“إزاي أعمل استعراض وفي كل بيت شهيد”؟ نيللي في مهرجان القاهرة السينمائي.. مواقف وذكريات عمر و”شقاوة” لم يغيبها الزمن

نيللي: لم ولن أعتزل الفن.. وأتمنى تجسيد شخصية نفرتيتي

رفضت تقديم الفوازير في البداية وحينما علمت أنهأ تتضمن استعراضات “كلبشت فيها”.. ودنيا سمير غانم الأفضل لتقديمها في الجيل الحالي 

كنت شقية منذ صغري ولا زالت.. ولم أفكر في إطلاق مدرسة لتعليم الاستعراض

لم أفكر في تقديم قصة حياتي في عمل فني.. الدرامة محتاجة مواقف

كتب- محمود هاشم

كوليس وذكريات عمر وحضور طاغ لا يخلو من بهجتها المعتادة، كان ذلك العنوان الأبرز خلال الحوار المفتوح مع الفنانة الكبيرة نيللي، اليوم الثلاثاء، ضمن فعاليات الدورة الـ 43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

الإذاعي عمر زهران كشف، خلال الحوار المفتوح، الذي عقد ضمن أيام القاهرة لصناعة السينما، الذي أداره الناقد الفني طارق الشناوي. بحضور رئيس المهرجان محمد حفظي، وعدد من الفنانين وجمهور المهرجان، عن أحد المواقف البارزة التي جمعته مع نيللي، حين رفضت عرضا ماليا ضخما من إحدى القنوات الفضائية الكبيرة، لتأدية استعراض فني، بسبب موقف إنساني.

قال زهران: “نيللي رفضت العرض رغم ضخامته، لأنه جاء في وقت الثورة وكان مطلوبا منها وقتها تأدية استعراض خلال هذه الفترة، فقالت إزاي أعمل استعراض وفي بيت كل أسرة شهيد”.

نيللي، التي كرمها المهرجان بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، أبدت سهادتها بتكريمها في المهرجان، معتبرة الفنانة الراحلة فيروز الصغيرة مثلها الأعلى، واصفة إياها بالمعجزة.

تطرقت الفنانة الكبيرة إلى العلامات البارزة في بداياتها الفنية، قائلة: “سعيدة بمشاركتي في بدايتي مع الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، في فيلم المراهقة الصغيرة، لا أخفي أنني كنت مرهوبة من التجربة، لكن بعد دخولي في الشخصية زالت هذه الرهبة”.

وتابعت: “أنا كنت بعمل فيلم المراهقة الصغيرة مع الفنانة ليلى فوزي، ومكنش لسة حد يعرفني خالص، ومدام ليلي هي من قدمتني كوجه جديد لعبدالوهاب، كنت شقية وما زلت، هذا الأمر ساعدني كثيرا في العمل”.

وعن اتجاهها للعمل في الفوازير، قالت: “في البداية رفضتها، وترددت أن أترك التمثيل وأتفرغ لها، لكن عندما عرفت أنني سأقدم استعراضات كلبشت فيها، لأن الاستعراض بالنسبة لي حياة”.

 وكشفت عن أملها في تجسيد شخصية الملكة نفرتيتي، وأضافت مازحة: “علشان رقبتي طويلة زيها”.

ورشحت نيللي، الفنانة نيللي سمير غانم، كأفضل فنانة مناسبة لتقديم الفوازيز من نجمات الجيل الحالى، وعلقت: “دنيا سمير غانم موهبة خاصة، وبتعرف تمثل وتغنى”.

كما كشفت أيضا عن أسباب غيابها عن الساحة الفنية طوال الفترة الماضية، والعمل الذي من الممكن أن يقنعها بالعودة مجددا، فقالت: “أهم شيء بالنسبة لي أن يكون العمل مكتوبا بشكل جيد، وأن يمثل دوري فيه إضافة له”. 

وأضافت: “لم ولن أعتزل الفن نهائيا، لأنه يجري في دمي، لكنني نتظر الفرصة المناسبة للعودة لجمهورها بشكل يليق بها وبهم”.

نيللي أكدت أنها لم تفكر في إطلاق مدرسة لتعليم فنون الاستعراض، إلا أنها نصحت الراغبين في خوض التجربة بصقل خبراتهم بمهارات إضافية، ومواصلة العمل الجاد دون توقف.

وتابعت: ” والدي كان مهتم بي كفنانة، وكنت أدرس الغناء والعزف منذ أن كنت طفلة، درست أيضا الباليه، وهو ما ساعندي كثيرا بعدها، حيث باتت لدي الخيرة الكافية لتحقيق التناسق في الاستعراضات التي قدمتها فيما بعد”.

ما تزال الفنانة الكبيرة تعتاد كتابة ما تسميها “خواطر وليست مذكرات بالمعنى المفهوم”، مؤكدة أنها مليئة بالمواقف المبهجة، وبسؤالها عن تفكيرها في تقديم قصة حياتها، قالت: “مفيش حاجة في حياتي تتعمل، الدراما عايزة مواقف”.

يشار إلى أن نيللي، فنانة مصرية تعد إحدى أبرز نجمات الأعمال الاستعراضية، وهي تنتمي لعائلة فنية عريقة؛ إذ أن شقيقتها الكبرى هي النجمة فيروز، التي اشتهرت في السينما المصرية بكونها “الطفلة المعجزة”، وقريبتها هي النجمة الشهيرة لبلية.

وبخلاف انتمائها لعائلة فنية، فإنها تمتعت أيضًا بموهبة كبيرة في الغناء والرقص والتمثيل، مما ضمن لها المشاركة في ما يزيد عن 118 عملا فنيا، تنوعت ما بين السينما والمسرح والتلفزيون.

كانت البداية في عمر أربع سنوات، حين جسدت دور الطفلة “منى” من خلال فيلم “الحرمان”، الذي قام ببطولته الفنان الكبير الراحل عماد حمدي، ومن ثم توالت عليها الأعمال خلال فترة طفولتها، من بينها فيلم “عصافير الجنة”، “رحمة من السماء”، “توبة”، “حتى نلتقي”.

وفي ستينيات القرن الماضي بدأت في الظهور كشابة في مجموعة كبيرة من الأفلام السينمائية التي شاركت في بطولة الكثير منها من بينها “المشاغبون”، “المراهقة الصغيرة”، “إجازة صيف”، “بيت الطالبات”، “صباح الخير يا زوجتي العزيزة”، “الرجل الذي فقد ظله”، “الحب سنة 70″، “البنت الحلوة الكدابة”، “طائر الليل الحزين”، وصولا إلى “العذاب إمرأة” و”أنا وأنت وساعات السفر”، و”الغول”.

وعلى خشبة المسرح، كانت بدايتها مع مسرحية “الدلوعة”، التي لعبت من خلالها دور “فكرية الزعفراني”، ومسرحية “كباريه”، و”انقلاب”، وغيرها.

هذا بجانب مساهماتها الكبيرة في التلفزيون حيث قدمت عدة مسلسلات من أبرزها “الدوامة”، “مبروك جالك ولد”، “عاشت مرتين”، “برديس”، “إنها مجنونة مجنونة”، “ألف ليلة وليلة”، “سنوات الشقاء والحب”.

أما الفوازير، فقد استطاعت من خلالها أن تحقق نجاحا جماهيريا كبيرا يُحسب لها حتى الآن، وكانت البداية مع “صورة وفزورة”، عام 1975، لتبدأ بعد ذلك سلسلة فوازير منها “صورة وفزورتين”، “صورة وثلاث فوازير”، “صورة و30 فزورة”، “أنا وأنت – فزورة التمبوكا”، “عروستي”، “الخاطبة”، “عالم ورق ورق ورق”، “عجايب صندوق الدنيا”، “أم العريف”، “الدنيا لعبة”، “زي النهاردة”.

ويعد مسلسل “قصاقيص ورق”، الذي عرض عام 2005، هو آخر عمل فني قدمته، لكن رغم غيابها عن الساحة الفنية منذ ذلك التاريخ، فإنه يمكن أن نؤرخ أغلب مراحلها العمرية من خلال كاميرات السينما والتلفزيون التي وقفت أمامها منذ نعومة أظافرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *