هدير مكاوي تكتب: 10 سنوات على الثورة.. ولازلنا نطالب بالحياة

(عيش، حرية، عدالة اجتماعية) شعارنا في 25 يناير 2011، مكنش كلمات بنرددها وبس.

شعار العيش والعدالة كان يمثل لي الحياة.. الحياة الكريمة لكل إنسان، دون تفرقة أو احتياج، أو قهر، أو ذل.. حياة كل شخص فيها يملك قوت يومه، واحتياجاته، واحتياجات اهله، بيته، قادر على تعليم أولاده وسد احتياجاتهم.

العيش كان يمثل لي ان يأخذ الإنسان بقدر عمله، وأن يكون لكل شخص في المجتمع وظيفة تعطيه مثلما يعطيها من وقته وصحته، تعطيه المال الذى يكفي متطلباته ولا يفكر قبل نص الشهر من أين سيأتي بمأكل، وملبس، ومصاريف مدراس، ودروس إضافية، وإيجار منزل، ودفع فواتير مياة وكهرباء!

العيش والعدالة، ألا يكون أحد تحت خط الفقر، لا يملك قوته أو يعيش بملابس لا تستر جسده، أو بلا مأوى مكانه أرصفة الشوارع.

أما الحرية ألا يستغل أحد نفوذه في قهر الآخر، وأن يتحرر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، أن تكون أساسيات الحياة في متناول كل فرد ، وأن تكون الحياة عادلة بلا ظلم سياسي أو اجتماعي، واذا تحقق هذا الهتاف ، فستكون الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية أسس عدالة الحياة، هذا هو الشعار كما أراه.

بعد 10 سنوات من الثورة لم يختلف شئ وبقي الشعار الذى نادينا به في ثورة 25يناير معلقا في الهواء يحتاج من ينزله لأرض الواقع، ازداد الوضع، سوءاً، وزادت نسبة الفقر، وبقي الاستبداد، والظلم، والجوع، ومعه ازدادت السرقة، والجشع، وأصبح المجتمع ضحية لكل هذا الفساد المقصود، ووصل الحال أن اصبح قطاع كبير يعيش في أوضاع ابشع من الغابة، العيش فيها شبه مستحيل، والتغيير يحتاج عشرات السنين، بعد أن تفرغت السلطة لجبروتها وتجاهلت كل موارد الجهل والظلم، وكثيرا منا يدفعون ثمن ذلك بعد أن تحولوا لضحايا لهذه السياسات، لكن مثلما تعاهدنا على الحلم انا وكل من حاول التغيير، سنظل نحاول لأجل الاجيال القادمة، لأجل أولادنا، حتى واذا هربنا من البلد بسبب ثقافة محافظة أو خوف من اعتقال، فسنظل نحاول لآخر يوم في العمر أن نكمل ما بدأناه، سنظل نحلم باليوم الذى نلمس فيه التغيير، ويعود أولادنا الى بلادهم مرفوعي الرأس بنجاح حلم ابائهم، سنظل نحلم بالعيش لأجل كل فرد وطفل لا يعرفون أين حقوقهم المسلوبة داخل وطنهم، سنظل نحلم بالعيش ونسعي له لأجل كل قطرة دم من شهيد سقط لأجل تحقيق هذا الحلم .

سنسعى لإكمال مشوارنا بكل السبل ، حتى نرى مصر كما حلمنا، نرى مصر تحيا، ولكن على طريقتنا.

تحيا مصر.. بدون ظلم أوفساد أواستغلال بضعة افراد أو اجهزة لسلطاتهم من أجل تحقيق أغراضهم  وأطماعهم ولو على حساب الجميع.

تحيا مصر عندما يدير اقتصادها متخصصون في الاقتصاد، وليس مؤسسة لا علاقة لها بالاقتصاد، عندما يعود الجيش إلى ثكناته يحمي ولا يحكم، عندما يكف غير المختصين عن الفتي والتحايل على الشعب بإسم المصلحة العامة، عندما تصبح الأراضي المصرية تحت سيادة أبنائها.

تحيا مصر عندما تستمع الحكومة للشباب، بدلا من عن اعتقالهم وإهدار حياتهم والانتقام منهم بسبب رأي مختلف وسعيهم لإصلاح حال البلد ولو على طريقتهم، تحيا عندما يكون هناك تقديرمالى ومعنوي لكل شخص يعمل في الدولة، ليس فقط لافراد المؤسسات والأجهزة الأمنية والعسكرية، تحيا عندما يكون هناك تعليم في المدرسة، ومرتب للمدرس يغطي احتياجاته المعيشية والغلاء، عندما يكون هناك قانون رادع لكل فاسد او حرامى او مغتصب او متحرش.

 تحيا عندما تكون دور ايواء الاطفال ليست مكان لتعذيبهم ، وعندما لا يستخدم المسئولين كلمة وطن لاهداف خاصة بهم لا علاقة لها بالوطن، وعندما لا تكون السجون مقابر حتى للمذبيين، وعندما يكون المفكريين والاقتصاديين والسياسيين  والمحاميين، والصحفيين أصحاب الرأي مكانهم في مكاتبهم وليس فى السجون والمعتقلات، ستحيا عندما يكف المواطن عن انتظار الموت، أو الانتحار لعدم قدرته على العيش بسبب ظلم، او فساد، او سلب حرية .

تحيا مصر عندما تحفظ ابنائها فلا يفرون منها خشية القهر أو الموت جوعا أو الاعتقال، تحيا عندما نكف عن الخوف من كتابة  كلمة على مواقع التواصل قد ندفع ثمنها من حياتنا في السجون، وعندما لا نخشى أن يدفع أهلنا ثمن مواقفنا وأفعالنا، تحيا مصر عندما يعود حق الشهداء الذين دفعوا ثمن حلمهم لهذا البلد بغد مختلف، تحيا مصر طول ما احنا مؤمنين بحلم 25 يناير، وقاردين نحلم رغم كل الألم، ان يوما أفضل سيأتي لأجل ولادنا واهالينا وشعبنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *