقم الخمسة بمن فيهم المصاب، من الفرار وهم يصرخون بأنهم صحافيون، باتجاه مصنع قريب حيث فتح لهم رجال الباب ولوحوا لهم بالدخول. وقامت الشرطة الأوكرانية بإخراجهم. 

وكتب ستيوارت رامساي بعد عودته “كان الرصاص يتناثر على جميع أنحاء السيارة، النوافذ، والزجاج الأمامي، والمقاعد، وعجلة القيادة، وكل شيء تحطم تماما”. 

وقالت شبكة سكاي نيوز، إنه يُشتبه بمسؤولية “فرقة تخريب” روسية عن الهجوم، وأضاف ستيوارت “كنا محظوظين إلى حد كبير، لكن آلاف الأوكرانيين يموتون، والروس يستهدفون العائلات. كنا في سيارة عادية عندما هاجمونا”. 

وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن حلف الناتو لن يصبح طرفا بالنزاع في أوكرانيا، وأضاف جونسون في مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، اليوم الأحد: “إنه ليس نزاعا للناتو، ولن يكون هكذا”. 

وأشار في الوقت ذاته إلى أن أكثر من 20 دولة تقدم حاليا مساعدات دفاعية لأوكرانيا، متابعا: “في يناير الماضي كانت المملكة المتحدة في صفوف عدد قليل تقدم مساعدات لأوكرانيا في مجال الدفاع. وحاليا تشارك أكثر من 20 دولة في هذه الجهود”. 

وصرح أيضا بأنه لم يكن لأوكرانيا آفاق جادة في الانضمام لحلف الناتو في المستقبل القريب، مضيفا: “تنحصر الحقيقة في أنه لم يكن لأوكرانيا أي آفاق جادة للانضمام إلى الناتو في المستقبل القريب. كنا نحن (الناتو) جاهزين للاستجابة للمخاوف المعلنة من جانب روسيا فيما يتعلق بالأمن عن طريق المفاوضات”. 

وأكد رئيس الوزراء البريطاني أن الناتو لا يعرض للشك وجود روسيا كدولة كبرى، قائلا: “ليست لدينا مشاعر معادية تجاه الشعب الروسي. ليست لدينا رغبة في تحدي الأمة العظيمة والدولة الكبرى”. 

وأصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت مرسوما يوجه فيه الحكومة بإعداد قائمة بالدول التي “تتخذ خطوات غير ودية” تجاه روسيا. 

وسيتعين على الحكومة في غضون يومين وضع قائمة بالدول التي تتخذ إجراءات ضد المواطنين الروس والجهات الروسية،  ويقضي المرسوم بأنه سيحق للشركات الروسية سداد ديونها أمام الدائنين من الدول المدرجة على هذه القائمة بالروبل الروسي. 

ويأتي ذلك على خلفية فرض عدد من الدول الغربية عقوبات اقتصادية على روسيا بعد أن أطلقت موسكو عملية عسكرية في أوكرانيا، وتستهدف العقوبات قطاعات عديدة من الاقتصاد الروسي، وشخصيات في القيادة الروسية ورجال أعمال كبارا في روسيا. 

كشف مصدر حكومي روسي، اليوم الأحد، أن أوكرانيا أتلفت الجزء الأكبر من الوثائق المتعلقة بإنتاج الأسلحة النووية في العاصمة كييف ومدينة خاركوف ونقلت بعضها إلى لفوف. 

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لوكالة “سبوتنيك” إنه في “سياق التوترات المتزايدة مع روسيا قررت القيادة الأوكرانية إتلاف جميع الوثائق القيمة والمخزنة في المراكز العلمية في كييف وخاركوف أو نقلها إلى لفوف – إلى جامعة لفوف بوليتكنيك الوطنية”. 

وأضاف المصدر: “تم ذلك لتجنيب الاتهامات ضد نظام كييف بشأن وجود عنصر أسلحة في البرنامج النووي السلمي لأوكرانيا”. 

وبحسب المصدر، جعلت السلطات الأوكرانية محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية مركزا لتصنيع قنبلة “قذرة” عبر استخدام مواد البلوتونيوم فيها”. 

وأكد المصدر أن “أوكرانيا كثفت في السنوات الأخيرة الاستكشاف الجيولوجي للطبقات العميقة في أراضي مناجم اليورانيوم القائمة، فضلاً عن تطوير رواسب اليورانيوم الواعدة، ولا سيما في مناطق نيكولاييف ودنيبروبيتروفسك وكيروفوغراد”. 

وتابع المصدر: “بدأ الأوكرانيون حوارا مع الشركات الأجنبية حول تقديم المساعدة لأوكرانيا بإنشاء شركات تخصيب اليورانيوم الخاصة بها على أراضي البلاد”، مضيفا أن “مصنع معالجة المعادن بالمياه المعدنية في جوفتي فودي يعالج بالفعل مركز أكسيد اليورانيوم من الخام المستخرج في أوكرانيا، الذي يمكن استخدامه في عملية تخصيب اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي الغازية دون معالجة وتنقية إضافية”. 

هذا وتواصل القوات المسلحة الروسية، منذ 24 شباط/فبراير الفائت، العملية العسكرية الخاصة، التي حدد الرئيس فلاديمير بوتين هدفها بـ”حماية الأشخاص الذين تعرضوا، على مدار 8 سنوات، للاضطهاد والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف”. 

كما تهدف العملية العسكرية، بحسب الرئيس بوتين، إلى وقف عسكرة أوكرانيا والقضاء على التوجهات النازية فيها، وتقديم جميع المسؤولين عن ارتكاب جرائم دموية ضد المدنيين في دونباس، إلى العدالة. 

وتستهدف القوات المسلحة الروسية البنية التحتية العسكرية والقوات الأوكرانية فقط، كما تواصل القوات التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، التقدم على أراضي الدولتين، بدعم من القوات المسلحة الروسية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *