أسواق الأسهم تسجل تراجعا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.. وقفزة جديدة في سعر النفط لم تحدث منذ 14 عاما
تأثرت أسواق الأسهم بشدة على إثر تسجيل ارتفاع سعر النفط والغاز، الأمر الذي أذكى المخاوف من حدوث صدمة اقتصادية عالمية من جراء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وارتفع سعر النفط إلى 139 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 14 عاما تقريبا، بينما ارتفع سعر الغاز بالجملة بأكثر من الضعف، وفقا لموقع “BBC”.
ويأتي ذلك في وقت ألمحت فيه الولايات المتحدة إلى فرض حظر على شراء الطاقة الروسية، والتطلع إلى العمل مع دول أخرى لزيادة الإمدادات.
كما سجلت أسعار البنزين ارتفاعا قياسيا آخر وسط تحذيرات من ارتفاع فواتير الطاقة.
ولا تزال الأزمة تلقي بظلالها على أسواق الأسهم، إذ سجلت البورصات الرئيسية في فرنسا وألمانيا تراجعا بأكثر من 4 في المئة في التعاملات المبكرة، بينما انخفض مؤشر “إف تي إس إي 100” في لندن بأكثر من 2 في المئة. كما تراجعت الأسهم الآسيوية.
وقالت سوزانا ستريتر، المحللة في “هارغريفز لانسداون”، إن أسهم شركات السفر والبنوك والتجزئة “تتراجع مع تصاعد المخاوف بشأن التأثير الضار للأزمة”.
ووصل سعر الذهب، الذي يعد الملاذ في الأوقات العصيبة للمستثمرين الباحثين عن الأمان، إلى 2000 دولار للأوقية للمرة الأولى منذ 18 شهرا تقريبا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، يوم الأحد ، إن إدارة بايدن تناقش مع الحلفاء فرض حظر على إمدادات قطاع الطاقة الروسي.
وفي وقت لاحق ، قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إن المجلس “يدرس” تشريعا لحظر صادرات النفط الروسية، وأن الكونغرس سيبحث الأسبوع الجاري أيضا توفير مساعدات بقيمة 10 مليارات دولار لأوكرانيا، لدعمها في مواجهة الغزو الروسي.
وقالت بيلوسي في خطاب: “المجلس يبحث حاليا قانونا قويا يعزل روسيا بشكل أكبر عن الاقتصاد العالمي”.
وتتزايد الضغوط على الإدارة الأمريكية والغرب، لاتخاذ المزيد من الإجراءات ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما سيضع المزيد من الأعباء على الاقتصاد العالمي.
ونقل موقع “BBC” عن فاندانا هاري، من شركة “فاندا إنسايتس” لتحليل أسواق النفط، قولها: “على الرغم من أن الولايات المتحدة قد تدفع فقط إلى فرض حظر على واردات النفط الروسية، فإن أوروبا لا تستطيع أن تفعل الشيء نفسه، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يواجه وضعا بالغ الصعوبة، يمكن أن يقطع إمدادات الغاز إلى أوروبا، ويقطع شريان الحياة للطاقة في القارة”.
وارتفع سعر خام برنت القياسي بنحو 20 في المائة الأسبوع الماضي، حيث أثار الغزو الروسي المخاوف من نقص إمدادات الطاقة في السوق العالمية.
وشهد المستهلكون في جميع أنحاء العالم ارتفاعا في التكاليف في الأيام الأخيرة حيث شعروا بتأثير ارتفاع أسعار الطاقة بالجملة.
وقالت رابطة مصنعي السيارات الأمريكية إن أسعار الوقود زادت الأسبوع الماضي بنحو 11 في المائة، لتصل إلى أعلى مستوى منذ عام 2008.
وفي الوقت نفسه، أدى ارتفاع أسعار الغاز وسط الصراع في أوكرانيا إلى زيادة المخاوف من أن تصل متوسط فواتير الطاقة المنزلية السنوية في المملكة المتحدة إلى 3000 جنيه إسترليني.
ووصلت أسعار الغاز في أوروبا إلى مستويات قياسية خلال الأيام المنصرمة، بسبب المخاوف من انقطاع إمدادات الطاقة الروسية.
ودافعت شركة شل الأحد عن قرارها استمرار شراء النفط الروسي رغم الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت الشركة في بيان إن قرار شراء الوقود بسعر مخفض “صعب”.
وأكدت أنها اشترت شحنة من النفط الخام الروسي يوم الجمعة لكن “ليس لديها بديل آخر”.
وانتقد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، الشركة متسائلا في تدوينة على حسابه على منصة تويتر: “ألا يمكنكم شم رائحة الدماء الأوكرانية في النفط الروسي؟”
وأدى ارتفاع أسعار الخام وحظر محتمل على شراء النفط الروسي إلى تكثيف الضغوط لإيجاد إمدادات بديلة.
ومن المتوقع أن تضغط الولايات المتحدة هذا الأسبوع على المملكة العربية السعودية لزيادة إنتاج النفط الخام، وهناك زخم جديد للتوصل إلى اتفاق بشأن طموحات إيران النووية من شأنه أن يرفع العقوبات عن صادراتها النفطية.
وعلى الرغم من ذلك تعرقل التقدم بشأن الاتفاق بعد أن سعت روسيا إلى ضمان من الولايات المتحدة بأن العقوبات التي تواجهها بسبب الصراع في أوكرانيا لن تؤثر على تجارتها مع طهران.
يأتي ذلك في الوقت الذي قاطعت فيه العديد من العلامات التجارية البارزة، في مختلف القطاعات، روسيا بسبب الغزو.
وأعلن تطبيق تيك توك منع البث المباشر وتحميل المقاطع الجديدة من روسيا، إذ تقيّم الشركة قوانين جديدة صارمة لمنع نشر “أخبار كاذبة” عن القوات المسلحة في البلاد.
كما أعلنت شركة “نيتفليكس”، عملاقة البث المباشر، أنها قطعت خدماتها في البلاد بعد غزوها لأوكرانيا. أيضا أوقفت شركات، منها “فيزا” و”ماستر كارد” و”بي دبليو سي”، خدماتها في روسيا.