ألف سلامة.. إصابة د. منى مينا بكسر بيدها اليمنى أثناء الإعداد لعمومية المهن الطبية.. ووكيلة الأطباء السابقة: شكرًا للزملاء بمنشية البكري  

إيهاب الطاهر: رغم الكر أصرت على استكمال الزيارة من أجل حضور قوى وإعداد جيد للجمعية العمومية للإتحاد 9 يونيو 

إكرام يوسف: ألف سلامة يا ست الحلوين جميلة جميلات وأجدع جدعان جيل السبعينيات.. ربنا يشفيها ويعافيها وتقوم لنا بألف سلامة بسرعة جدًا 

كتب: عبد الرحمن بدر 

أصيبت الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء والأمين العام الأسبق للنقابة، بكسر في يدها اليمنى أثناء الإعداد لعمومية المهن الطبية.  

وقال الدكتور إيهاب الطاهر، عضو مجلس نقابة الأطباء: “ندعو الله أن يمن بالشفاء العاجل على د. منى مينا فقد أصيبت بكسر بالساعد الأيسر أثناء ذهابنا للمنصورة، للقاء الزملاء من أعضاء الجمعية العمومية للإتحاد”. 

وتابع: “أصرت على استكمال الزيارة (مع الزملاء)، من أجل حضور قوى وإعداد جيد للجمعية العمومية للإتحاد 9 يونيو، وتحية لفريق العمل بمستشفى منشية البكرى العام على ما بذلوه من جهد ورعاية”. 

وردت عليه منى مينا قائلة: “الحمد لله أنا أحسن كتير .. وألف ألف شكر لدعمك ومساعدتك ومشورتك لحد إتمام عمل اللازم، بجد نعم الأخ .. وطبعا ألف ألف شكر لكل الزملاء فريق عمل العظام بمستشقى منشية البكري”. 

وقالت الكاتبة إكرام يوسف: “حبيبتي وصاحبتي، ألف سلامة يا ست الحلوين، جميلة جميلات وأجدع جدعان جيل السبعينيات، وحبيبة كل الناس الطيبين والمحترمين، المعطاء، الخدوم، الطيبة، الحنينة، الجدعة.. وقعت وانكسرت إيدها.. ربنا يشفيها ويعافيها وتقوم لنا بألف سلامة بسرعة جدًا”. 

منى مينا وتاريخ من النضال 

لم تتوقف منى مينا يومًا عن أداء دورها في الدفاع عن صحة المصريين وحق زملائها في ظروف عمل وأجور مناسبة أينما كان موقعها، عرفتها المواقع وميادين الثورة وعرفها الأطباء والمرضى والمدافعون عن الحقوق ثابتة على مبادئها .. منى مينا وكفى. 

خلال عام 2020 خاضت وكيلة نقابة الأطباء السابقة والتي تركت موقعها النقابي معركة الدفاع عن حقوق الأطباء وحق المصريين في الصحة بكل قوة ضاربة المثل في كيف تكون نقابيا ومناضلا. 

قبل دخولها مجلس نقابة الأطباء أسست منى مينا مع آخرين جماعة أطباء بلا حقوق، وبعد ثورة 25 يناير 2011 انتخبت عضوة بمجلس نقابة الأطباء، وتولت منصبي أمين عام ووكيلة نقابة الأطباء، وبعد 8 سنوات خاضت فيهما عشرات المعارك لصالح زملائها، قررت ألا تترشح للانتخابات الأخيرة. 

وقالت منى مينا يومها: “أرى لأسباب كثيرة، أن الأنسب لي في الفترة القادمة هو العمل بهامش أوسع من الحرية، بعيدًا عن أي موقع رسمي بالنقابة”، وهي المقولة التي طبقتها خلال الفترة التي تلت خروجها من النقابة. 

مقالتة لم تغيرها المواقع 

يظن البعض أنها مازالت عضوة بمجلس النقابة، وهو ما نفته أكثر من مرة عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، والسبب في ذلك تصديها المستمر لأزمات نقابية ومشكلات تخص الفريق الطبي. 

منذ أزمة كورونا تحرص منى مينا بشكل يومي على نشر النصائح للمواطنين، ومتابعة أوضاع الأطباء وظروف العمل في ظل الوباء، وجمع توقيعات للمطالبة بمعاش شهيد.. ومازالت رحلة العطاء متواصلة مهما اختلفت المواقع وتبدلت المسميات. 

ورغم أنه نالتها حملات التشويه وصلت إلى حد تقديم بلاغات ضدها، لكن لم تتوقف كثيرًا أمام ذلك وأكدت أنها تركز فيما هو مفيد.  

وفي مواجهة حملات التشويه خرجت أصوات تدافع عن السيدة التي وهبت نفسها للدفاع عن حق الطواقم الطبية والمواطنين في خدمة صحية لائقة، وأكدوا أنها صوت الأطباء القوي الذي لم تغيره المواقع أو تسكته التهديدات، وخلال 8 سنوات قضتهم في النقابة كانت صوتًا قويًا يدافع عن الأطباء ويرفض أي انتهاك لحقهم أو انتقاص من حقوقهم. 

عشرات المعارك خاضتها ببسالة نادرة، قادت المظاهرات لمبنى وزارة الصحة، ولم تمانع أن تجلس مع قيادات الوزارة تتفاض عن حقوق زملائها، عرضها العمل العام لبعض الهجوم لكنها كانت ومازالت في طريقها لا تلفت إلا لقضيتها وما تؤمن به وتدافع عنه. 

ولدت منى مينا في 26 يونيو عام 1958، وتخرجت في كلية الطب جامعة عين شمس عام 1983، وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في طب الأطفال عام 1990. 

كانت منى مينا أول سيدة في تاريخ النقابة تفوز بمنصب الأمين العام، وهو المنصب الذي شغلته لمدة عامين، كما أنها لم تتوقف عن خوض المعارض وتنظيم الوقفات، للدفاع عن حقوق زملائها، مهما اختلف موقعها، لذلك يم يكن غريبًا أن ترفض حقيبة وزارية في وزارة كمال الجنزوري في 2012، وأن تقيم مستشفى ميداني أمام مجلس الوزارء في الاعتصام الشهير وقتها لرفض حكومة الجنزوري. 

خاضت المعارك الواحدة تلو الأخرى بثبات وشجاعة، هاجمت سياسات الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة في عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ووقفت ضد سياسات الخصخصة، ونادت بزيادة ميزانية وزارة الصحة، لم تغير خطابها طوال السنوات الماضية ولم تهادن على حقوق زملائها وكرامتهم. 

أثناء ثورة 25 يناير كانت من أوائل الأطباء الذين أقاموا مستشفى ميداني بالتحرير لعلاج المصابين، وبعد الثورة قادت مسيرات الأطباء للتحرير في فاعليات عديدة، كانت ترى أن الفرصة سانحة من أجل تحسين المنظومة الصحية بالكامل، لتؤكد دائمًا أنها تدافع عن حق المريض في رعاية جيدة وحق الطبيب في وضع أفضل، وأن تحسين منظومة الصحة سيعود بالنفع على الجميع. 

قادت منى مينا عدة مسيرات لوزارة الصحة ومجلس الوزراء للمطالبة برفع ميزانية الصحة، وحل مشكلة الاعتداء على المستشفيات، وإقرار كادر الأطباء. 

كما اعتصمت مع بعض الأطباء أمام وزارة الصحة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي للمطالبة بكادر خاص للأطباء، وشاركت في تنظيم أطول إضراب جزئي عن العمل بالمستشفيات الحكومية من أجل تحسين المنظومة الصحية وحل أزمة تكرار الاعتداء على الأطباء في 2012. 

كما شاركت في إضرابي الأطباء في 2011، و2014 للمطالبة بتحسين الأجور، وتأمين المستشفيات، ورفع ميزانية الصحة، وحل مشكلة الاعتداء على المستشفيات. 

أكدت أكثر من مرة أن مستشفيات الوزارة «خربات للموت»، كما وقعت طبيبة الأطفال على استقالة مسببة من وزارة الصحة ضمن حملة جمع توقيعات للاستقالة كوسيلة ضغط للاستجابة لمطالب الأطباء. 

ستظل منى مينا رمزًا للنضال من أجل حقوق الأطباء وحق المرضى في العلاج، وحق الجميع في تحسين الخدمية الصحية المقدمة، تسير السيدة الشجاعة في طريقها الذي اختارته بحب لتدافع عن الحق في الصحة وحق زملائها في ظروف أفضل. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *