عشر سنوات على ثورة يناير.. تريزة سمير تكتب: حاكموا أحلامنا .. (ذكريات يناير)

رغم مرور عشرة أعوام على ثورة يناير المجيدة، إلا إننا مازلنا ندفع الثمن ونحاكم ونحاسب من قبل الكثيرين، تأتى ذكرى الثورة والمحاكمة تشتعل، وتتزايد رغم إننا الوحيدين الذين دفعوا ثمن التغيير، لقد دفعنا ثمن أحلامنا ومطالبنا من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، لقد دفعنا دماء غالية وقدمنا تضحيات كثيرة .

حاسبونا وحاكمونا، الثورة الآن مقهورة ظلما، كل الذين افتخروا بتغيير النظام المباركي، عايرونا بعد أن جاء حكم الإخوان، وكأننا المسؤلين عن اختيار الشعب عبر صناديق الاقتراع.

وعندما تمردنا وجمعنا استمارات تمرد في الشوارع وطرقنا كل الأبواب لتكتمل ثورتنا، كنا نسمع تأنيب وضحكات، كان لدينا يقين أن حكم الإخوان سوف يمضي بلا رجعة، رغم كل التوبيخ واللوم من الغالبية العظمى الذين يجلسون من بعيد ليشاهدوا فقط، ومنهم من يقوم مسرعا من أجل زجاجة الزيت وكيس السكر.. ونحن نصمد في المعركة .

وعبر كل الأحداث والتجمعات كنا ندفع الثمن، ذهب رفقائنا ولم يعودوا، سالت دمائهم من أجل التغيير، مضوا ولم نراهم مرة أخرى، نعيش على ذكريات ضحكاتهم وابتسامتهم في قلب الميادين.

عشرة أعوام مضت وهناك قاعدة شعبية تقول بالصوت العالي “دي مش ثورة.. دا خراب “

عشرة أعوام مضت على حلمي، ثورتي، صراخي في قلب الميدان، كل عام نرفع رايات الثورة نفتخر بالحلم،  ونحاول إثبات ان ما حدث في يناير ٢٠١١ ثورة .

حقا إنها ثورة للكرامة والحق والعدالة، ثورة كانت بحاجة إلى آمانة من كل الذين شاركوا فيها  وأمنوا بها .

من الحماقة أن نتمادى في التأكيد كل سنة على أن 25 يناير ثورة. 

من المؤلم أننا مازلنا ندفع ثمن المطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية

مازلنا نؤكد على حقوقنا المسلوبة في الوطن.

اذا العالم كله لم يرها ثورة، سأظل أؤمن بها كثورة عادلة بريئة من كل ذنوب هذا العالم وقبحه ومطامعه المتعددة.

 خرجت يوم ٢٥ يناير بعد أن أصبح الصراخ هو الحل، خرجت مع الملايين من المصريين لم نحمل أي أسلحة، نكتفي بمطالبنا على لافتات، وهتافات سلمية لم تتعد الحقوق المشروعة والأساسية في الحياة،  خرجنا نصرخ من ظلم الحاكم والنظام، من الخنوع والجوع والنظام الأوحد، طامحين ولسنا طامعين.

استشهد منا واحد يليه آخر إلى أن وصلنا لمئات الشهداء، خرجنا بمطالب عادلة ولم نعد.. لم نصل.. إلى شيء، نتذكر ضحكات اصدقائنا الشهداء.. خانتني الذاكرة بعد ١٠ أعوام لم اتذكر ملامح الشهداء بشكل متكامل، اتذكر فقط ابتسامتهم وهي كفيلة بإحراق قلبي.

نحن من يحترق عند تذكر زملائنا وأصدقائنا، رفاقنا الذين رحلوا، نتذكر ابتسامتهم في قلب الميدان، صرخاتهم ومطالبهم وجعهم وجعنا.  

شهداء ثورة يناير، هم كل الشهداء الذين رحلوا من ٢٥ يناير إلى الآن من أجل التغيير، الأمل، الحلم، هل ليس لنا أي حق في العيش أو الحرية أو العدالة الاجتماعة، والكرامة الإنسانية.

  لم نطمح لأي شيء غير الحياة الكريمة الآدمية، ومازال بداخلنا ثورة لازالت مشتعلة، أحلام لم تطفيء بعد..طالما نتنفس، نشتعل نحن أيضا سواء على حلمنا المفقود أو شهدائنا الراحلين . 

لقد كانت ثورة كاملة وفق المصطلح السياسي، فالثورة هي الخروج عن الوضع الراهن وتغييره باندفاع يحركه عدم الرضا أو التطلع إلى الأفضل أو حتى الغضب، وقد وصف الفيلسوف الإغريقي أرسطو شكلين من الثورات في سياقات سياسية، التغيير الكامل من دستور لآخر، أو التعديل على دستور موجود، وبالفعل تم تعديل الدستور عدة مرات بعد الثورة بدء من استفتاء مارس الذي كان القشة التي أحرقت الثورة إلى التعديلات التي تلتها، حتى وصلنا للدستور الحالي الذي يعتبر أفضل من دستور ما قبل الثورة، لذا فهي بالتأكيد ثورة قضت على نظام  ودستور ووضع سيء .

٢٥ يناير ثورة حقيقية شارك فيها الملايين من الشعب المصري،  حاكمونا وحاسبونا على مطالبنا المشروعه على أحلامنا .

في السنة الأولى لذكرى الثورة امتلأت الشوارع بالفرحة والاحتفالات ، ورويدا رويدا اختفت ويعلنون الآن وفاتها، بل ونكرانها ومحاسبتها  .

الثورة لم تمت.. مازالت بداخلنا وفي أعماقنا

مازلنا نطالب  بالعيش بالحرية والعدالة الاجتماعية….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *