إيطاليا.. مهاجرون يلقون بأنفسهم في المياه بعد رفض حكومة ميلوني اليمينية استقبالهم

وكالات  

في نهاية رحلتهم الشاقة، قام مهاجرون عالقون على متن سفن إنقاذ، قبالة سواحل صقلية بعد رفض حكومة جورجيا ميلوني اليمينية  استقبالهم، بإلقاء أنفسهم في المياه مخاطرين بحياتهم. 

تعهدت زعيمة حزب فراتيلي ديتاليا وتحالفها الحاكم “الدفاع عن حدود” إيطاليا من خلال منع سفن المنظمات غير الحكومية الناشطة في المتوسط من دخول الموانئ الإيطالية لإنزال آلاف المهاجرين الذين ينقذونهم كل عام. 

وسمحت حكومتها الأحد (السادس من نوفمبر 2022) بإنزال القاصرين فقط والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية. وتمكنت سفينتان من الرسو في كاتانيا بينما لم يسمح برسو مركبين آخرين على متنهما ألف مهاجر. 

وأمام هذا الوضع، قفز ثلاثة مهاجرين الاثنين إلى البحر من سفينة “جيو بارنتس” التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود والعالقة قبالة السواحل الايطالية بسبب المواجهة بين المنظمات غير الحكومية التي تقوم بعميات إنقاذ في المتوسط والحكومة الإيطالية الجديدة. 

وسرعان ما تم انتشال الرجال الثلاثة وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود التي تنقذ مهاجرين يخوضون رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر بين شمال إفريقيا وأوروبا. وبعد فترة وجيزة صرخ مهاجرون على متن السفينة “ساعدونا”، حسب ما ذكر مراسل فرانس برس. 

وفي الأثناء، قالت محافظة منطقة سيراكيوز لوكالة فرانس برس إن السلطات الإيطالية أنقذت أكثر من 500 شخص وأنزلتهم في صقلية بعد أن قالت منظمة “ألارم فون” غير الحكومية في وقت سابق إنهم في وضع صعب. وقالت جوزيبا سكادوتو إنهم “يخضعون أولاً لفحص طبي ويتم التعرف عليهم من قبل الشرطة ثم سيتم توزيعهم على مراكز الاستقبال”. 

ووفق وزارة الداخلية الإيطالية، وصل أكثر من 88 ألف شخص عن طريق البحر إلى إيطاليا منذ الأول من كانون الثاني/يناير.  وأقر السناتور الديموقراطي أنطونيو نيشيتا بعد عودته إلى رصيف ميناء كاتانيا بأن “الوضع متوتر” على متن سفن الإنقاذ الراسية قبالة سواحل صقلية. 

وذكر أن “الأجواء مشحونة على متن السفن ويسعى الناشطون إلى تهدئة الخواطر. العديد من المهاجرين خلعوا ملابسهم لإظهار إصاباتهم بالتهابات في أعضائهم التناسلية” مشيرا إلى حالات جرب. 

من جهتها قالت منظمة أطباء بلا حدود أمس الاثنين إن أحد المهاجرين نقل في سيارة إسعاف بعد أن اشتكى من آلام حادة في المعدة، مؤكدة أن وضع الآخرين يتدهور بسرعة. وقال ريكاردو غاتي  رئيس البحث والإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود “وضعهم ومستوى الضغط النفسي لديهم مرتفع للغاية”. 

كما ترسو في الميناء السفينة “هيومانيتي 1” التي ترفع علم ألمانيا وتديرها منظمة إس أو إس هيومانيتي الخيرية، وقد أنزلت 144 شخصا الأحد، ولا يزال على متنها 35 رجلا مهاجرا. 

وينص مرسوم حكومي إيطالي صدر الجمعة على السماح للسفينة بالرسو فقط لكشف عدد الركاب الذين يواجهون “حالة طوارئ”. لكن قبطان السفينة يواكيم إبلينغ تحدى أمر مغادرة الميناء، مشددا الاثنين على أن “أي شخص يتم إنقاذه له الحق في النزول في ميناء آمن”. وقال للصحافيين “لن أذهب إلى أي مكان طالما أن هناك أشخاصا على متن السفينة”. 

وتعهدت الحكومة الإيطالية الجديدة، الأكثر يمينية منذ الحرب العالمية الثانية، باتخاذ موقف متشدد حيال المهاجرين. وقال وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي إن المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر هم من مسؤولية الدولة التي تبحر السفن تحت علمها – وهي في هذه الحالة النروج وألمانيا. 

وفي سياق متصل، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ألمانيا تجري محادثات مع روما بشأن مصير المهاجرين الذين تم إنقاذهم وهم عالقون على متن سفينة ترفع العلم الألماني وتابعة لمنظمة خيرية قبالة السواحل الإيطالية وتريد أن يتم منحهم الإذن بالنزول من السفينة. 

وأضاف المتحدث: “في الأساس… يجب عدم منع عمليات إنقاذ المدنيين في البحر، من التزامانا الأخلاقي والقانوني عدم ترك البشر يغرقون”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *