ارتفاع في أسعار النفط عالميا مع بدء تخفيف إجراءات العزل.. وتراجع أسعار الذهب بعد استبعاد تبني أسعار فائدة سلبية بأمريكا
كتب – أحمد سلامة
ارتفعت أسعار النفط، الخميس، بعد هبوط غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية، لكن توقعات قاتمة بشأن أكبر اقتصاد في العالم حدت من المكاسب مع تهاوي الطلب على الوقود بسبب جائحة فيروس كورونا ومخاوف بشأن موجة ثانية محتملة من حالات الإصابة.
وحسب “رويترز” فبحلول الساعة 0621 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتا أو 0.6 بالمئة إلى 29.37 دولار للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 23 سنتا بما يعادل 0.9 بالمئة إلى 25.52 دولار للبرميل.
وكانت أسعار النفط قد شهدت ارتفاعات على مدى الأسبوعين المنصرمين مع بدء بعض الدول في تخفيف القيود وإجراءات العزل العام المرتبطة بفيروس كورونا للسماح للمصانع والمتاجر باستئناف العمل. لكن ظهور حالات إصابة جديدة في كوريا الجنوبية والصين زاد من المخاوف من احتمال وجود موجة ثانية من الإصابات مما سيضغط على التعافي الاقتصادي والطلب على الوقود.
وحذر جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) يوم الأربعاء من نمو اقتصادي ضعيف ”لفترة ممتدة“ ودعا لإنفاق مالي إضافي لصد تبعات الفيروس.
وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق لدى أواندا ”من الصعب الشعور بالحماس بشأن تعاف منتظم للطلب على النفط عندما يكون لدى أكبر اقتصاد في العالم ضبابية كبيرة بشأن التوقعات ومخاطر كبرى على الجانب النزولي“.
وقدم التراجع الذي سجلته المخزونات الأمريكية بعض الدعم للأسعار في وقت مبكر من جلسة التداول، لكن مويا قال إن عمليات سحب أكبر من الاحتياطات ستكون مطلوبة على مدى الأسابيع القليلة المقبلة لدعم الأسعار.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء إن مخزونات الولايات المتحدة من الخام انخفضت 745 ألف برميل الأسبوع الماضي إلى 531.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن من مايو أيار. وتوقع المحللون في استطلاع أجرته رويترز ارتفاعها 4.1 مليون برميل.
وفي ظل تراجع استهلاك الوقود، قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الأربعاء إنها تتوقع انكماش الطلب العالمي على النفط 9.07 مليون برميل يوميا في 2020. وفي الشهر الماضي، توقعت أوبك انكماشا بمقدار 6.85 مليون برميل يوميا. كما تنبأت المنظمة بأن يشهد الربع الحالي أكبر تراجع في الطلب.
تراجع الذهب يوم الخميس بعد أن استبعد جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) احتمال تبني أسعار فائدة سلبية، لكن تحذيره من ضعف النمو الاقتصادي لفترة ممتدة حد من خسائر المعدن الأصفر.
ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 1714.20 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0634 بتوقيت جرينتش، بعد أن قفز 0.8 بالمئة في الجلسة السابقة بفعل رؤية باول القاتمة لفرص تعافي الاقتصاد من تداعيات جائحة فيروس كورونا. وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.4 بالمئة إلى 1723.80 دولار.
وقال أفتار ساندو مدير السلع الأولية لدى مؤسسة فيليب فيوتشرز ”تعليقات باول بأنه ليس متحمسا لأسعار الفائدة السلبية حدت من موجة ارتفاع الذهب“.
لكن ساندو قال إن الخطاب بصفة عامة كان إيجابيا للذهب مضيفا أن ”الأسعار ارتفعت بعد أن قال باول إن الاقتصادات لا تبلى بلاء حسنا بسبب الفيروس ويمكن توقع المزيد من التحفيز. وهو يتوقع المزيد على الصعيد المالي“.
ويوم الأربعاء، تعهد باول باستخدام أدوات البنك المركزي وفق ما تقتضيه الحاجة، ودعا لإنفاق مالي إضافي لمساعدة الاقتصاد المتضرر من فيروس كورونا.
وتتركز الأنظار حاليا على بيانات إعانة البطالة الأمريكية المقرر صدروها بحلول الساعة 1230 بتوقيت جرينتش لاستقاء المزيد من المؤشرات بشأن آفاق الاقتصاد.
وتطلق البنوك المركزية والحكومات في أنحاء العالم دعما ماليا ونقديا غير مسبوق لحماية اقتصاداتها من الجائحة.
ويميل الذهب للاستفادة من إجراءات التحفيز واسعة النطاق إذ أنه يُعتبر في المعتاد وسيلة تحوط في مواجهة التضخم وتراجع العملة.
وفي تأكيد للأثر الاقتصادي للوباء، تراجعت أسعار المنتجين الأمريكيين في أبريل نيسان بأكبر قدر منذ 2009، مما قاد إلى أكبر انخفاض سنوي في نحو أربع سنوات ونصف السنة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاديوم 0.4 بالمئة إلى 1825.81 دولار للأوقية، بعد أن انخفض 2.3 بالمئة يوم الأربعاء.
وزاد البلاتين 1.2 بالمئة إلى 765.96 دولار للأوقية، بينما تراجعت الفضة 0.8 بالمئة إلى 15.52 دولار.