التحالف الشعبي في بيان عيد العمال: نرفض القانون الجديد وندعم صمود عمال غزة

في بيان أصدره بمناسبة عيد العمال، وجّه حزب التحالف الشعبي الاشتراكي تحية إلى العمال المصريين والعالميين، مؤكداً أن العيد هذا العام يحلّ في ظل تحديات غير مسبوقة تواجهها الطبقة العاملة، وسط أزمة رأسمالية متفاقمة بدأت منذ 2008 وازدادت حدّتها مع الأزمات المتلاحقة، من جائحة كورونا، إلى الحروب المتصاعدة، مرورًا بصعود اليمين العالمي، ووصولاً إلى الحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي وصفها البيان بأنها “حرب إبادة” تجري تحت غطاء أمريكي وتواطؤ غربي واسع.

وسلّط البيان الضوء على ما اعتبره سياسات داخلية منحازة للأثرياء على حساب الغالبية الكادحة، منتقدًا بشدة قانون العمل الجديد الذي أقرّه البرلمان مؤخراً بناءً على مشروع مقدم من وزارة القوى العاملة. ورأى الحزب أن القانون يُقنن الفصل التعسفي، ويُضعف ضمانات الاستقرار الوظيفي، ويوسّع من نفوذ شركات التوظيف الوسيطة التي تستغل العمال، كما أنه يستثني فئات واسعة من الحماية القانونية، ويُقيد الحق في التنظيم النقابي، لا سيما بعد تفكيك النقابات المستقلة.

وأشار الحزب إلى أن القانون الجديد يتجاهل حقوق العمالة غير المنتظمة، ويخفض الزيادات السنوية للأجور بطريقة لا تتناسب مع معدلات التضخم، في وقت تفقد فيه الأجور قيمتها الشرائية، وسط ارتفاع جنوني للأسعار وغياب شبه تام لأي مظلة حماية اجتماعية حقيقية. وأضاف أن هذه السياسات تأتي في مناخ اقتصادي تتآكل فيه قطاعات أساسية مثل التعليم والصحة، بينما تتسع الفجوة بين العمال وأصحاب الامتيازات.

وفي هذا السياق، جدّد حزب التحالف الشعبي رفضه الكامل لقانون العمل الجديد، مطالبًا بتشريع بديل يضمن الأمان الوظيفي والحد الأدنى للأجور بما يحفظ كرامة العامل، ويوفر الحق الكامل في التنظيم والإضراب والمشاركة النقابية. كما دعا إلى استعادة الدولة لدورها في حماية الصناعة الوطنية، ووقف تصفية الشركات العامة، وتحقيق العدالة الضريبية والاجتماعية، وربط الأجور والمعاشات بمعدلات التضخم لا بمبالغ ثابتة، فضلًا عن ضرورة شمول القطاع غير المنظم بالحماية الاجتماعية ووقف سياسات تقليص الدعم.

وفي موقف تضامني، عبّر الحزب عن دعمه الكامل لصمود الشعب الفلسطيني، وخصّ بالذكر عمال غزة الذين وصفهم بأنهم “يقاومون القتل والتجويع والحصار بصمود أسطوري”. كما دعا إلى بناء حركة عمالية مستقلة وديمقراطية تمثّل مصالح العمال وتتمكن من قيادة نضالاتهم.

واختتم البيان برسالة تضامن “لكل عامل يناضل من أجل لقمة عيشه، وكل نقابي يواجه القمع، وكل فلسطيني يصمد تحت القصف”، مؤكدًا أن “المستقبل لا يُبنى على الربح، بل على العدالة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *