أحمد سعد يكتب: عفوًا.. لن أستطيع التعاطف مع تظاهراتكم!

أنا لا أستطيع أن أتعاطف مع التظاهرات التي خرجت في عدة نقاط على مستوى الجمهورية، أعلم أنني قد أسبب لك إحباطًا، لكن لي أسبابي التي يجب أن تطلع عليها لتعلم أن لي في ذلك حق..

أولا: الثقافة

لأنني مثقف، نعم أنا مثقف، وأقولها بكل فخر، فقد قرأت حتى الآن مئات الكتب في السياسة والتاريخ والاقتصاد وعلم الاجتماع، وأرى أن هذه فرصة طيبة أن أخبرك بأن عدد الكتب التي قرأتها وصل لنحو ألف كتاب.
ولكوني رجلٌ مثقف، فلا يمكن أن أقف في صف طبقات أقل مني ثقافةً واطلاعًا، شأني في ذلك شأن كل المثقفين الصامتين عن التعليق على الحراك، نحن نفضل أن نلتزم الصمت ونطبق أفواهنا على ألسنتنا على أن نؤكد أن الدستور كفل الحق في التظاهر السلمي، ونفضل كذلك أن نغلق فكينا على أن نصرح بأن استخدام العنف مرفوض وأن الظالم هو البادئ به.
لا لن أتعاطف مع التظاهرات، لن أؤيدها، وسأحرم المتظاهرين من دعمي، لكن في الوقت ذاته فإن على المحتجين أن يعلموا أنني سأكون دومًا في خدمتهم إذا ما احتاجوا إلى تنظيرات تتعلق بسيكولوجيا الجماهير أو أيدولوجيا الحركات السياسية وضرورة الحركات التوعوية وأهمية التحركات التعبوية وطبائع الجماعات المستخبية.. أنتم بالتأكيد تعرفون المقهى الذي أجلس به، ستجدونني هناك إذا أردتم الاستفادة من خبراتي.

ثانيًا: الطبقة

وبحُكم انتمائي إلى طبقة راقية، ولأنني أتمركز على قمة هرم الطبقة الوسطى، فأنا لست أعاني، لا تجمعني بالمحتجين في القرى والنجوع أي قضايا اقتصادية مشتركة، ولا حتى قضايا اجتماعية تدفعني للتعاطف معهم، وبالطبع فالمحتجين ليس لهم قضايا سياسية من أي نوع، فالمشكلات المتعلقة بالقضايا السياسية حصرًا على من يشبهونني من المنتمين إلى الطبقة ذاتها.
أنا لست من المطحونين، صحيح أن الأوضاع الاقتصادية لم تدع أحدًا على حاله، وصحيح أنها طحنت الجميع، لكن هناك تباين في نسبة “الطحن”، فمادمت أنا مازلت بحالة جيدة فما الداعي إلى الحديث عن تظاهرات في القرى!
أمر آخر يتعلق بالنقطة نفسها، ألا وهو “العاصمة الإدارية”، لا أخفيك سرًا عزيزي القارئ فقد قررت أن أبتاع “فيلا” صغيرة فيها، لأكون جارًا لـ”أولاد الذوات”.. بلا شك سيكون مظهرهم أفضل من “جلاليب القرى” التي تثير ضجيجًا.
سأخبركم بعنواني الجديد في العاصمة الجديدة فور انتقالي إليه، لمن أراد أن يتفضل بزيارتي للاستفادة من نظريات العدالة الاجتماعية.

ثالثا: اليانيرجية والتغيير المرتقب

ولأنني كنت من أوائل المشاركين في ثورة يناير المجيدة، فأنا واثق أشد الثقة أن أي تحرك لن ينجح بدون المنتمين إلى تلك الثورة، مَن للمظاهرات إن لم يقدها الينايرجية؟!، هذا في نظري سبب كافٍ لتجاهل ما يحدث إن كان يحدث.
أنا أفضل أن أترك مساحة التأثير كاملة لإعلام الخارج، ثم أشن حربًا ضروسًا بعد ذلك على تأثير الإخوان وتأثر المواطنين بهم وأصب لعناتي على من سمح لهم بذلك.
ولأنني من أبناء يناير فأنا -رغم ذلك- مازلت متمسكًا بالأمل، لدي أمل كبير في تحسن الظروف والأوضاع، أمل في تغيير مرتقب أكاد أراه في انتخابات مجلس الشيوخ وتحضيرات انتخابات مجلس النواب وحركة “الاستمرارات الصحفية” الصادرة مؤخرًا.. حسنًا، قد لا ترى في ذلك تغييرًا وربما كان مع حق.. لكنني أؤكد لك أنني أرى فيه بريق أمل لا أعرف مصدره وليس له منطق عقلي، لكنني من الآملين الحالمين.
ولأنني من المثقفين الثائرين الحالمين، فسألتزم الصمت، عسى أن تحمل لنا الأيام القادمة -دون جُهد منا- أوضاعا أفضل تتحسن فيه الظروف المعيشية ويتراجع الغلاء ويخرج الأصدقاء من محبسهم.
لكن صمتي هذا لن يمنعني من إقامة ندوة أتحدث فيها عن الصراع بين الحداثة والأصولية في التحولات الاجتماعية الكبرى، أرجو أن تحضرها لتستفيد.

سيبك انت.. هو محمد صلاح هيلعب إمتى؟ مش عاجبني الولد دا بقاله فترة.. ابقى تعالى اتفرج معايا على الماتش وأنا اشرح لك نظريتي في مستواه.

One thought on “أحمد سعد يكتب: عفوًا.. لن أستطيع التعاطف مع تظاهراتكم!

  • 27 سبتمبر، 2020 at 3:07 م
    Permalink

    كما أقول في بعض الأحيان، الكتب ربما تصنع متغطرس أكتر من كونه متعلم..
    والتغطرس واضح في هذا الكلام..
    لا أحد يثق في مجلس الشيوخ، أو حتى مجلس النواب، ونعلم لماذا هم موجودين.. نعلم سبب وجودهم، وهما يفعلون أي شيء غير ذلك الواجب عليهم فعله.
    أما عن الكلام عن اليانرجية، فأين هم، أرى البعض منهم في السجون أو ربما في الخارج يرتقبون الأحداث من بعيد لا أكثر..
    التغيير القادم سيكون على أيادي جديدة، ولن تكون من الأخوان أو أوئلك المتغطرسين الذين يتكلمون فقط دون أي شيء أو أي مشروع تنماوي على أرض الواقع.
    التغيير قادم، فع القهر يولد الثائر.

    Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *